البث المباشر

تصريحات المبعوثة الامريكية والغضب الشعبي في لبنان

السبت 8 فبراير 2025 - 10:03 بتوقيت طهران
تصريحات المبعوثة الامريكية والغضب الشعبي في لبنان

أثارت تصريحات مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي إلى منطقة غرب آسيا، ضدّ حزب الله، غضباً شعبياً في لبنان، بحيث احتجّ مواطنون، معربين عن رفضهم مساعي واشنطن لإقصاء الحزب عن الحكومة المنتظَر تشكيلها، وزعمها قيام الاحتلال الإسرائيلي بهزيمته.

وندّد محتجون أمام مطار بيروت الدولي بتصريحات أورتاغوس، التي أدلت بها من القصر الرئاسي اللبناني، عقب لقائها الرئيس جوزاف عون، يوم الجمعة، وقطع محتجون الطريق عند أوتوستراد المدينة الرياضية في اتجاه المطار، ليُعاد فتحها لاحقاً.

واستدعت تصريحات أورتاغوس مواقف مستنكرةً من عدة جهات وأحزاب لبنانية، أعربت عن رفضها "التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد"، ومهاجمة حزب الله، الذي "يتمتّع بالتأييد الشعبي الأوسع" بين اللبنانيين.

وتوجه المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، إلى المسؤولة الأميركية، قائلاً إن "لبنان للبنانيين فقط، وحزب الله قوة وطنية وتمثيلية بحجم لبنان وشراكة مكوّناته الوطنية".

وحذّر قبلان من أنّ حكومةً بلا الثنائي حزب الله وحركة أمل "تدفع البلد نحو المجهول"، متابعاً: "حذارِ الخطأ مع رئيس البرلمان، نبيه بري، لأنّ الخطأ معه كارثة بحجم قاعدة ميثاقية لبنان".

ورفض قبلان ما قالته أورتاغوس بشأن "هزيمة حزب الله"، عبر تأكيده أنّ الحزب "لم ولن يُهزم، ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع التخلص منه"، مشدداً على أنّ "السيادة فقط للبنان ومكوّناته الوطنية، وليس للولايات المتحدة ومشاريع الإقصاء والخراب".

وقال الحزب السوري القومي الاجتماعي إنّ تصريحات أورتاغوس "جاءت لتنسف الدعم، عربياً ودولياً، والذي حظي به انتخاب جوزاف عون رئيساً للبلاد، وتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة".

وأشار إلى أنّ هذه التصريحات جاءت لـ"تزرع فتنةً داخلية، عبر التدخل في شؤون لبنان الداخلية، وتؤكد الانحياز الفاضح إلى العدو الصهيوني وتغطية احتلاله وعدوانه، عبر استخدام مصطلحات تناقض اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701، وسط صمت مطبق، يصل إلى حدّ التواطؤ على خرق السيادة من جانب أدعياء الدفاع عنها".

كذلك، دان لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية أيضاً "مخالفة أرتاغوس كل البروتوكولات الدبلوماسية"، مؤكداً أنّه "ليس من حقها، أو من حق أي مسؤول أجنبي آخر، التهجم على حزب الله المقاوم، ويضع فيتو على مشاركته في الحكومة".

وشدّد اللقاء على أنّ حزب الله "لم يُهزم كما تدّعي المبعوثة الأميركية"، وأنّ "سلاح الحزب وُجد لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو سيبقى ضمانةً لتحرير الأرض وحماية لبنان، ما دام شبر محتلاً، وما استمرت الأخطار والأطماع الإسرائيلية".

بدورها، أكدت القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان أنّ تصريحات أورتاغوس "تستوجب موقفاً رسمياً حازماً من وزارة الخارجية اللبنانية، عبر استدعاء السفيرة الأميركية في بيروت فوراً، وإبلاغها احتجاج لبنان الرسمي".

وأضافت أنّ التصريحات الأميركية "تعكس وهماً أميركياً متجدّداً بأنّ لبنان أصبح تحت الوصاية الأميركية"، مشددةً على أنّ "الواقع سيثبت عكس ذلك تماماً". 

وذكّرت الإدارة الأميركية بأنّ حزب الله "مكوّن وطني لبناني أصيل، يتمتع بالتأييد الشعبي الأوسع في البلاد".

أما من جانب حزب الله، فردّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني، النائب محمد رعد، على تصريحات أورتاغوس، مؤكداً أنّ ما قالته "يتطاول على مكوّن وطني في لبنان، هو جزء من الوفاق الوطني، ومن الحياة السياسية اللبنانية".

واتهم رعد أورتاغوس بـ"التدخل السافر في السيادة اللبنانية، وبالخروج عن كل اللباقات الدبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية"، مشيراً إلى أنّها "تُظهر عدائيتها لمكوّن لبناني، تصدّى للعدوان الإسرائيلي وهزمه".

يأتي ذلك بعد أن صرّحت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط بأنّ الولايات المتحدة تدعو إلى "عدم مشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية الجديدة، في أي شكل من الأشكال".

وزعمت أورتاغوس، بعد لقائها الرئيس اللبناني، جوزاف عون، في قصر بعبدا، في وقت سابق اليوم الجمعة، أنّ الاحتلال الإسرائيلي "هزم حزب الله"، معربةً عن "امتنان الولايات المتحدة لإسرائيل بسبب ذلك".

وعقب تصريح أورتاغوس، أصدر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بياناً، قال فيه إنّ "بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، من بعبدا، يعبّر عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنيّة به".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة