وتتمتع القرية بموقع جغرافي مميز يربط بين غابات الحرا الساحرة والخط الساحلي الهادئ، ما جعلها وجهة مثالية للسياحة البيئية والأنشطة البحرية. وقد تحول سكانها من صيد الأسماك التقليدي إلى صناعة سياحية قائمة على الاستدامة، مع التركيز على استثمار الثقافة المحلية والأطعمة التقليدية والحرف اليدوية.
وتوفر سُهيلي تجربة فريدة للزوار، حيث يمكنهم الإقامة في الأكواخ التقليدية المصنوعة من أوراق النخيل، وتذوق الأطباق المحلية مثل «قليّة السمك»، ومتابعة مهارات الحرفيات من نساء القرية، لتصبح القرية مثالاً حياً على التنمية المجتمعية المستدامة التي تجمع بين الطبيعة والثقافة والاقتصاد.
يكمن سر تحول القرية إلى وجهة سياحية عالمية في انتقال سكانها الشجعان من الصيد التقليدي إلى صناعة سياحية مستدامة ومسؤولة. فقد أدركوا أن حماية غابات الحرا ليست مجرد واجب بيئي، بل تمثل أهم ميزة اقتصادية لهم، فحولوا القرية من استغلال تقليدي إلى ضيافة مميزة قائمة على الاستدامة.
ويقوم هذا النجاح على محورين رئيسيين: أولًا، الاقتصاد الخارجي المستدام من خلال تطوير رحلات القوارب بين أشجار الحرا والسياحة البيئية، مما زاد من الدخل وحوّل الحفاظ على البيئة إلى مهمة جماعية. ثانيًا، استثمار القدرات المحلية، حيث شارك السكان في التنمية بالاعتماد على ثقافتهم الغنية، ملابسهم التقليدية وأطعمتهم المحلية، ما أدى إلى القضاء على البطالة وعودة المغتربين إلى القرية.
زيارة سُهيلي تجربة فريدة، إذ يغمر الزائر في أصالة الثقافة الجنوبية. الأكواخ التقليدية المغطاة بأوراق النخيل ليست مجرد أماكن للراحة، بل فضاءات لاستضافة ضيافات لا تُنسى، يديرها نساء القرية المبدعات، مع تقديم أطباق محلية مثل «قليّة السمك» والخبز التقليدي، ومتابعة الحرف اليدوية الأصيلة.
تجسد سُهيلي أن التنمية الحقيقية تبدأ من احترام الثقافة، وتمكين المجتمع، وفهم البيئة المحلية، لتصل إلى مستوى التفوق العالمي، وتصبح كل زاوية فيها فرصة لاستكشاف جمال الحياة في الخليج الفارسي.