والصلاة والسلام على محمد المختار وأهل بيته الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين ...
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في الحلقة الاولى من هذا البرنامج الذي سيتجول معكم باذن الله تعالى في سيرة واخلاق النبي الكريم محمد(ص) والسادة المتخلقين بخلقه العظيم أهل بيته الطيبين الطاهرين(ع).
وبما يسمح به الوقت المخصص للبرنامج نأمل ان تقضوا معه وقتاً ممتعاً ومفيداً.
مستمعينا الافاضل ـ ان من معالي اخلاق النبي(ص) نكران الذات فهو صلى الله عليه وآله المنزه من كل مظهر من مظاهر التكبر ولم يكن ذلك على المستوى النظري فقط وانما طبقه(ص) بشكل عملي على واقع حياته الشريفة، وقد روى المؤرخون من ذلك بوادر كثيرة رائعة ومنها انه وفد عليه شخص فاخذته هيبة النبي(ص) واختطف الرعب سحنات وجهه فخفف عنه النبي(ص) وقال له: "انما انا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد".
أرأيت مستمعي الكريم ـ سمو هذا النكران للذات والرفض لكل بادرة من بوادر التكبر والعلو على الناس؟
اجل لقد علمنا الرسول الاكرم(ص) بسيرته العطرة ان العظمة والعبودية بجميع ابعادها انما هي لله تعالى خالق الكون وواهب الحياة فله وحده تعنو الوجوه لا لغيره.
ومن اهم الصفات التي كان يرغب ان تضفى عليه انه عبد الله تعالى ورسوله.
وقد كره النبي(ص) كراهية شديدة الانانية والتكبر ونذكر لمستمعينا الاعزاء ـ التفاتة رائعة اخرى رواها ابن عباس حيث قال: مشيت خلف رسول الله(ص) لانظر هل يكره ان امشي وراءه او يحب ذلك، فالتمسني بيده والحقني به حتى مشيت بجانبه ثم تخلفت مرة ثانية فالتمسني بيده والحقني به فعرفت انه يكره ذلك.
واما الان ننقل مستمعينا الاعزاء الى غصن آخر من اغصان تلك الشجرة المباركة التي شاء الله تعالى ان تغدق على العباد بثمارها التي لا تنفد وهو الامام جعفر بن محمد الصادق(ع) لقد كان الصادق(ع) آية من آيات الله عز وجل في سمو اخلاقه وكان امتداداً لاخلاق جده الرسول(ص)، ونذكر مثلاً يشير الى تواضعه ومقته وشجبه للتكبر روي انه قال لرجل: من سيد قبيلتك؟ فقال الرجل: انا فانكر الامام ذلك وقال له: لو كنت سيدهم ما قلت انا.
سلام الله عليهم وعلى آبائهم وابنائهم الطيبين الطاهرين فقد جعلهم الله تبارك وتعالى قدوة للعالمين في كل حركاتهم وسكناهم.
وكان من تواضع الامام الصادق(ع) انه كان يرفض الجلوس على الفرش الفاخرة ويجلس على الحصير، وكان يرى ان التكبر على خلق الله تعالى من افحش الصفات التي تهبط بالانسان الى مستوى سحيق.
روى المؤرخون ان رجلاً كان يلازم الامام الصادق(ع) فافتقده فسأل عنه فبادر رجل مستهيناً به قائلاً: انه نبطي فرد عليه الامام قائلاً: "اصل الرجل عقله وحسبه دينه وكرمه تقواه والناس في آدم مستوون".
وفي الختام ـ ايها الاعزاء ـ شكراً لكم على جميل الاصغاء. نسأله تعالى ان يجعلنا واياكم من المتمسكين بولاية محمد وآله الاطهار(ع) آمين يا رب العالمين. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******