موضوع البرنامج:
الصيام والأمراض النفسية
نتناول اليوم موضوع الصيام والامراض النفسية، لاشك ان للصيام آثار ايجابية في تقوية الارادة والتي تعتبر نقطة ضعف في اكثر المصابين بالامراض النفسية، نلاحظ ان الصبر الذي يتطلبه الامتناع عن تناول الطعام والشراب اثناء النهار يزيد من قدرة المريض على التحمل لمواجهة هذه الامراض فمثلاً مرض المكآبة وهو الان مرض العصر وتبلغ به نسبة الاصابة حوالي ۷% من الناس، نلاحظ ان المريض يشعر باليأس والميل للانعزال وتنتابه حالة من الشعور بالذنب وضعف الارادة.
اكثر الابحاث تشير الى ان الصيام مفيد جداً لمريض الكآبة لأنه يمنح الامل والرجاء في ثواب الله سبحانه فيخرج من دائرة اليأس الى دائرة الرجاء هذا اضافة الى ان مشاركته مع الاخرين في الزيارات والعبادات سوف تضمن خروجه من هذه العزلة التي احاط بها نفسه وتقاوم مشاعر الاثم والتفكير بأيذاء النفس فيشعر بالتفاؤل والامل بدلاً من الاكتئاب.
حالة اخرى نراها منتشرة في المجتمع هي القلق والتوتر التي من اهم اسبابه هو الانشغال بهموم الحياة وتوقع حدوث شيء سيء مثل الخوف على الاولاد او فقدان المال او الصحة هنا نلاحظ ان الصوم مثل باقي العبادات بما يعطيه من الاطمئنان والراحة النفسية يساعد المريض في التخلص من حالة القلق والتوتر «أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ».
توجد حالة شائعة اخرى يعاني منها عدد كبير من الناس وتخلق معاناة شديدة اضافة الى مضيعة الوقت والجهد وهي الوساوس القهرية، نسبة الاصابة بالوساوس القهرية قد تصل الى ۳% في المجتمعات الفعلية، هذه الوساوس على شكل تكرار لبعض الافعال مثل تكرار الغسل والتطهير او قد تكون هنالك افكار واوهام تسلطية يجد صعوبة في التخلص منها في كل هذه الحالات نشاهد ان الصوم يساهم في تقوية ارادة هؤلاء المرضى وبدلاً من ان تسيطر عليهم هذه الاوهام نراهم ينشغلون بالعبادات فيعطي المصاب قوة واندفاع ويساعده في التغلب على هذه الوساوس.
احياناً يعاني البعض من الارق وصعوبة النوم، الصوم له دور في علاج الارق لأن نقصان السكر في الدم يكسب المريض حالة من الارتخاء والهدوء فيتحسن نومه ويزول عنه الارق.
توجد بعض الامراض لايجوز فيها الصيام مثل انفصام الشخصية او الشيزوفرينيا لأن قلة استعمال الادوية او حدوث فواصل زمنية طويلة بين هذه الادوية قد يساهم في حدوث الهلوسة والحالة العدوانية والاعتداء على الاخرين كذلك مريض الهستريا اذا كانت نوبات الهستريا تشتد عند الصوم فيجب عليه الافطار لأن نقصان نسبة السكر في الدم قد تثير هذه النوبات.