قصة الخلاف الكبير بين الكونغرس الاميركي ورئيس البلاد دونالد ترامب، لم تعد جديدة. فمرة اخرى تطفو حدة التباين في مواقف الطرفين لتتخذ منحى التحدي بشأن ما ينتهجه الرئيس من سياسات لا يعارضها الديمقراطيون فحسب بل قسم كبير من حزب ترامب الجمهوري ايضا.
فبعد نقض ترامب قرارا الكونغرس بالغاء حالة الطوارئ التي أعلنها من أجل تأمين التمويل للجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك لجأ الرئيس الاميركي للمرة الثانية الى استخدام حق النقض ضد قرار الكونغرس بوقف دعم واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية في عدوانها على اليمن.
وبرر ترامب استخدامه الفيتو بأن قرار الكونغرس يؤذي السياسة الخارجية للولايات المتحدة ويؤثر سلبا على منع انتشار الجماعات الارهابية كالقاعدة وداعش في تلك المنطقة مدعيا ان الدعم الأميركي للعدوان السعودي على اليمن ضروري لحماية أمن أكثر من ثمانين ألف أميركي يعيشون في بعض دول التحالف التي كانت عرضة لهجمات يمنية حسب قوله.
ورغم ان تصويت مجلسي النواب، والشيوخ في الكونغرس، لم يكن كافيا لإبطال الفيتو الذي يحتاج إلى أغلبية الثلثين في المجلسين، الا ان المراقبين يرون ان قرار الكونغرس، بمثابة تقريع لترامب وخطوة تاريخية تنتقص من صلاحيات الرئيس في اتخاذ قرارات الحرب، وهو ما رفضه ترامب، معتبرا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاته الدستورية، ويعرّض حياة المواطنين والجنود الأميركيين للخطر حاليا وفي المستقبل على حد تعبيره.
بينما يعتبر الديمقراطيون وبعض الجمهوريين المخالفين لسياسات ترامب ان الانخراط في العدوان على اليمن من خلال المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي وبيع الاسلحة، تنتهك الإلزام الدستوري بأن الكونغرس، وليس الرئيس، هو من يقرر متى تخوض البلاد الحرب. وحذروا من ان السعودية تستخدم الأسلحة الاميركية لارتكاب جرائم حرب في اليمن، مؤكدين ان حملة القصف التي يشنها التحالف السعودي فاقمت الأزمة الإنسانية في هذا اليمن.