تحدثنا في الحلقة السابقة عن بطلان الادعاء بأن الصهيونية هي اليهودية وأثبتنا ذلك بالوثائق وبالطبع جئنا بأسباب هذا الادعاء الباطل. كما وتطرقنا أيضًا حول استغلال الكتاب المقدس في إثبات أحقية وجود الصهاينة في الأراضي الفلسطينية وذكرنا أنه وفقًا لما ذكره إيلان بابيه، مؤلف كتاب "عشر خرافات عن إسرائيل"، فإن الكتاب المقدس اليهودي هو نص أدبي كتبه العديد من الأشخاص في فترات مختلفة، فهذه النصوص لم تعد دليلا وتعليمات للحرب من الله سبحانه وتعالي.
ومع ذلك فان استخدام الصهيونية لهذا الكتاب وإصرارهم علي ذلك قد ذهب إلى حد أن بعض القادة الصهاينة كانوا يؤكدون علي قتل العائلات الفلسطينية مع أطفالهم. الجريمة التي نرى في يومنا هذا أمثلة واضحة عليها في غزة.
السلام عليكم
أنا رائد دباب
في هذه الحلقة سنناقش أسطورة اخرى عن إسرائيل. والأسطورة هي أن " الصهيونية ليست استعمارا ".
فهل تعني هذه الأسطورة أن الفلسطينيين غادروا وطنهم طوعا عام 1948؟!. ولكن هل الواقع هو كذلك؟ أليست إسرائيل هي المعتدية والمستعمرة؟ وهل الفلسطينيون قد تركوا أرض آبائهم وأجدادهم بمحض إرادتهم؟.
كونوا برفقتنا في الحلقة الرابعة من بودكاست "عشر خرافات عن سرائيل " حيث نحاول أن نستكشف الحقائق في هذا الموضوع.
******************* فاصل *********************
يقول إيلان بابيه مؤلف كتاب "عشر خرفات عن إسرائيل" والذي يسمى أيضا "عشر أساطير عن إسرائيل"، إن الدولة التي تسمى إسرائيل مبنية على مجموعة من الأساطير غير الحقيقية والتي تم صياغتها بطريقة ماهرة ومتقنة والتي شككت بالحق الأخلاقي والمعنوي للفلسطينيين بشأن أرضهم. كما وقد روجت وسائل الإعلام والنخب السياسية في الغرب هذه الأساطير غير الواقعية باعتبارها حقائق واضحة لا تقبل الشك.
فواحدة من هذه الخرافات أن الشعب الفلسطيني ترك أرضه طوعا وأن إسرائيل ليست دولة مستعمرة على الإطلاق !! المسالة التي على الرغم من أن الكثير من الناس في العالم اليوم يشككون فيها، إلا أنه حتى بعد عقود من تشكيل الكيان الإسرائيلي، نرى أن الإعلام والجماهير في هذه المنطقة يصرون عليها.
فمن أجل التشكيك في هذه المسالة الكاذبة للإسرائيليين، ينقب إيلان بابيه مرة أخرى في الأسطورة الأولى القائلة بأن فلسطين كانت أرضا فارغة، وقد تطرقنا إليها بالتفصيل في الحلقة الأولى من سلسلة هذه الحلقات.
كما ويشير بابيه إلى أنه عندما وصل المستوطنون الأوائل من الصهاينة إلى فلسطين، لم تكن فلسطين أرضًا غير مأهولة. وكانت هذه الحقيقة واضحة لقادة الصهيونية قبل وصول المستوطنين إلى هناك. وقد كتب الوفد الذي أرسل إلى فلسطين في التقرير الذي أرسلوه إلى زملائهم في المنظمة: "العروس إمراة جميلة ولكنها متزوجة من رجل آخر".
ومع ذلك، عندما وصل المستوطنون الأوائل إلى فلسطين، فوجئوا بلقاء السكان الأصليين. فمن وجهة نظرهم، كان الفلسطينيون الأصليون غزاة وغرباء وقد اغتصبوا وطنهم. وكان القادة الصهاينة قد أخبروا الشعب اليهودي أن السكان المحليين الذين يعيشون في فلسطين لا يعتبرون "سكانا أصليين". وفي هذا الصدد، ليس لهم أي حقوق فيما يتعلق بأرض فلسطين. فهم ليسوا من السكان الأصليين فحسب، بل إنهم مشكلة تحتاج إلى حل.
إن الاستعمار الاستيطاني والتي تعد إسرائيل نموذجا منه، يختلف عن الاستعمار التقليدي في ثلاثة جوانب.
الجانب الأول هو أن المستعمرات الاستيطانية تعتمد على الإمبراطورية الاستعمارية فقط في البداية وبشكل مؤقت من أجل حياتها. فالمستوطنون المستمعرون وبعد فترة وفي كثير من الحالات، بما في ذلك فلسطين وجنوب أفريقيا لم يعد ينتمون إلى البلد الذي دعمتهم سلطتهم الأمبريالية في البداية.
ففي هذه الأمثلة غالبًا ما بعد فترة، يعلن الأشخاص المستوطنون انفصالهم عن تلك الإمبراطورية ويعرفون أنفسهم على أنهم " شعب واحد وجديد ". وفي بعض الأحيان يقيمون معارك تحريرية ضد نفس الإمبراطورية التي دعمتهم حتى يتمكنوا من احتلال أرض دولة أخرى والاستيطان فيها. فعلى سبيل المثال نذكر ما حدث خلال "الثورة الأمريكية " ضد بريطانيا.
والفرق الثاني هو أن دوافع الاستعمار الاستيطاني تأتي من الرغبة في " احتلال الأرض" وإقامة وطن في البلد الأجنبي، في حين أن الاستعمار التقليدي كان يأتي لنهب الموارد الطبيعية في ممتلكاته الجغرافية الجديدة وليس لامتلاكها والعيش فيها.
وكان الاختلاف الثالث يتعلق بنوع السلوك الذي يظهرونه في هذه الوجهة السكنية الجديدة. فعلى عكس المشاريع الاستعمارية التي كانت تنفذ لخدمة الإمبراطورية أو الوطن الأم، كان المستعمرون الاستيطانيون يشبهون مجموعة من النازحين الذين لايبحثون فقط عن "بيت" بل يبحثون عن "وطن". وكانت المشكلة أن هذه "الأوطان" الجديدة كانت في الواقع مساكن لأشخاص آخرين.
وردا على هذه الإشكالية كانت تزعم المجتمعات الاستيطانية أن هذه الأرض الجديدة هي حقها على الإطلاق، غما بالحق الإلهي أو بالحق الروحي. وباستثناء الصهيونية، لم تزعم أي واحدة منها أنها كانت تعيش في تلك الرض منذ آلاف السنين. وفي كثير من الحالات، كانت الطريقة السائدة للتغلب على هذه العقبات هي ذبح السكان الأصليين وتطهيرهم العرقي.
وكان أحد الباحثين في الاستعمار الاستيطاني يرى أن المشاريع الاستعمارية الاستيطانية كانت مدفوعة بما يسميه "منطق استبعاد الآخر". وهذا يعني أن المستوطنين كانوا يقدمون مبررات أخلاقية كوسيلة عملية للقضاء على السكان الأصليين.
ويبين هذا الباحث أن هذا المنطق كان يتطلب في بعض الأحيان إبادة جماعية للسكان الأصليين وأحيانا تطهيرا عرقيا وهي أشد قسوة من الإبادة الجماعية أو المذبحة؛ أو إنشاء نظام حكومي قمعي ينكر أي حقوق للسكان الأصليين.
ويضيف إيلان بابيه منطقًا آخر جاء من نفس "منطق الإلغاء" ويسمى " منطق الظهور باللاإنسانية". فكان هو بنفسه ضحية للاضطهاد في أوروبا وقبل أن يفعل نفس الأشياء مع من هو من جنسه البشري أو أسوأ منها، كان يحتاج أولا إلى إظهار الشعب الأصلي بأكمله أو المجتمع الأصلي بأكمله على أنه "غير إنساني" حتى لا تكون أي مشكلة مع أنواع الظلم الذي يقع عليهم.
*************** الموسيقى**********************
إن الرواية الرسمية الإسرائيلة أو الأساطير المختلقة من قبلهم لاتسمح أبدا بإعطاء حتى أدنى حق أخلاقي للفلسطينيين في مقاومة الاستعمار اليهودي لوطنهم الذي بدأ منذ عام 1882.
فمنذ الأيام الأولى صور الصهاينة المقاومة الفلسطينية على أنها نابعة من كراهية اليهود واتهم الفلسطينيون ببدء حركة إرهابية معادية للسامية بسبب نفس الكراهية لليهود. الكراهية التي بدأت مع وصول المستوطنين الأوائل إلى فلسطين واستمرت حتى قيام دولة إسرائيل.
لكن مذكرات الصهاينة الأوائل تحكي قصة مختلفة. فهذه الذكريات مليئة بالأمثلة والحالات التي تظهر كيف استقبل الفلسطينيون المستوطنين في البداية استقبالا جيدا. وكيف قدم لهم الفلسطينيون المأوى وعلموهم كيفية زراعة الأرض وحصد الثمار منها.
وعندما علموا بحقيقة نوايا المستوطنين وأنهم لم يأتوا للعيش إلى جانب السكان الأصليين بل جاؤوا لطردهم من أرضهم وأخذ مكانهم، فهنا بدأت مقاومة الفلسطينيين. وعندما بدأت هذه المقاومة اتخذت بسرعة نفس الشكل لأي نضال آخر ضد الاستعمار.
إلا أن كرم الفلسطينيين واستقبالهم الرائع لم يقابل بالمثل من قبل القادة الصهاينة. وبينما لم يكن لدى الفلسطينيين إمكانية الحصول على المأوى والوصول إلى العمل جنبًا إلى جنب معهم، إلا أن الصهاينة كانوا يقولون بوضوح تام إنه ينبغي عليهم إخراج الفلسطينيين بالقوة من سوق العمل في البلاد، بل وحتى مقاطعة المستوطنين الذين يعملون جنبًا إلى جنب مع الفلسطينيين.
فكان دافيد بن غوريون يذكر باستمرار الأيادي العربية العاملة على أنها "مرض" علاجه الوحيد هي الأيادي العاملة اليهودية. فبن غوريون هو الذي أصبح زعيما للجالية اليهودية التي تعيش في فلسطين، ثم أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء إسرائيل. وقد صور في رسائله العمال العبرانيين على أنهم دماء سليمة وطاهرة تحمي الشعب اليهودي من الكابة والموت.
كما أن المعاملة الجيدة للفلسطينيين أوقعت بعض المستوطنين الأوائل في تردد. لأن الرغبة الأساسية والدافع الاستعماري كان يحثهم على تجاهل السكان الأصليين. ولكن على أية حال، لايمكن إنكار التعايش السليم بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في البداية. وكانت القيادة الصهيونية تريد أن تقضي على هذا التعاون والتأثير الإيجابي المتبادل.
ولم يكن هذا الأمر متاحا دون دعم سياسي من الأعلى، ولم يكن من الممكن فتح الطريق أمام واقع مختلف في فلسطين. فكلما كانت الحركة الصهيونية تكشف أكثر عن عدوانيتها وخبثها، كلما كان القادة السياسيون الفلسطينيون يدركون بشكل أكثر حقيقة الصهيونية.
لقد أدى الفهم التدريجي للنخب السياسية والاجتماعية والثقافية الفلسطينية للمشروع الاستعماري الصهيوني إلى تكثيف وتعزيز الهوية الوطنية المشتركة بين الفلسطينيين وإنها على النقيض تماما مع المستوطنين الصهاينة.
فبعد فترة من الزمن ظهرت الحركة الوطنية الفلسطينية.
وقد حدث الانفجار الأول ضد القومية العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. حيث أحيى هذا الأمل في أن تصبح المناطق التي يسكنها العرب من الإمبراطورية العثمانية جمهورية عربية مستقلة إلى حد ما مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو إمبراطورية عربية - عثمانية مثل الإمبراطورية النمساوية -المجرية. وكانت تسمي الحركة القومية العربية الأولى " قونية " أو القومية العربية، وكانت نسختها التالية والمحلية تسمى "الوطنية" أو القومية.
وقد انضم المثقفون الفلسطينيون إلى العديد من المنظمات والحركات التي سعت إلى الوحدة العربية والاستقلال والسيطرة على مصيرهم فهم كانوا أعضاء في هذه المنظمات. وأيضا كان العديد من متنوري الفكر والناشطين الفلسطينيين يحلمون بجمهورية عربية متحدة وانجذب بعضهم إلى نظرية "سوريا الكبرى". الفكرة التي كانت تريد أن تكون دمشق مركزا لدولة جديدة وتكون فلسطين جزءا منها.
على أية حال فإن الفلسطينيين سواء كانوا قوميين عربيين أو محليين أو أولئك الذين انجذبوا إلى نظرية سوريا الكبرى، لم يرغب أي منهم في أن يكونوا جزءا من دولة يهودية.
ففي أواخر العشرينيات من القرن الماضي وفي مفاوضاتهم مع البريطانيين، أعلنوا بوضوح أنهم على استعداد لتقاسم البلاد مع أولئك الذين هاجروا بالفعل إلى فلسطين في ذلك الوقت، لكنهم لن يقبلوا المزيد من المهاجرين.
فتبلور الصوت الموحد والجماعي للفلسطينيين في المنظمة الكبيرة لـ "المؤتمر الوطني الفلسطيني" عام 1919 حيث كان يعقد هذا المؤتمر مرة واحدة في السنة.
****************** الموسيقى ******************
وقبل إيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة دولة فلسطين المستقلة، حاول البريطانيون التوصل إلى اتفاق لتحقيق المساواة بين المجموعتين. واتفق القادة الفلسطينيون رغما عن إرادة شعبهم، على أن يشارك المستوطنون اليهود بشكل متساو مع الفلسطينيين في تشكيل المؤسسات المستقبلية للبلاد التي يتم تشكيلها بعد انتهاء الوصاية البريطانية. لكن في المقابل لم يؤيد القادة الصهاينة هذه الفكرة إلا بعد أن ظنوا أن الفلسطينيين يقبلون بوجودهم كمواطنين إلى جانبهم.
وكانت المشاركة والتمثيل في حكومة مشتركة هي النقيض التام لكل ما كان من المفترض أن تحققه الصهيونية. ولذلك تم رفض الاقتراح من الجانب الصهيوني. فأدت هذه القضية إلى أعمال الشغب عام 1929.
كما وهناك أسباب أخرى لاندلاع موجة العنف هذه والتي كانت أخطر موجة منذ بداية الوصاية البريطانية على فلسطين. وتمثلت هذه الموجة في حرمان المستأجرين الفلسطينيين من ملكيتهم القانونية للأرض وذلك من قبل شخصيات محلية بارزة وكبار ملاكي الأراضي الذين لم يعيشوا بأنفسهم في فلسطين وكانوا قد باعوا الأراضي للصندوق القومي اليهودي.
وكان المستأجرون يعيشون في هذه الأراضي لعدة قرون. ولكن الآن كان عليهم أن يعيشوا في الأكواخ والشوارع القذرة والمزدحمة والفقيرة. وفي أحد هذه الأحياء الفقيرة وتحديدا في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، قام عز الدين القسام المتحدث السوري في المنفى، بحث أتباعه الأوائل لشن حرب إسلامية مقدسة أو الجهاد ضد بريطانيا والحركة الصهيونية. وكان تأثيره بالغا إلى درجة حيث تم الحفاظ على إرثه النضالي وتم وضع اسمه لاحقًا على الجناح العسكري لحركة حماس.
فكانت الحركة الوطنية الفلسطينية في تلك الأيام تنظر إلى الصهيونية على أنها مشروع استعماري لا بد من هزيمته. وعندما قرر البريطانيون إحالة حل القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة عام 1947، اقترح الفلسطينيون مع دول عربية أخرى تشكيل دولة واحدة بدلا من الوصاية.
وكانت الأمم المتحدة تناقش مصير فلسطين لمدة سبعة أشهر. حيث كانت هذه المنظمة تدرس خيارين:
الخيار الاول والذي اقترحه الفلسطينيون هو تشكيل دولة واحدة تقبل المستوطنين اليهود في فلسطين، لكنها لن تسمح بأي استعمار صهيوني آخر مثل بناء المستوطنات وإرسال مهاجرين جدد.
أما الخيار الثاني فكان تقسيم البلد إلى دولة عربية وأخرى يهودية.
ومن المثير للدهشة إن الأمم المتحدة اخيرا اختارت الخيار الثاني. وجائت في رسالتهم إلى فلسطين العبارات التالية:
"لا يمكن أن تعيشوا في هذه الأرض مع المستوطنين. فيمكنكم أن تنقذوا نصف بلدكم وترك النصف الآخر للمستوطنين اليهود".
فمع هذه التفسيرات، ينبغي اعتبار الصهيونية حركة استعمارية استيطانية والحركة الوطنية الفلسطينية حركة مناهضة للاستعمار.
فبحلول عام 1945 تمكن الصهاينة من جذب أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي إلى فلسطين؛ والتي كان عدد سكانها الأصليين أكثر من 2 مليون نسمة.
فكان بعض المهاجرين اليهود جاؤوا بموافقة من حكومة الوصاية والبعض الآخر بدون إذن. ولم تتم استشارة السكان الإصليين في هذا الأمر ولم يتم النظر في معارضتهم لمشروع تحويل فلسطين إلى دولة يهودية. لقد تمكن المستوطنون من تشكيل حكومة داخل الحكومة، والتي أسست بداخلها كل البنى التحتية اللازمة. لكنها كانت فاشلة في كلا الجانبين.
فحتى ذلك الحين تمكنت الصهيونية من شراء فقط 7% من الأراضي الفلسطينية بشكل قانوني وهذه النسبة القليلة لم تكن كافية لإقامة دولة في المستقبل. أضف إلى ذلك أن الصهيونية كانت الأاقلية.
فكان الحل الذي اقترحته الحركة الاستعمارية الصهيونية ضمن منطق المذبحة والتجريد من الإنسانية. فمن أجل توسيع سيطرتهم على الأراضي إلى أكثر من 7% وأيضا لضمان مسالة أغلبية السكان، قرر المستوطنون طرد السكان الأصليين من وطنهم حيث تم العمل وفقا لخطتهم على مدى عدة عقود بدعم من الصهاينة ومؤيديهم.
فكانت الصهيونية مشروعا استعماريا استيطانيا. الحركة التي يبدو أنها لم تصل بعد إلى نهاية الطريق ولم تحقق كل أهدافها لأن فلسطين لا تزال غير يهودية ديمغرافيا.
فعلى الرغم من أن إسرائيل بسطت سيطرتها السياسية على كل الأراضي المحتلة واستطاعت تحقيق هذا الأمر بوسائل مختلفة وطرق شتى، إلا أنها لا تزال تعد مستعمرة. فهي التي تواصل بناء مستوطنات جديدة في الجليل والنقب والضفة الغربية بهدف زيادة عدد اليهود هناك. ولا تزال تحرم الفلسطينيين من ممتلكاتهم وتنكر حق السكان الأصليين في وطنهم.
فوفقا لأبحاث إيلان بابيه، فإن هذه الأسطورة كذبة ومرفوضة. فبابيه هو الذي أطلق عليها اسم الأسطورة منذ البداية. نعم فحقيقة الصهيونية هي الاستعمار، فهي الاستعمار الاستيطاني التي لا تتورع عن القتل والنهب لتحقيق أهدافها الشيطانية.
شكرا لكم لحسن الاستماع إلى الحلقة الرابعة من البودكاست "عشر خرافات عن إسرائيل"....
سنبقى وننتظر وجهات نظركم حول هذه الحلقات وأن تعيدوا نشرها إلى أصدقائكم وأحبتكم إن نالت إعجابكم....
فحتى الكشف عن خرافة أخرى لإسرائيل وحلقة أخرى من هذه السلسلة
نستودعكم الله...
إلى اللقاء..