البث المباشر

إيران.. خطوة كبيرة لتقدير العمر البيولوجي للدماغ البشري

الإثنين 28 أكتوبر 2024 - 11:59 بتوقيت طهران
إيران.. خطوة كبيرة لتقدير العمر البيولوجي للدماغ البشري

إن الطريقة الجديدة التي اتبعها باحثون في جامعة طهران لتقدير العمر البيولوجي للدماغ البشري تجعل التشخيص المبكر للأمراض العصبية ممكنا.

فقد طرحت إيمان كيانيان، طالبة الماجستير في علوم الكمبيوتر بجامعة طهران، طريقة جديدة لتقدير العمر البيولوجي للدماغ البشري، والتي يمكن أن تكون خطوة فعالة في التشخيص المبكر للأمراض العصبية المرتبطة بالشيخوخة، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون. ويعد تقدير العمر البيولوجي للدماغ بناء على الخصائص الهيكلية والوظيفية أداة فعالة في تقييم عملية شيخوخة الدماغ والتنبؤ بالتغيرات المعرفية.

تم تقديم نموذج في جامعة طهران بعنوان "نموذج الجشع بالمسارين" وهو مصمم على أساس التعلم الآلي واستخدام صور التصوير بالرنين المغناطيسي ويمكنه تحقيق دقة عالية في تحليل وتقدير عمر الدماغ دون الحاجة إلى عمليات موسعة وبيانات باهظة الثمن.

ويقوم النموذج المقدم بتحليل صور التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ بشكل عرضي باستخدام الشبكات العصبية المعقدة وخوارزميات التعلم العميق. ويستخدم هذا النموذج مسارين للتحليل المتزامن للمعلومات.

المسار المحلي الذي يفحص أجزاء معينة من الدماغ بالتفصيل والمسار العام الذي يستخدم رؤية أكثر شمولاً للتحليل. ومن ثم تتم معالجة النتائج المتحصل عليها من كلا المسارين بواسطة قسم خاص للتعديل والدمج النهائي.

وأخيرًا، توفر هذه المعالجة المجمعة تقديرًا دقيقًا للعمر البيولوجي للدماغ، وهو أمر مفيد جدا للتقييم السريع والدقيق لحالة دماغ الشخص وصحته المعرفية.

كان أحد التحديات في عملية هذا البحث هو عدم إمكانية الوصول إلى مجموعة كبيرة من بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي في إيران. في حين أن العديد من النماذج المتقدمة في هذا المجال تتطلب بيانات واسعة النطاق ومتنوعة لتحقيق الأداء الأمثل. 

فقد تمكن هذا النموذج الذي يستخدم بيانات داخلية محدودة من تحقيق نتائج قابلة للمقارنة مع نماذج أكثر تعقيدًا. كما أتاح استخدام البيانات الداخلية إجراء تحليلات أكثر دقة وواقعية بسبب الخصائص البيولوجية والثقافية المحددة للجنسية الإيرانية. وهذا يدل على قوة النموذج في التكيف مع البيانات المحلية وكفاءته في المواقف ذات البيانات المحدودة.

يتمتع هذا النموذج بسرعة معالجة عالية وقادر على اكتشاف العمر البيولوجي للدماغ في أقل من ثانية واحدة عن طريق تلقي صورة التصوير بالرنين المغناطيسي. وهذه السرعة مفيدة بشكل خاص في التقييمات السريرية والمراقبة السريعة ويمكن أن تساعد الأطباء على تقييم الحالة المعرفية لمرضاهم بشكل أكثر دقة وبدء التدابير الوقائية والعلاجية اللازمة في الوقت المناسب.

ولدى هذه الطريقة المقترحة القدرة على أن تصبح أداة أكثر شمولا للتنبؤ وتحليل عملية شيخوخة الدماغ. وعلى سبيل المثال، مع جمع المزيد من البيانات وتحسين تقنيات التصوير، يمكن تطوير نماذج متقدمة تعمل مع بيانات أوسع وأكثر تعقيدًا وتحدد أنماطًا أكثر دقة لشيخوخة الدماغ. ويمكن أيضًا استخدام هذه التقنية كأداة للمراقبة المستمرة لحالة الدماغ ومساعدة الأطباء والباحثين على فهم عملية شيخوخة الدماغ على المستوى الكلي ومع مرور الوقت.

ولا تساعد هذه الطريقة الجديدة الأطباء والباحثين في تشخيص وعلاج الأمراض المرتبطة بالعمر فحسب، بل تفتح الطريق أيضًا لظهور أدوات أكثر تقدمًا وبأسعار معقولة في المجال الطبي من خلال إنشاء أساس علمي لتطوير التقنيات المستقبلية.

إن الاستثمار في مثل هذه النماذج، بالإضافة إلى تحسين نوعية الحياة، يمكن أن يكون له آثار إيجابية على تحسين الصحة العامة وتقليل العبء المالي لعلاج الأمراض المرتبطة بشيخوخة الدماغ.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة