والصلاة والسلام على محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين ...
السلام عليكم ... مستمعينا الافاضل ـ ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الاعزاء ـ لقد كان من صفات الرسول(ص) واخلاقه الرحمة والرأفة لجميع الناس مؤمنين وكافرين وقد عمت رحمته قريشاً الذين ما تركوا لوناً من الوان الاذى والتنكيل الا قابلوه به ولما اشتدوا في تعذيبه دعا له قائلاً: "اللهم اهدِ قومي فانهم لا يعلمون"، وتحدث(ص) عن نفسه وما يحمله في طياتها من الرحمة قائلاً: انما انا رحمة مهداة.
نعم ـ مستمعي الكريم ـ انه فيض من رحمة الله تعالى لعباده فلم يقابل أي شخص اساء اليه بسوء وانما قابله بالاحسان لينزع عن نفسه نزعات البغي والشر وقد سخر منه بعض زعماء العرب حينما رآه يوسع سبطه الحسين(ع) تقبيلاً وهو طفل فساله عن علاقته به اخبره انه سبطه فانكر الرجل ذلك وقال: يا رسول الله عندي عشرة اطفال من ابنائي ما قبلت منهم واحداً فقال النبي(ص): (وما علي منك ان نزع الله تعالى الرحمة من قلبك).
مستمعي الكريم ـ لقد كان من معالي اخلاق الامام علي(ع) عيادته للمرضى وكان يحث اصحابه على ذلك وقد قال لهم: من اتى اخاه المسلم يعوده مشى في خرافة الجنة "أي ثمارها" فاذا جلس غمرته الرحمة، وقد مرض صعصعة وهو من خلص اصحابه فاطرى عليه الامام(ع) قائلاً: والله ما علمتك الا خفيف المؤونة حسن المعونة، فاجابه صعصعة: وانت يا امير المؤمنين، ان الله في عينك لعظيم وانك بالمؤمنين لرحيم، وانك بكتاب الله لعليم ولما اراد الامام(ع) الخروج قال له: يا صعصعة لا تجعل عيادتي فخراً على قومك فان الله تعالى لا يحب كل مختال فخور. لقد تنكر الامام(ع) لجميع الوان الفخر ومظاهر العظمة وآمن ايماناً مطلقاً بان الذي يستحق العظمة انما هو الله تعالى لا غيره.
ونختم البرنامج ـ مستمعي العزيز ـ بذكر قبس من اخلاق الامام الجواد(ع) الذي لقب بالجواد لكثرة معروفه واحسانه الى الفقراء والمحتاجين وقد ذكر المؤرخون صوراً كثيرة من كرمه كان منها: ان احمد بن حديد خرج مع جماعة من اصحابه الى الحج، فهجم عليهم عصابة من السراق فنهبوا ما عندهم من اموال ومتاع، ولما انتهوا الى المدينة انطلق احمد الى الامام الجواد(ع) فاخبره بما جرى عليهم فامر له بكسوة واعطاه دنانير ليوزعها على اصحابه، وكانت بقدر ما نهب منهم، لقد انعم عليهم الامام(ع) ورد عليهم ما سلب منهم.
وختاماً ـ ايها الاعزاء ـ نشكر لكم حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******