البث المباشر

"اكتشف إيران".. خوزستان (4)

السبت 11 أكتوبر 2025 - 12:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- بودكاست: الحلقة الرابعة- تتميّز محافظة خوزستان بمناخها وثقافتها وطبيعتها المتنوعة، بجمالٍ أخّاذ وحكاياتٍ تنبض بالتاريخ.

هذه الأرض هي موطن لأحد أهم المواقع الأثرية في إيران، بل وأول موقع إيراني أُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو: زقورة تشغا زنبيل، القريبة من مدينة شوش، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 3200 عام.

هذا المعبد المُدرّج القديم، تحفة فنية من الهندسة العيلامية، إلى جانب مدينة شوش التاريخية ومنشآت شوشتر المائية، يدعوكم في رحلة إلى تاريخ خوزستان وعجائبها!

أهلًا بكم

معكم في الحلقة الرابعة من بودكاست "اكتشف إيران"، حيث سنتعرف أكثر على هذه المحافظة الإيرانية الجميلة، ومواقعها المدرجة على قائمة التراث العالمي، بالإضافة إلى بعض المعالم التاريخية والتراث الحضاري والطبيعي، في رحلتنا الأخيرة إلى محافظة خوزستان

تتميّز محافظة خوزستان بمناخها وثقافتها وطبيعتها المتنوعة، بجمالٍ أخّاذ وحكاياتٍ تنبض بالتاريخ. هذه الأرض هي موطن لأحد أهم المواقع الأثرية في إيران، بل وأول موقع إيراني أُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو: زقورة تشغا زنبيل، القريبة من مدينة شوش، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 3200 عام.

 

“تشغا زنبيل… التل الذي صعد من قلب التاريخ ليبقى شاهدًا على حضارة لا تموت.”

تشغا زنبيل تعني "التل المبني على شكل سلة"، وهي واحدة من أكبر الزقورات في العالم، شُيّدت لعبادة الآلهة في العصر العيلامي. يقف برجها الضخم شامخًا بين الصحاري وبساتين النخيل، ليمنح زائرها شعورًا غريبًا بين سكينة المكان وعظمة الزمان. لا شك أن زيارتها رحلة إلى قلب التاريخ ذاته.

بُنيت الزقورة بأمر من الملك العيلامي أونتاش نَبيريشا، أحد أعظم ملوك عيلام وأكثرهم نفوذًا. ورغم أنها كانت من خمسة طوابق، لم يبقَ منها سوى ثلاثة. شُيّد هيكلها من الطوب والطين، ويضم داخل أسواره الثلاثة متحدة المركز قصورًا ملكية ومقابر ومحطة لمعالجة المياه.

يبلغ طول هذا البناء المربّع 105 أمتار، وارتفاعه 52 مترًا. وفي طابقه العلوي كان يقع معبد للإله إنيشوشيناك، الذي اعتبره العيلاميون حامي مدينة شوش. وكانوا يعتقدون أن هذا الإله يصعد إلى السماء من هذا المكان ثم يعود إلى الأرض.

“هنا لم يكن البناء حجارةً فقط، بل جسورًا تصل الأرض بالسماء.”

تُزيّن الطوب نقوش مسمارية عيلامية وأكدية تحمل رسائل دينية وسياسية لتلك الحقبة. ورغم مرور آلاف السنين، لا تزال الزقورة قائمة رمزًا للفن العيلامي والإيمان والمعرفة الهندسية.

يحيط بالمعبد سوران رئيسيان، وفي داخلهما سبع بوابات. على الدرج الجنوبي الشرقي توجد سبعة صفوف من المذابح، ربما رمزت إلى قدسية الرقم (7) عند العيلاميين. أما البوابة الجنوبية الشرقية، فقد غُطيت بالقار، ولا تزال آثار العربات الحربية واضحة عليها، إذ كانت ممرًا لهذه العربات.

كما صُمّمت ممرات مائية حول المبنى لحمايته من أمطار خوزستان الغزيرة، ورُصفت الأحجار على محيطه، ويمكن للزائر أن يشاهد آثار أقدام أطفال مطبوعة على بعضها، وكأنها رسائل بريئة من الماضي البعيد.

وفي شمال غرب المبنى، يوجد مزاران صغيران مكرّسان لإله عيلامي آخر يُدعى إيشنيكراب، بالإضافة إلى ساعة شمسية كبيرة داخل المجمع.

لكن من أعجب ما تملكه هذه الزقورة هو نظامها المائي المتطور. فقد ضمّت أقدم محطة لمعالجة المياه في إيران. ورغم أن نهر دز يمر قريبًا منها، إلا أن انخفاض مجراه حال دون الاستفادة منه، مما دفع الملك أونتاش نَبيريشا إلى شق قناة بطول 45 كيلومترًا لجلب مياه نهر الكرخة. وبعد أن عبرت القناة منطقة هفت تبه، وصلت المياه إلى جغا زنبيل، لكنها كانت محمّلة بالطمي. وهنا جاء الإبداع: إذ ابتكر المصممون بركًا كبيرة وصغيرة لترسيب الأوحال وتنقية المياه، مستخدمين مبادئ هندسية شبيهة بما وضعه فيثاغورس.

“أكثر من 32 قرنًا مرّت… وما زالت جغا زنبيل تُعلّمنا أن الإبداع الحقيقي لا يشيخ.”

من أبرز معالم محافظة خوزستان الإيرانية، مدينة شوش… المدينة التي تُعرف بأنها واحدة من أقدم مدن العالم، وتقع على بُعد 115 كيلومترًا شمال غرب أهواز، عاصمة خوزستان. شوش ليست مجرد مدينة، بل متحف مفتوح يمشي فيه الزائر بين طبقات الزمن.

“هنا، كل حجر له قصة… وكل زاوية تختزن ذاكرة حضارة.”

كانت شوش إحدى أهم مراكز الحضارة العيلامية، بل وأقدم مدينة في إيران كلها. فقد كانت عاصمة حضارة عيلام لآلاف السنين، ثم العاصمة الشتوية للإمبراطورية الأخمينية. أما اسمها “شوش”، فيحمل معنى المدينة الجميلة، الطيبة، النظيفة، والهادئة.

منذ أوائل الألفية الرابعة قبل الميلاد، ظهرت شوش على مسرح التاريخ مركزًا فنيًا وصناعيًا وتجاريًا وسياسيًا. وقد عُثر فيها على وثائق وآثار تعود لعصور مختلفة؛ من الساسانية إلى الإسلامية، مما جعلها متحفًا حيًا يختصر عصور ما قبل التاريخ والتاريخ الوسيط.

 

شوش… مدينة تُلخص قصة إيران في صفحة واحدة.”

سُجّل موقع شوش التاريخي كالمعلم الثامن عشر لإيران على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويضم مجموعة مدهشة من المعالم: قصر شائور، أبادانا، البوابة الشرقية، هديش، المدينة الخامسة عشرة، القرية الأخمينية، مسجد شوش الكبير، مجمع المباني الإسلامية، تلال الأكروبوليس، والقلعة الفرنسية.

ومن بين هذه الكنوز يبرز قصر أبادانا، الذي بُني بأمر من الملك الأخميني داريوش الكبير. بمساحة تفوق 10 آلاف متر مربع، يحتوي على 36 عمودًا، و110 غرف، و6 أفنية، وزُينت واجهاته الداخلية بالطوب المزجج، في لوحة معمارية أخّاذة.

كما تحتضن شوش ضريح النبي دانيال عليه السلام، الملقب بنبي المطر، بقبته الفريدة التي تجذب أنظار الزوار. وقد حُفظ جسده في شوش منذ وفاته، ثم دُفن في هذا الضريح بأمر من الإمام علي (عليه السلام).

أما تل الأكروبول الأثري، فقد بُني في العصر العيلامي، ويضم نحو 27 طبقة أثرية، تشمل مراحل من العصور العيلامية والأخمينية والسلوقية والبارثية والساسانية والإسلامية. ومن هذه الأرض خرجت كنوز إنسانية خالدة مثل شريعة حمورابي، وكأس شوش الطيني الشهير، وتماثيل الملكة ناميراستون.

وبجوار هذه الآثار، ينهض متحف شوش في وسط المدينة، يضم ست قاعات عامرة بقطع أثرية نفيسة، منها ما أُخرج من زقورة تشغا زنبيل، ومنها ما اكتُشف في حفريات شوش، ليكون همزة وصل بين الماضي والحاضر.

شوش… ليست مجرد مدينة، بل ذاكرة مفتوحة تقرأ فيها البشرية فصولها الأولى.”

ومن بين معالم مدينة شوش الأخرى يبرز قصر شاوور، المعروف أيضًا باسم قصر أردشير. شُيّد هذا القصر بأمر من الملك الأخميني أردشير الثاني قرب نهر شاوور، ليكون شاهدًا جديدًا على براعة العمارة في تلك الحقبة. يشبه القصر في تصميمه قصر أبادانا الشهير، إذ يقوم على 64 عمودًا، لكنها أقل ارتفاعًا من أعمدة أبادانا، ما يمنحه طابعًا مختلفًا رغم التشابه.

“قصرٌ آخر يروي قصة الملوك… وأعمدة تقف في صمت، لكنها تنطق بالتاريخ.”

وبحسب الدراسات الأثرية، فإن تاريخ مدينة شوش يعود إلى نحو 4000 عام قبل الميلاد، مما يجعلها واحدة من أقدم مدن الحضارة الإنسانية. واليوم، تحولت شوش إلى واحدٍ من أبرز المواقع السياحية في محافظة خوزستان، حيث يغطي موقعها الأثري مساحة واسعة تضم آثارًا ومعالم من عصور متعددة، لتكون مدينةً تختصر التاريخ في ممراتها وأطلالها.

شوش ليست مدينة من الماضي فحسب… بل مسرحٌ زمنيٌّ تتلاقى فيه العصور القديمة مع الحاضر.”

بعد أن تجوّلنا في شوش وما تحمله من إرثٍ عريق، دعونا ننتقل إلى معلم آخر لا يقل إبهارًا… إنه من أعظم شواهد العبقرية الهندسية القديمة في إيران:

"منشآت شوشتر المائية".

“تخيلوا مجمعًا مائيًا بُني قبل أكثر من 1700 عام، لكنه ما زال ينبض بالحياة حتى اليوم!”

هذه المنشآت، التي وصفتها اليونسكو بأنها تحفة فنية وإبداعية، أُدرجت في قائمة التراث العالمي باعتبارها واحدة من أضخم المجمعات الصناعية في العالم قبل الثورة الصناعية. فهي ليست مجرد سدود أو قنوات، بل نظام هيدروليكي متكامل يضم 13 معلمًا تاريخيًا: جسور، سدود، طواحين، شلالات، قنوات يدوية، وأنفاق ضخمة لنقل المياه… كلها متصلة لتعمل كنظام واحد بديع.

تعود جذور هذه المنشآت إلى العصر الأخميني، لكن معظم عمليات تطويرها جرت في القرن الثالث الميلادي خلال العصر الساساني. وهنا تبرز حكاية مشوّقة: فقد بُني هذا المجمع الضخم على أيدي جنود رومانيين أُسروا بعد هزيمة إمبراطورهم فاليريان أمام الملك الساساني شابور الأول. بأمر من شابور، شُيّد نظام ري مزوّد بقناة وسدين للتحكم في تدفق المياه، مستفيدًا من خبرات الجنود الأسرى في الهندسة.

“من أنقاض الحروب خرجت معجزة هندسية… لتروي الأرض وتغذي الحضارة.”

إلى جانب السدود والقنوات، شملت هذه المنشآت طواحين مائية وشلالات اصطناعية وأنفاقًا ضخمة وأماكن للراحة والاستجمام. ومن أبرز معالمها مكان يدعى سيكا في أقصى الغرب، بجوار الماء والطواحين، وهو اليوم مقصد ترفيهي، فيه بركة مثمّنة الأضلاع تتصل بقنوات صغيرة تجلب المياه إلى النهر.

أما الفكرة الأساسية لهذا النظام العبقري، فتقوم على سد گَرگَر، الذي يحجز مجرى النهر ويرفع منسوبه لتجميع المياه في ثلاثة أنفاق محفورة في الصخر. تنقل هذه الأنفاق المياه إلى المجمع، حيث تُقسم إلى قنوات مختلفة، وبعد أن تُدير عجلات الطواحين، تتساقط المياه على شكل شلالات خلابة في برك واسعة.

“هندسة تتحدى الزمن… وجمال يذيب الحدود بين الصناعة والطبيعة.”

اليوم، يقف مجمع الطواحين والشلالات في شوشتر كتحفة بصرية، حيث يندمج التاريخ مع الطبيعة. فهو لم يكن مجرد منشأة صناعية، بل مصدر حياة للسكان ومزار يجذب السيّاح بجماله الأخّاذ وشلالاته التي لا تنقطع.

وهكذا، رأينا كيف تحوّل الماء في شوشتر من مجرى طبيعي إلى لوحة هندسية بديعة… نظام مائي عبقري سبق عصره بقرون طويلة، وظل شاهدًا على إبداع الإنسان وقدرته على تسخير الطبيعة.

“لكن خوزستان ليست فقط أرض الأنهار والسدود… بل كانت أيضًا مهدًا للعلم والمعرفة.”

ففي هذه الأرض، وُلدت واحدة من أقدم الجامعات في التاريخ: جامعة جُندي شابور، التي جمعت في ساحتها علماء من اليونان والهند ومصر وروما، وكانت منارة للطب والفلسفة والمعرفة لقرون طويلة.

“من عبقرية الماء… إلى عبقرية الفكر… هكذا تكتمل صورة خوزستان.”

جامعة جُندي شابور، الجامعة التي حملت في جدرانها إرث العلم والمعرفة، وكانت لقرون منارةً للطب والفلسفة والإلهيات. تخيلوا… منذ أكثر من 17 قرنًا، كانت هنا مستشفى تعليمي ومركز أبحاث طبي هو الأهم في العالم القديم في القرنين السادس والسابع الميلاديين.

هذه الجامعة، التي أسسها الملك الساساني شابور الأول، كانت مدينة متكاملة بين شوشتر وشوش ودزفول؛ مدينة ازدانت بالاقتصاد والثقافة، ولا تزال حتى اليوم تجذب الباحثين والسياح كواحدة من أقدم وأهم المراكز العلمية في تاريخ البشرية.

لكن خوزستان لا تروي لنا حكايات العلم وحدها… فهنا أيضًا يتألق الجمال الديني والمعماري. ومن أروع معالمها مسجد رنگوني في آبادان، بجماله الفريد وزخارفه المبهرة. شُيّد هذا المسجد في بدايات القرن الرابع عشر الميلادي على يد عمال مسلمين من أصل بورمي، فجاء تصميمه الخارجي متأثرًا بفنون شبه القارة الهندية، بينما يزدان داخله بالنقوش الجصية البارزة، والأعمدة المتعددة، والمحراب المزخرف الذي يرمز بألوانه ونقوشه إلى جِنان الخُلد.

“في مسجد رنگوني، تمتزج العمارة الإسلامية مع لمسات الهندوسية والبوذية… لتصنع لوحةً نادرة لا شبيه لها.”

أما إذا تركنا التاريخ والمعمار قليلًا… فإن خوزستان تُفاجئنا بطبيعتها الساحرة. من بين هذه الروائع، جزيرة كوشك شمال شرق مسجد سليمان، بجمالها الأخّاذ وغطائها النباتي المتنوع وأزهارها الزاهية. هنا، يمكنكم الاستمتاع برياضات المغامرة: تسلق الجبال، استكشاف الكهوف، ركوب الدراجات، أو حتى جولة بالقوارب بين مناظرها البديعة.

ولعشّاق الطبيعة الرطبة، يبقى هور العظيم على الحدود مع العراق لوحةً لا تُنسى. إنه واحد من أكبر الأهوار في إيران، وتتميز بموارد حيوانية ونباتية متنوعة. هذه البحيرة بيضاوية الشكل وغير منتظمة، يبلغ طولها حوالي 100 كيلومتر وعرضها حوالي 50 كيلومترًا. يبلغ متوسط عمقها 5 أمتار، وقد يصل في بعض الأماكن إلى 20 مترًا. وموطن لمئات الطيور المهاجرة، بألوانه الزاهية في الربيع والخريف، وبسحر أجوائه المعتدلة في الشتاء. هنا، يمكنكم الإبحار بقارب صغير وسط المياه، وأنتم تحلّقون مع الطيور أو تراقبونها وهي تستريح فوق غابات القصب الكثيفة.

“من جامعة العلم… إلى مساجد الفن… إلى طبيعة الأهوار والجزر… خوزستان تكشف لنا وجهها المتنوع في كل محطة.”

وهكذا، أعزائي المستمعين، نكون قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا في هذه الحلقة من اكتشف إيران. استمعنا معًا إلى حكاية جُندي شابور، وعرّجنا على مسجد رنگوني، وانطلقنا في أحضان طبيعة كوشك وهور العظيم. لكن تذكّروا… ما قدّمناه ليس سوى جزء من كنوز خوزستان التي لا تنتهي.

“وفي كل مرة نزور فيها هذه الأرض… نكتشف سرًّا جديدًا يربط بين الماضي والحاضر.”

ابقوا معنا في الحلقات القادمة…

فإيران ما زالت تخبئ الكثير من الأسرار والمعالم التي تستحق أن تُروى.

أربع حلقات حاولنا من خلالها أن نرسم لكم لوحة حيّة لهذه المحافظة، بجمالها وتاريخها وثقافتها المتنوعة. نأمل أن تكونوا قد وجدتم فيها ما يروي شغفكم، ويمنحكم صورة أوضح عن هذه الأرض العريقة.

“لكن رحلتنا لا تتوقف هنا… فما زال أمامنا الكثير من الحكايات.”

في الحلقات القادمة، سنشدّ الرحال إلى محافظة إيلام غرب إيران… أرض بكر، لم تُكتشف بعد كما تستحق، سنرافقكم هناك لاكتشاف معالمها الطبيعية والتاريخية المجهولة، ونفتح نافذة جديدة على وجه آخر من وجوه إيران الجميلة.

لذا، ندعوكم لمواصلة رحلتنا الإعلامية، ومشاركتنا بتعليقاتكم واقتراحاتكم القيّمة، لتكونوا شركاء في صياغة تجربة أعمق وأجمل.

“إلى أن نلتقي في الحلقة المقبلة…

نتمنى لكم أيامًا سعيدة وقلوبا عامرة بجمال إيران.

دمتم بخير…

وإلى اللقاء.”

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة