وأشار أبو زهري إلى أنّ وفد الحركة أكد الانفتاح على أي اتفاق أو أفكار تنهي معاناة الفلسطينين في غزة، وتوقف إطلاق النار بصورة نهائية، وتفضي إلى انسحاب الاحتلال من كل القطاع، رفع الحصار وتقديم الإغاثة والدعم والإيواء، إعادة الإعمار وإنجاز صفقة جدية لتبادل الأسرى.
القيادي في حركة حماس تطرّق إلى الأوضاع التي يعانيها شمالي القطاع، حيث "لا يزال شعبنا يباد، منذ أكثر من 3 أسابيع متتالية، إبادةً لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً".
ولفت إلى استمرار حرب الإبادة والمجازر الإسرائيلية، بينما "يتواصل الدعم الأميركي والغربي للاحتلال"، وسط "حالة الخذلان الرسمي العربي والإسلامي، التي وصلت إلى حدّ العجز عن وقف العدوان، وإيصال المساعدات الغذائية والطبية وكسر الحصار عن قطاع غزة وإنقاذ أهله".
وإذ وجّه أبو زهري التحية إلى المقاومة الفلسطينية، وكل قوى المقاومة في لبنان واليمن والعراق وغيرها، فإنّه شدد على أنّه "لم يعد مقبولاً من قادة الأمتين العربية والإسلامية والأحزاب فيهما الاكتفاء بلغة الشجب وبيانات الإدانة والاستنكار، التي بات الاحتلال يستهين بها ولا يكترث لها، ولا تؤثّر في ردعه ووقف إجرامه".
في السياق نفسه، طالب أبو زهري من قادة الأمتين العربية الإسلامية "إعلان قرار تاريخي يتناسب مع عدالة القضية الفلسطينية ومشروعية حقوق الشعب الفلسطيني، وحجم تضحياته ومعاناته، ويرتقي إلى مسؤولياتهم وأدوارهم السياسية والإنسانية والأخلاقية، ويتجاوز ضغوط الإدارة الأميركية وإملاءاتها".
ودعا، في هذا الإطار، إلى "فرض كسر الحصار عن شمالي قطاع غزة فوراً، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية والوقود"، من أجل إنقاذ أرواح مئات الآلاف، ومعالجة عشرات الآلاف النازحين والجرحى.
كما حثّ على الضغط بصورة فعالة على داعمي الاحتلال لوقف عدوانه، داعياً الدول المطبّعة إلى قطع علاقاتها بالاحتلال فوراً، مضيفاً: "لا يعقل أن تبادر العديد من الدول الأجنبية إلى ذلك، بينما تصرّ بعض دولنا العربية على علاقاتها وتطبيعها مع الاحتلال".
إضافةً إلى ذلك، تناول القيادي في حماس تصويت "الكنيست" الإسرائيلي على حظر عمل وكالة "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أنّه يمثّل "إمعاناً في الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه وقضيته، وانتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والقوانين الدولية".
وشدّد أبو زهري، خلال مؤتمره الصحافي، على أنّ القرار الإسرائيلي يتطلّب "التحرك العاجل من المجتمع الدولي، واتخاذ موقف حازم لتجريمه، والعمل على طرد كيان الاحتلال من مؤسسات الأمم المتحدة، وفرض عقوبات عليه".
أما عن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، التحريضية الداعية إلى توسيع الاستيطان، فأكد أبو زهري أنّ تجديدها هو "امتداد لسياسة حكومة الاحتلال الفاشية العدوانية" ضدّ الشعب الفلسطيني وأرضه.
وحذّر من أنّ هذه التصريحات "تكشف مدى خطورة هذه السياسة العنصرية على أمن المنطقة واستقرارها"، الأمر الذي يدعو كل دول العالم "إلى رفضها، والعمل بكل الوسائل لوقف جرائم الاحتلال" بحسب ما تابع.
أبو زهري دعا أيضاً كل قوى الأمتين العربية والإسلامية إلى "الانخراط في المواجهة الشاملة مع العدو، إسناداً لغزة ولبنان والمقاومة فيهما، ولإرسال رسالة إلى الاحتلال وداعميه، مفادها أنّ الشعبين الفلسطيني واللبناني ليسا وحدهما في الميدان".
ودعا جماهير الأمتين إلى "تصعيد حراكها الجماهيري، والخروج في مظاهرات ومسيرات حاشدة ومستمرة، في كل العواصم والساحات، ومحاصرة سفارات الاحتلال والولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة للاحتلال".
وفي الختام، توجّه إلى العالم، الذي "يسمع نداءنا ويرى معاناة شعبنا وآلامه ويشاهد مجازر الاحتلال وإرهابه"، قائلاً: "لن تنكسر إرادتنا وسيبقى شعبنا صامداً في أرضه، متمسّكاً بحقوقه، مدافعاً عن ثوابته الوطنية ومقدّساته، مهما بلغت التضحيات".