في السنوات الأخيرة، حققت إيران نوعاً من التحالف الإقليمي من خلال علاقاتها مع الشعوب في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق، والتي تعمل بشكل موحد ضد التهديدات الصهيونية الغربية.
ولا يُظهر هذا الحدث قوة إيران العسكرية فحسب، بل إنه أيضاً رمز للمقاومة الثقافية الحضارية التي تعتمد على روابط تاريخية عميقة ومعتقدات إسلامية تمنحها هوية خارج الحدود الجغرافية.
وفي هذا السياق يمكننا أن نلفت الانتباه إلى بعض الأمور الأساسية التي وردت:
هوية إيران التاريخية
إن قوة إيران في هذه المواجهات لا تعتمد على القوة العسكرية فحسب؛ بل هي متجذرة في هوية تاريخية وثقافية مرتبطة بالمعتقدات الإسلامية، وخاصة أهل البيت عليهم السلام، كما تشكل هذه الروابط الحضارية سياسات إيران الدفاعية بما يمنحها قدرات خاصة حتى في العصر المعاصر المعقد.
قوة الردع الإيرانية
واجه الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية قيوداً كبيرة ولم يتسبب في أضرار جسيمة للعمق العسكري والاستراتيجي الإيراني. وهذا دليل على قوة الردع العالية التي تمتلكها إيران، والتي تعتمد على قواعدها العسكرية الواسعة وقدراتها التكتيكية. وهذه القدرات تجعل إسرائيل حذرة من القيام بأي عمل عسكري ضد إيران وتفرض عليها قيودا كثيرة.
القوة الإقليمية من خلال التحالفات
في السنوات الأخيرة، حققت إيران نوعاً من التحالف الإقليمي مع المجتمعات المحلية في بلدان فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق، والتي تعمل بشكل موحد ضد التهديدات الصهيونية الغربية. وتلعب هذه التحالفات دوراً فعالاً في السياسات الايرانية ضد اعدائها.
الطبيعة المزيفة لإسرائيل
إسرائيل ملزمة بالقتال على جبهات متعددة واتخاذ تدابير حذرة ضد التهديدات الاستراتيجية الإيرانية، ولا يظهر هذا الوضع القيود العملياتية لإسرائيل فحسب، بل يكشف أيضاً عن الضعف والأزمة الداخلية التي تسببها طبيعة الصهيونية؛ وهي الأزمة التي طالما عانى منها هذا النظام منذ نشأته بسبب اغتصاب الأراضي الفلسطينية وخلق توترات مزمنة.
المصدر: pars today