البث المباشر

صور من زهد الامام علي (عليه السلام) صور من كرم الامام العسكري (عليه السلام)

السبت 27 إبريل 2019 - 10:30 بتوقيت طهران
صور من زهد الامام علي (عليه السلام) صور من كرم الامام العسكري (عليه السلام)

والصلاة والسلام على خير خلق الله حبيب اله العالمين محمد المصطفى وعلى آله الهداة الميامين ...
السلام عليكم ... ـ مستمعينا الاعزاء ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الافاضل ـ لقد كان امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) بعد رسول الله(ص) من ازهد الناس واتقاهم، وقد شهد بذلك الصديق والعدو، وقد صدق من قال: 

ومناقب شهد العدو بها

والفضل ما شهدت به الاعداء

ونذكر لكم ـ ايها الاعزاء ـ صوراً من زهده(ع) فقد روى علي بن الاقمر قال: رأيت علياً وهو يبيع سيفه في السوق ويقول: من يشتر مني هذا السيف، فو الذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله(ص) ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته.
وروى هارون بن عنترة قال: دخلت على علي في الخورنق وهو يرعد من البرد وعليه سمل قطيفة فقلت يا امير المؤمنين ان الله تعالى قد جعل لك ولأهل بيتك نصيباً في هذا المال وانت تصنع بنفسك ما تصنع؟ فقال(ع): والله ما ارزؤكم شيئاً من مالكم، وانها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي بالمدينة. وروى ان امير المؤمنين(ع) خطب قائلاً لاهل الكوفة: (دخلت بلادكم باسمالي هذه وراحلتي هذه، فاذا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فاني من الخائنين).
وذكر المؤرخون ان الامام(ع) في ايام خلافته لم يكن عنده ثلاثة دراهم ليشتري بها ازاراً او ما يحتاج اليه ثم يدخل بيت المال فيقسم كل ما فيه على الناس ثم يصلي فيه ويقول: الحمد لله الذي اخرجني منه كما دخلته.
لقد كانت تلك ـ مستمعي الكريم ـ بعض الصور من زهد الامام علي(ع) في لباسه، واما الطواغيت الذين حكموا البلاد بالجور والظلم في مختلف العصور فكانوا يبذرون اموال الشعب على ملذاتهم الحرام ومنهم "على سبيل المثال لا الحصر" هارون العباسي المسمى زوراً وبهتاناً بالرشيد الذي ذكر المؤرخون بانه لما توفي ترك اربعة الاف عمامة مطرزة ما عدا الثياب، فضلاً عن الاموال الهائلة التي خلفها في خزانته وهكذا غيره من الملوك والرؤساء الظالمين الذين نهبوا اموال المسلمين وانفقوا على شهواتهم ولياليهم الحمراء، ومن المؤكد ان الاسلام بريء من هؤلاء وامثالهم.
واما الآن ـ مستمعينا الاكارم ـ نتحدث عن بعض اخلاق الامام ابي محمد الحسن العسكري(ع) في الكرم والسخاء فقد كان كاجداده الكرام(ع) في البر بالفقراء والمحرومين ومن صور ذلك انه اقام وكلاء له في معظم المناطق الاسلامية التي تدين بامامته، وعهد اليهم بقبض ما يرد اليه من الحقوق الشرعية وانفاقها على المحتاجين واصلاح ذات البين وغير ذلك مما ينفع الناس ومن فيض كرمه ان العلوي محمداً بن علي بن ابراهيم بن موسى بن جعفر(ع) روى ان ضائقة اقتصادية المت بهم فقال له ابوه: امض بنا الى هذا الرجل ـ يعني ابا محمد ـ فانه قد وصف لنا سماحه فانبرى ولده قائلاً اتعرفه؟ 
قال: ما اعرفه ولا رأيته قط. ويعود السبب في هذا التقاطع بين العلويين الى الضغط الهائل الذي صبه العباسيون على السادة من ابناء النبي(ص) فقد اشاعوا فيهم القتل وخلدوا الكثيرين منهم في ظلمات السجون خصوصاً من يتصل منهم بائمة اهل البيت(ع). وعلى أي حال فقد قال الاب: ما احوجنا الى ان يأمر لنا بخمسمائة درهم مئتان منها للكسوة ومائتان منها للدقيق ومائة للنفقة، وقال ولده، ليته امر لي بثلاثمائة درهم، مائة اشتري بها حماراً ومائة للنفقة ومائة للكسوة، أخرج الى الجبل، ولما تشرفوا وارسل اليهم غلامه فاعطى الاب خمسمائة درهم لما تمناه، واعطى ولده ثلاثمائة درهم وهو ما كان يحلم به وامره ان لا يخرج الى الجبل ويصير الى منطقة سوراء وتحسنت حالة العلويين ببركة الامام التي اكرمه الباري تعالى بها.
ومن بره وكرمه(ع) ما رواه الثقة ابو هاشم الجعفري وكان مسجوناً فكتب له رسالة يشكو فيها ضيق الحبس وشدة القيد فكتب اليه: انت تصلي الظهر اليوم في منزلك، ولم يلبث حتى افرج عنه، وصلى صلاة الظهر في بيته، وكان ابو هاشم في ضيق فبعث له الامام العسكري(ع) مائة دينار، وكتب له، اذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم واطلبها فانك على ما تحب ان شاء الله تعالى.
وفي الختام ـ ايها الاحبة الكرام ـ نشكركم على جميل الاصغاء ونسأل الباري تعالى ان يجعلنا من عباده الصالحين الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه انه سميع مجيب.
وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله تبارك وتعالى الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة