لا تُعتبر الطاقة النووية في عالم اليوم مصدرًا مُمكّنًا لإنتاج الكهرباء فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا حيويًا في تقدم مختلف العلوم، بما في ذلك الطب، الزراعة، الصناعة والبيئة. كما أن استخدام التقنيات النووية الحديثة يضمن الاستقلال العلمي والصناعي للبلاد في العديد من المجالات، ويوفر بنية تحتية مستدامة للتنمية العلمية للبلاد.

في ظل الظروف الجيوسياسية للمنطقة والعقوبات الشاملة، يُعدّ تحقيق تقنيات متقدمة في مجال الطاقة النووية، وخاصة في مجالات مثل الاندماج النووي وتقنيات البلازما، ضرورة لا يمكن إنكارها. وتُظهر هذه الإنجازات قدرة العلماء الإيرانيين على تجاوز القيود وتحويل التحديات إلى فرص.

في الوقت نفسه، يُعدّ المعهد الإيراني للعلوم والتكنولوجيا النووية أحد المراكز الرائدة في تطوير التقنيات المحلية في مجال الطاقة النووية. وكان للدكتور "سيد أمير حسين فقهي"، الرئيس السابق لمعهد العلوم والتكنولوجيا النووية وأحد أبرز علماء إيران النوويين، دورٌ هامٌ في تعزيز هذه الإنجازات. وقد استشهد على يد الكيان الصهيوني، الذي كان مصدرًا للعديد من الخدمات والابتكارات العلمية خلال فترة إدارته.

يُعد هذا الإنجاز، الذي ورد ذكره في التقرير التالي، واحدًا من آلاف النتائج التي حققها علماء إيران بفضل جهود معهد البلازما والاندماج النووي.

مقدمة عن الإنجاز والمواصفات الفنية

يُعد جهاز إنتاج البلازما باستخدام طريقة تفريغ حاجز العزل السطحي (SDBD) طريقةً مثاليةً لإنتاج بلازما مستقرة وموحدة الضغط الجوي، وذلك لاستخدامها في تعديل ومعالجة الأسطح.

إن معالجة الأسطح هي تحسين خصائص الأسطح، مثل تحسين قابليتها للماء، زيادة طاقتها السطحية، وتحسين شكلها، وذلك لاستخدامها في تطبيقات متنوعة، بما في ذلك الطب، طب الأسنان، الطباعة، التغليف، والصناعات النسيجية.

بالإضافة إلى تجانس واستقرار البلازما المُنتجة، تشمل مزايا أنظمة SDBD البساطة والمتانة والقدرة على المعالجة في نطاق واسع من الغازات النشطة. كما تزيد أنظمة SDBD من طاقة السطح المُعالج مقارنةً بهياكل تفريغ الحاجز العازل الأخرى، وهي طريقة فعالة في تطبيقات متنوعة، بما في ذلك تحسين خصائص مثل قابلية السطح للماء في فترات زمنية قصيرة جدًا.

لذلك، يُمكن أن يكون لهذا النظام دورٌ بالغ الأهمية في تقليل وقت معالجة البلازما واستهلاك الطاقة. كما أن عمليات المعالجة بهذه الطريقة سهلة التحكم، وتكلفة المعالجة منخفضة مقارنةً بطرق إنتاج البلازما منخفضة الضغط الأخرى. وتشمل المواصفات الفنية للجهاز المُصنّع مصدر طاقة يتراوح بين 0 و20 كيلو فولت، وتردد يتراوح بين 0 و200 كيلو هرتز، بهدف إنتاج بلازما هوائية مستقرة وموحدة للاستخدام في معالجة أسطح البوليمر بأبعاد مختلفة.

الخطوات التالية والآفاق المستقبلية

تشمل الخطوات التالية لاستغلال هذا الإنجاز ما يلي:

- بناء جهاز إنتاج بلازما تفريغ حاجز العزل السطحي (SDBD) على نطاق صناعي وشبه صناعي، وإعداده للاستخدام في مختلف الصناعات.

- ترقية جهاز SDBD إلى نموذج COPLANAR DBD لاستخدامه في صناعات مثل طباعة وتغليف المواد البوليمرية، بالإضافة إلى مجالات علمية مختلفة، بما في ذلك العلوم الطبية وطب الأسنان والمختبرات.

مجال التطبيق والسوق المستهدف

يمكن استخدام البلازما الباردة التي ينتجها هذا النظام على نطاق واسع في مجالات مختلفة، بما في ذلك الطب، طب الأسنان، تطهير الأسطح، صناعة الطباعة، التغليف، الإنتاج الصناعي للأوزون، المنسوجات، الأغذية والزراعة.

يُعدّ التقدم المحرز في معهد أبحاث البلازما والاندماج النووي دليلاً على قدرات العلماء الإيرانيين في تطوير تقنيات جديدة قائمة على المعرفة المحلية. كما أنه يُعد جهاز إنتاج البلازما SDBD رمزًا لهذه التطورات التي تُلبي احتياجات العديد من الصناعات المحلية، وتُمهّد الطريق لدخول التكنولوجيا النووية إلى المجالين الصناعي والطبي في البلاد.

ومما لا شك فيه أن هذا المسار الواضح مستمر بجهود العلماء النوويين الإيرانيين، رغم كل الضغوط والعداء.