النظام الجديد يعتمد على تحليل أكثر من 400 ألف صورة أشعة للثدي (ماموغرافيا)، وهي قاعدة بيانات تُعدّ من الأكبر في العالم، وتمكّن من تدريب الذكاء الاصطناعي على التمييز بين الصور الطبيعية وتلك التي تحتوي على أورام أو أنسجة مشبوهة.

الدكتور مهران عرب أحمدي، أخصائي الأشعة ومدير البحث والتطوير في الشركة المطوّرة، أوضح أن هذا النظام بدأ العمل به منذ عام 2023 في حوالي 30 مركزاً طبياً في مختلف المدن الإيرانية. وأضاف أن استخدامه ساعد على زيادة دقة التشخيص بنسبة 20% وتقليل الإحالات غير الضرورية للفحوص الإضافية بنسبة 10%.

وقال عرب أحمدي إن الكشف المبكر عن سرطان الثدي من خلال الماموغرافيا يساهم بشكل كبير في رفع فرص العلاج والشفاء، لافتاً إلى أن الإحصاءات تشير إلى تسجيل حالتين جديدتين من المرض كل ساعة بين النساء الإيرانيات.

وأشار إلى أن النظام الذكي لا يهدف إلى استبدال الطبيب، بل إلى مساعدته في تحليل الصور بسرعة ودقة أكبر، خاصة مع تزايد عدد الفحوص اليومية وضغط العمل في مراكز الأشعة. كما أن الذكاء الاصطناعي لا يتأثر بالإرهاق، مما يحافظ على جودة التحليل طوال الوقت.

ويتم استخدام النظام حالياً في مستشفيات معروفة مثل الإمام الخميني، آرش، بهار، رسول أكرم، الشهيد أكبر آبادي، وفيروزگر، مع خطط لتوسيعه في مستشفيات أخرى قريباً.

ومن الجوانب المميزة أيضاً أن خدمة تحليل الصور عبر الذكاء الاصطناعي أصبحت مشمولة في التأمين الصحي التكميلي، بحيث يمكن للمريض الاستفادة منها دون أي كلفة إضافية، فقط بإضافة رمز خاص عند طلب فحص الماموغرافيا.

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور عرب أحمدي على أهمية إجراء فحص الماموغرافيا مرة كل عام أو عامين للنساء فوق سن الأربعين، مؤكداً أن استخدام الأنظمة الذكية يمكن أن ينقذ حياة الكثيرات من خلال الكشف المبكر. كما دعا إلى زيادة الوعي بأهمية الفحص الدوري والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مكافحة سرطان الثدي.