وقال الحوثي أن اليمن مستمر في موقفه الثابت على مستوى العمليات العسكرية والأنشطة المختلفة، معبراً عن ثقته في رعاية الله وعونه، داعياً ابناء الشعب اليمني للمشاركة والخروج في مظاهرة مليونية يوم الجمعة بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مؤكداً ان هذا الخروج يمثل جزءاً من الجهاد استجابة لله ونصرة للشعب الفلسطيني.
كما وصف الحوثي الخروج الشعبي الواسع بأنه يعكس التضامن ويؤثر على معنويات العدو، مشيراً إلى أن اليمن لن يقبل بأن يكون للأمريكي "فيتو" على القرآن الكريم، مؤكداً أن استجابة اليمن لله ستكون فوق أي اعتبارات أخرى.
وتحدث الحوثي عن الجبهة اليمنية المساندة لغزة، مشيراً إلى أن اليمن يتصدر الدول في دعم القضية الفلسطينية، وأن الأنشطة الشعبية تتوسع في مختلف المحافظات، بما في ذلك اللقاءات العلمائية التي تهدف إلى تعزيز التعبئة والحشد لمواجهة الأعداء.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك نشاط علمائي واسع في مختلف بلدان العالم الإسلامي لاستنهاض الشعوب وتذكيرها بمسؤولياتها، وأوضح أن الأنشطة التعبوية مستمرة في التدريب والتأهيل، مشيرًا إلى أن الموقف اليمني يمثل حالة فريدة وملهمة لبقية الشعوب.
وأشار الحوثي إلى أن الشعب اليمني، رغم معاناته، لم يتذرع بذرائع واهية، بل تحرك من منطلق انتمائه الإيماني، مما أغضب العدو الأمريكي والإسرائيلي. ولفت إلى أن العدوان الأمريكي على اليمن قد شهد تصعيداً كبيراً، حيث نفذ أكثر من 220 غارة خلال الأسبوع الماضي، و900 غارة خلال الشهر، مستهدفًا الأعيان المدنية.
وأكد أن العدوان الأمريكي فشل في إيقاف العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن القوات المسلحة اليمنية نفذت عدة عمليات ناجحة ضد أهداف في الأراضي المحتلة، بما في ذلك إطلاق صواريخ فرط صوتية. واعتبر إسقاط الطائرة الأمريكية من طراز إم كيو9 إنجازًا مهمًا يعكس فاعلية القوات المسلحة.
كما أشار إلى أن إجمالي العمليات العسكرية اليمنية خلال الشهر الحالي بلغ 78 عملية، مع تنفيذ 171 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا. وأكد الحوثي أن العمليات ضد حاملة الطائرات الأمريكية قد حيّدت دورها في البحر الأحمر، مما دفع العدو لاستقدام حاملة طائرات أخرى، مما يدل على فشل العدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه.
أكد الحوثي، أن حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" أصبحت في حالة دفاعية، حيث تعاني من صعوبة في تأمين الملاحة الإسرائيلية أمام العمليات العسكرية اليمنية. وأوضح أن استقدام حاملة طائرات أخرى يعكس فشلًا في تحقيق الأهداف الأمريكية، مما يدل على فعالية الموقف اليمني وتأثيره.
وأشار إلى تنفيذ القوات المسلحة اليمنية أربع عمليات إطلاق لصواريخ قدس ضد طائرات أمريكية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أكثر من 11 عملية اعتراض لطيران العدو، مما أدى إلى إفشال عدد من العمليات. كما نفذت القوات 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستخدمة 30 صاروخًا باليستيًا وفرط صوتيًا وطائرات مسيرة.
ولفت الحوثي إلى أن حجم العمليات العسكرية وزخمها يؤكد أن القدرات اليمنية ما تزال قوية ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذه القدرات تتنامى وتزداد ابتكارًا على المستوى التقني والتكتيكي.
كما استشهد الحوثي بعدد من الاعترافات الأمريكية والإسرائيلية التي تعبر عن إحباطهم تجاه صمود اليمن، مؤكدًا أن العدوان الأمريكي يسهم في تعزيز قدرات اليمن العسكرية. وأشار إلى تصريحات ترامب التي تعكس اندهاشه من قدرة اليمنيين على تصنيع الصواريخ، مؤكدًا أن العالم يعترف بموقف اليمن الصحيح في دعم القضية الفلسطينية.
كما تناول الحوثي معاناة سكان قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي يواصل استهداف المنشآت الصحية ويستخدم أساليب التجويع، مؤكداً ضرورة تحرك المسلمين لمواجهة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، محذراً من المخططات الصهيونية للسيطرة على المسجد الأقصى.
وشدد الحوثي على أن العدوان الإسرائيلي مستمر دون اعتبار للاتفاقيات الدولية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يعاني من انتهاكات جسيمة، وأن مطالب حركة حماس هي استحقاقات إنسانية لا يمكن تجاهلها.
كما جدد التأكيد على أن الولايات المتحدة تسعى إلى إسكات الصوت الإنساني، سواء في أمريكا أو في الغرب بشكل عام، من خلال تجاهل القوانين والحقوق المعترف بها، وضغطها على الجامعات لمنع النشاط الطلابي. واستعرض ما تقوم به أمريكا من اعتقالات وترحيل للطلاب، بالإضافة إلى استهداف حرية التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المطالبة بوقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني تُعتبر جريمة في نظر الأمريكيين، مما يعكس التعامل السلبي مع الطلاب واعتداءاتهم في العالم الغربي.
وحث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي النخب على إدراك مستوى سيطرة الصهيونية على أوطانهم، مشددًا على أنها تشكل خطرًا على حريتهم وإنسانيتهم. وأعرب عن أمله في رؤية تظاهرات حاشدة مماثلة لتلك التي شهدتها بنغلاديش، في البلدان العربية والإسلامية.