كقائد ميداني، كان السنوار يتمتع برؤية ثقافية وأدبية عظيمة. كان مترجماً ومؤلفاً لعدة كتب.
وبحسب موقع بارستوداي، كتب علي السليمي في صحيفة "همشهري" الإلكترونية بهذا الخصوص:
على الجانب الآخر من الوجه العسكري والسياسي ليحيى إبراهيم حسن السنوار، المعروف بيحيى السنوار، يبرز وجهه الفني، وهو صاحب الفكر والثقافة والأدب، وصاحب عدة مجلدات من المؤلفات. وترجم الكتب ونشر هذه الأعمال الأدبية في فترة طويلة نسبياً كونه أسيراً في سجون الكيان الصهيوني.
السنوار، الذي شارك في النضال الشعبي لتحرير فلسطين منذ أن كان مراهقا، اعتقل عام 1988 خلال عملية قام بها جيش الصهيوني وحكم عليه بأربعة أحكام بالسجن المؤبد! وظل في السجون الإسرائيلية حتى عام 2011 وقضى نحو 22 عاما من حياته في سجون الكيان الصهيوني الرهيبة، لكنه لم يجلس مكتوف الأيدي خلال هذه الفترة وتعلم اللغة العبرية في السجون الإسرائيلية وبدأ في كتابة عمل أدبي.
أما رواية "الشوك والقرنفل" فهي ثمرة تجربته في مجال الأدب التي كتبها في السجن. رواية تم حذفها من جميع المواقع بعد وضعها على قائمة الكتب الأكثر مبيعا على موقع أمازون بسبب ضغوط الكيان الصهيوني.
وقال محامون بريطانيون من أجل إسرائيل (UKLFI) لأمازون إن هذا غير قانوني. وفي 18 أبريل 2024، أبلغت UKLFI أمازون بأنها انتهكت قوانين مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة ورفعت دعوى قضائية ضد أمازون، وفي اليوم التالي، قامت أمازون بإزالة الكتاب من البيع.
وبالطبع، بالإضافة إلى تأليفه رواية الشوك والقرنفل، قام السنوار أيضًا بترجمة 5 كتب أخرى من العبرية والإنجليزية ويعتبر أحد أكثر السجناء السياسيين إنتاجًا في العالم في مجال الأدب. يعتبره الكثير من الأشخاص من حوله شخصية ثقافية ظهرت بشكل ملحمي وعسكري ومقاتل.
رواية "الشوكة والقرنفل"
رواية "الشوك والقرنفل" كتبت عام 2004 في أحد السجون الإسرائيلية في "بئر السبع". واسم "الشوك والقرنفل" لهذا الكتاب هو رمز للحياة في غزة. الحياة في غزة عبارة عن آلام ومصاعب تمثل الشوكة ويمزجها المؤلف بالقرنفل الذي يمثل الفرح.
العنوان المتمثل لهذا العمل، "الشوكة والقرنفل"، هو عنوان مزدوج شائع جدًا في أدب السيرة الذاتية العربي الحديث لتمثيل تجارب الحياة المتناقضة بشكل جيد. في هذه الرواية: يصور الحب والعنف، والأمل واليأس، والحنان والقوة.
يروي فيلم "ثورن وكلوف" قصة رحلة تعليمية وتطور روحي، يتم سردها من منظور رجل يدعى "أحمد"، وتتشابك قصة عائلتين في غزة والخليل وحركتي مقاومة. قصة تتعلق بحياة السنوار.
يقول المؤلف في مقدمته: "إن العنصر الخيالي في هذا العمل هو ببساطة تحويله إلى رواية... وكل شيء آخر حقيقي كما عشته أو سمعته من قبل، وقد عاشه رواته وسمعوه في حياتنا". أرض فلسطين الحبيبة." تبدأ مغامرات هذه الرواية قبيل فشل عام 1967؛ عندما كان قطاع غزة تحت الإدارة المصرية.
أحمد، راوي الرواية، لديه نظرة ودية للجنود المصريين، ويعتقد أن الجيوش العربية ستسحق إسرائيل وتحرر فلسطين حتى يتمكن لاجئوها من العودة إلى ديارهم. ومع ذلك، فهي صدمة عندما يفشلون. يروي الراوي بداية المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ويصف التفجيرات التي تعرضت لها دوريات الجيش الإسرائيلي التي مرت بها للدخول إلى الشوارع والأزقة الضيقة لمخيم الشاطئ للاجئين (حيث تدور أحداث الرواية).
يقتل والد أحمد وعمه (راوي الرواية) أثناء المعركة مع الجيش الإسرائيلي، وبعد ذلك يجد نفسه في منزل يعيش فيه مع أمه وإخوته وأخته وجده، إلى جانب أبناء عمومته الذين تركتهم الأم بعد الزواج والآن المسؤولية كلها عليه!
ينضم أحمد إلى منظمة التحرير الفلسطينية عن طريق شقيقه الأكبر محمود، ولكن يتم القبض عليه بعد عودته من مصر. وكثيراً ما يلتقي ابن عمه إبراهيم بشخصية تدعى الشيخ أحمد ياسين، أحد مؤسسي حركة حماس، الذي اغتالته إسرائيل عام 2004.
بالإضافة إلى خلق مشاهد ملحمية للمقاومة، فقد عبرت هذه الرواية أيضًا عن بعض القضايا الاجتماعية للفلسطينيين. على سبيل المثال، تذكر الرواية الاختيار الصعب لبعض اللاجئين الفلسطينيين للعمل في إسرائيل، والذي رأى فيه البعض فرصة لتحسين ظروفهم المعيشية لعائلاتهم، فيما اعتبره آخرون خيانة.
ومن ناحية أخرى، في المحادثات بين أحمد وشخصيات أخرى، يتم شرح بعض القضايا الدينية والخلافات الخطابية بين بعض الفلسطينيين ووجهات نظرهم حول جماعات المقاومة الأخرى. ويعتقد العديد من المحللين أن السنوار خاطب نفسه أيضاً في هذا الكتاب.
السنوار كان مسؤولاً عن التعرف على العملاء الإسرائيليين في الحياة الواقعية، و"أبو إبراهيم" كان لقب السنوار وكنيته! اسم له مسؤولية مهمة في الرواية. يتناول السنوار في هذا الكتاب بساطة وفقر الحياة الفلسطينية بالتفصيل.
المصدر : Pars Today