البث المباشر

الزهد في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) كرم السيد الزهراء (سلام الله عليها) وإعانتها لجيرانها وكثرة صدقاتها جود الامام المجتبي (عليه السلام) وأبيات منسوبة له في الكرم وإعانة المحتاجين

السبت 27 إبريل 2019 - 10:30 بتوقيت طهران
الزهد في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) كرم السيد الزهراء (سلام الله عليها) وإعانتها لجيرانها وكثرة صدقاتها جود الامام المجتبي (عليه السلام) وأبيات منسوبة له في الكرم وإعانة المحتاجين

وصلى الله على سيدنا وحبيب قلوبنا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ...
السلام عليكم ـ ايها الاخوة والاخوات ـ ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في برنامجكم هذا نرجو ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الاعزاء لقد كان من سمو ذات امير المؤمنين علي(ع) وتكامل اخلاقه زهده في الدنيا وتحرره الكامل من اسر جميع متعها وزبارجها وزينتها، كيف لا وهو تلميذ رسول الله(ص) واخوه وابن عمه ووصيه وباب مدينة علمه، لقد سيطر(ع) على جميع رغبات النفس وعود نفسه البؤس والحرمان ولم يستجب لاية متعة من متع الحياة فكان من ازهد الناس كما يقول عمر بن عبد العزيز ولما تشرفت به الخلافة الاسلامية واشرقت الدنيا بحكومته بقي على سيرته يعيش في انحاء يثرب والكوفة عيشة الفقراء فلم يبن له داراً ولم يلبس من ناعم الثياب وانما كان يلبس ثياب الفقراء ويأكل اكلهم، وقد قيل له في ذلك فأجاب: "كيلا يتبيغ بالفقير فقره". قد احب (سلام الله عليه) ان يواسي الفقراء في فقرهم وبؤسهم حتى لا يجزعون من مرارة العيش. وقد ذكر المؤرخون والرواة صوراً مدهشة من زهد الامام(ع) لم يحدث التاريخ لها نظيراً الا في عهد وحياة الرسول الاكرم(ص).
وهذه صور منها روى عمر بن قيس قال: رئيَ علي وعليه ازار مرقوع فعوتب عليه فقال: (يقتدي به المؤمن ويخشع به القلب). وقال ابو اسحاق السبيعي: كنت قد حلمت ابي على عاتقه وامير المؤمنين علي بن ابي طالب يخطب، وهو يتروح بكمه، فقلت يا ابه، امير المؤمنين يجد الحر؟ فقال: (لا يجد حراً ولا برداً، ولكنه غسل قميصه وهو رطب، ولا له غيره فهو يتروح به).
واما الآن ـ مستمعينا الافاضل ـ فنتحدث عن بعض اخلاق المرأة المسلمة النموذجية الطاهرة المطهرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(ع) بضعة الرسول(ص) حيث ذكر التاريخ باحرف من نور بانها كانت تطحن الحب من الحنطة والشعير لفقراء جيرانها ممن يعجزون عن الطحن، وقد عيرها بذلك خليفة بني العباس المسمى بالمعتز الذي لم يفقه من القيم الاسلامية شيئاً فرد عليه صفي الدين الحلي بقوله: 

عيرتها بالرحى والزاد تطحنه

لا زال زادك حباً غير مطحون

وذكر التاريخ ايضاً انها(ع) كانت تستقي الماء بقربة فتحملها لضعفاء جيرانها من الذين لا يتمكنون من الحصول على الماء، وانها في ليلة زواجها من سيد الوصيين علي(ع) اهدى لها ابوها الرسول(ص) ثوباً لتلبسه، ولما اصبح الصبح جاء(ص) فلم ير عليها الثوب فسألها عن ذلك فقالت(ع): ابتاه، لقد طرقت عليَّ الباب فتاة فقيرة تطلب ثوباً، فأخذت ثوبي القديم لادفعه لها الا اني تذكرت قول الله تبارك وتعالى، «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» (آل عمران، 92). وانا احب الثوب الجديد فآثرتها على نفسي، واعطيته لها.
لاحظ ـ مستمعي الكريم ـ ايَّة نفس ملائكية هذه النفس العظيمة التي مثلت الاسلام بجميع قيمه، انها نفس محمد(ص) الذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين.
واما الآن فمع الامام الحسن المجتبى(ع) الذي كان من افذاذ العترة الطاهرة ومن نجومها المشرقة فهو ريحانة الرسول(ص) وسيد شباب اهل الجنة، ونتحدث عن بعض اخلاقه وهو السخاء والكرم، وقد تجلت هذه الظاهرة الكريمة باسمى صورها عنده(ع) حتى لقب بكريم اهل البيت الذين هم معدن الكرم والاحسان، وقد روى المؤرخون صوراً مشرقة من كرمه منها: انه مر(ع) بغلام اسود بين يديه رغيف يأكل منه، ويدفع لكلب كان عنده شيئاً آخر من الرغيف، فقال له الامام(ع) ما حملك على ذلك؟ 
فقال الغلام: اني لاستحي ان آكل ولا اطعمه، لقد راى الامام(ع) في ذلك الغلام خصلة كريمة من احب الخصال عنده، فاحب ان يجازيه على صنعه، فأمره ان يقيم في مكانه ولا يبرح عنه وبادر فاشتراه واشترى البستان الذي هو فيه، واعتقه وملكه البستان. 
لقد كان الكرم والسخاء من صفات الامام الحسن(ع) الاساسية وقد قيل له: لاي شيء لا نراك ترد سائلاً؟ 
فأجاب: (اني لله سائل وفيه راغب وانا استحي ان اكون سائلاً وارد سائلاً، وان الله عودني عادة ان يفيض نعمه علي وعودته ان افيض نعمه على الناس فاخشى ان قطعت العادة ان يمنعني العادة)، وانشأ (عليه السلام) يقول: 

اذا ما أتاني سائل قلت مرحباً

بمن فضله فرض عليَّ معجل

ومن فضله فضل على كل فاضل

وافضل ايام الفتى حين يسأل

ونسبت له(ع) هذه الابيات:

ان السخاء على العباد فريضة

لله يقرأ في كتاب محكم

وعد العباد الاسخياء جنانه

واعد للبخلاء نار جهنم

من كان لا تندى يداه بنائل

للراغبين فليس ذاك بمسلم

وفي الختام ـ ايها الاعزاء ـ شكراً لكم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء المقبل نستودعكم الله تعالى الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة