البث المباشر

خط رشت ـ آستارا يعزز موقع ايران في التجارة العالمية

الأربعاء 17 سبتمبر 2025 - 11:54 بتوقيت طهران
خط رشت ـ آستارا يعزز موقع ايران في التجارة العالمية

دخل مشروع خط سكة حديد رشت–آستارا، الحلقة المفقودة في ممر الشمال–الجنوب، مرحلة حاسمة بعد تمويل روسي وتعاون صيني، متوقعاً أن يعزز موقع إيران في التجارة والنقل الدولي.

وأشار رئيس مركز الشؤون الدولية بوزارة الطرق والبناء العمراني، أمين ترفع، إلى أن تملّك الأراضي اللازمة لمسار المشروع سيكتمل بحلول نهاية العام الحالي، وأن عمليات التنفيذ الواسعة ستبدأ فور توفير التمويل الروسي. وأوضح أن الشرط الأساسي لتنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى هو تحرير الأراضي وتأمين الموارد المالية.

وأضاف ترفع أن بعض الأراضي تم تسليمها بالفعل للمقاول الروسي، وبدأت الدراسات التنفيذية، وستستمر عملية التسليم على مراحل، ما سيزيد من سرعة إنجاز المشروع. وكمثال، تم قبل نحو ثلاثة أشهر تسليم 34 كيلومتراً من الأراضي للمقاول الروسي، وأقيمت مراسم رسمية من قبل شركة البناء.

كما كشف ترفع عن التعاون المشترك مع الصين، موضحاً أن اجتماعات عدة عُقدت لمتابعة تقدم المشروع وضمان التنسيق اللازم لبدء الأعمال التنفيذية. ويُظهر انعقاد هذه الاجتماعات التزام الحكومة الإيرانية الجاد بإكمال خط سكة الحديد البالغ طوله 162 كيلومتراً، والذي يربط إيران مباشرة بجمهورية أذربيجان.

ولا تقتصر أهمية المشروع على الجانب العمراني فحسب؛ ففي زيارة الرئيس مسعود پزشكيان الأخيرة إلى آستارا، اعتبر إكمال خط رشت–آستارا من الأولويات الرئيسية للحكومة ووصفه بالحلفة النهائية لربط إيران بشبكة أوراسيا. وأضاف أن هذا المسار يمكن أن يشكل بديلاً للممرات التقليدية مثل قناة السويس والمسار التركي، مما يزيد من حصة إيران في التجارة العالمية.

وسيُعزز الخط، إلى جانب تسهيل ترانزيت البضائع، القدرات الحدودية لآستارا، إذ يضم ميناءً ومحطة سكك حديد مشتركة مع أذربيجان، مع وصول مباشر إلى أسواق روسيا وأوروبا الشرقية، ما يعزز الموقع الاستراتيجي للمدينة الحدودية.

ويشير الخبراء إلى أن المشروع سيقلل بشكل كبير من تكاليف ومدة النقل، إذ يُتوقع أن يقصر مسار شحن البضائع بين الهند وأوروبا بنسبة تصل إلى 40٪. وكان ممر الشمال–الجنوب قد أُطلق في أوائل العقد الأول من الألفية بالتعاون بين إيران وروسيا والهند، ومع اكتمال رشت–آستارا سيكون الممر جاهزاً للعمل بشكل كامل، ويضم ثلاثة مسارات رئيسية: الشرقي عبر آسيا الوسطى، والوسيط عبر بحر قزوين، والغربي الذي يمر عبر أذربيجان، ويقع مشروع رشت–آستارا في القسم الغربي، مع قدرة على نقل 15 مليون طن من البضائع سنوياً.

ويؤكد مهدي باقري، خبير النقل في مركز هتكس، أن المشروع يعزز الربط مع روسيا والقوقاز، ويتيح تداخلاً مع ممر الجنوب–الغرب (من الخليج إلى البحر الأسود)، ما يجعل مسار إيران إلى أوروبا أقصر وأكثر تنافسية. لكنه شدد على ضرورة استغلال قدرات بحر قزوين، إذ يمكن لخطوط الشحن المباشر أن تشكل مسارات بديلة عند الضرورة.

في المجمل، يمثل مشروع خط سكة حديد رشت–آستارا ليس مجرد مشروع بنية تحتية، بل حلقة جيوسياسية واقتصادية تضع إيران في موقع مركز ترانزيت إقليمي وحتى أوراسي. ومع بدء المرحلة التنفيذية واستثمار روسيا وتعاون الصين، أصبح المشروع أكثر قرباً من الواقع، ومن المتوقع أن يتحول إلى محرك رئيسي للتنمية الاقتصادية في شمال إيران ودفع عجلة الدبلوماسية الاقتصادية للبلاد.
 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة