وأظهرت الوثائق الحصرية أن سرية تابعة للكتيبة 52 في اللواء 401 بقيادة الضابط بني أهارون نفذت الهجوم، حيث أصدر قائد السرية أوامر مباشرة بإطلاق النار على سيارة العائلة، ما أدى إلى مقتل هند ووالدتها وبقية أفراد الأسرة، إضافة إلى المسعفين الذين حاولوا إنقاذهم. بين المنفذين جنود يحملون جنسيات أجنبية، من بينهم أرجنتيني وألماني، رفعت ضد الأخير دعوى قضائية أمام المحاكم الأوروبية.

وأعاد فريق التحقيق، بالتعاون مع مختبر "فورنزك أركيتكتشر" في جامعة غولدسميث البريطانية، بناء مسرح الجريمة بدقة، موثقًا إطلاق 335 طلقة نارية من دبابة إسرائيلية على مسافة لا تتجاوز 23 مترًا، لتتكشف بذلك حقيقة الجريمة بعيدة عن الرواية الإسرائيلية التي تحدثت عن "اشتباك مسلح".

وتعود قصة هند رجب إلى يناير 2024، حين حاولت العائلة النزوح من شرق غزة، لتتعرض لهجوم مباشر يقتل كل أفرادها باستثناء الطفلة، التي وثقت اللحظات الأخيرة من حياتها باتصال هاتفي صادم مع ذويها قائلاً: "ماما، الدبابة جنبي".

وتمثل هذه الأدلة، بحسب مصادر قانونية في بروكسل، سابقة في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب، خصوصاً مع توثيق نية القتل العمد بحق مدنيين، بينهم الأطفال.

واستمرت تداعيات الحادثة على الصعيد الدولي، مع حملات تضامن ومبادرات ثقافية وفنية لتخليد ذكرى الطفلة، أبرزها إنشاء "مؤسسة هند رجب" في بروكسل وعرض فيلم وثائقي عالمي في مهرجان البندقية السينمائي.