موضوع البرنامج:
ثمار معرفة إمام العصر
رجعة الحسين وصحبه - عليهم السلام -
عظمى المصائب
يا ابن طه وعلي المرتضى وابن البتول
يا وريث النور والرحمة من آل الرسول
أنت في الكون منار وضياء للعقول
لم تزل تفصح عن وعدك آيات النزول
بسم الله وله الحمد والثناء الذي من علينا بمعرفة سفن النجاة، حبيبه وسيدنا وحبيبنا الهادي المختار وآله الأطهار عليهم أزكى صلواته آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
معكم بتوفيق الله ولطفه في حلقة جديدة من هذا البرنامج نرافقكم فيها ضمن المحطات التالية:
المحطة التربوية العقائدية ووصايا أئمة العترة المحمدية لمؤمني عصر الغيبة، عنوانها في لقاء اليوم هو: ثمار معرفة إمام العصر
ثم إجابة عن سؤال الأخت العلوية زهراء الموسوي بشأن: رجعة الحسين وصحبه - عليهم السلام -
وحكاية أخرى من الحكايات الموثقة المفعمة بالدروس والعبر التربوية، عنوان حكاية اليوم هو: عظمى المصائب
وننثر بين هذه المحطات أشعار مهدوية للأديب الإحسائي المبدع الأخ ناجي الحرز؛ تابعونا مشكورين والمحطة الأولى تحت عنوان:
ثمار معرفة إمام العصر
روي في كتابي (كفاية الأثر) و(كمال الدين) عن السفير الأول للمهدي – عليه السلام – عثمان بن سعيد – رضوان الله عليه – قال:
إن الإمام الزكي الحسن العسكري – صلوات الله عليه – سئل عن الخبر الذي روي عن آبائه – عليهم السلام – أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه الى يوم القيامة، وأن من مات لا يعرف إمام زمانه مات مينة جاهلية، فقال – عليه السلام :
إن هذا حق كما أن النهار حق.
فقيل له: يا بن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك؟ فقال:
إبني محمد وهو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية؛ أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذَّب فيها الوقاتون، ثم يخرج فكأني أنظر الى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.
مستمعينا الأفاضل، الوصية الأولى التي يوصينا بها مولانا والد المهدي الإمام الحسن العسكري – صلوات الله عليه – في هذا الحديث الشريف هي أ، علينا أن نهتم بالحصول على معرفة صحيحة لإمام زماننا المهدي – أرواحنا فداه – ويشترط في هذه المعرفة أن تكون متكاملة بحيث تنعكس على سلوكيات الإنسان وتجعلها في الإطار الشرعي السليم، فتحفظ حركة المؤمن على الصراط المستقيم والتمسك بعرى الولاية الإلهية الحقة لكي ينجو من ميتة الجاهلية.
وهذا الأمر – أيها الأحبة – يتضح من التأمل في نص الحديث النبوي الشهير الذي يصدقه ويؤكده هنا إمامنا الحسن العسكري – سلام الله عليه – ويطبقه على ولده المهدي في عصر غيبته – عجل الله فرجه – الحديث الشريف يربط بين معرفة إمام العصر – أرواحنا فداه – وبين النجاة من ميتة الجاهلية؛ أي أن الهدف من الحصول على هذه المعرفة هو أولاً الإستهداء بها لتشخيص فتن أدعياء المهدوية وسائر الأئمة المضلين بمختلف مشاربهم، والبراءة منهم لأن في اتباعهم السقوط في مستنقع ميتة الجاهلية؛ ويتحقق ذلك من خلال معرفة خصائص المهدي الحقيقي الذي أوجب الله طاعته ومعرفة صفاته وعلامات ظهوره وطبيعة سيرته، وبذلك يمكن معرفة الأئمة المضلين وأدعياء المهدوية بلحاظ عدم انطباق تلك الصفات عليهم وبالتالي اجتناب فتنهم والنجاة من شباكهم المؤدية الى ميتة الجاهلية.
هذا أولاً وثانياً الإستهداء بمعرفة الإمام المحمدي الحق الذي أوجب الله طاعته للتمسك بولايته والعمل بوصاياه ونصرته ومؤازرته في التمهيد لظهوره المقدس، وفي ذلك يتحقق السير على الصراط المستقيم.
أيها الإخوة والأخوات، ويشتمل حديث مولانا الإمام الحسن العسكري – صلوات الله عليه – على إشارة مهمة لأحد الآثار المهمة الأخرى للحصول على المعرفة الصحيحة بإمام العصر وخاتم الأوصياء المحمديين بقية الله المهدي – أرواحنا فداه – فهذه المعرفة تنجي الإنسان من الحيرة العقائدية التي تعرقل حركة الإنسان التكاملية وتضيع عمره وتسوقه الى اللاهدفية في حياته؛
والى هذه الثمرة يشير مولانا والد المهدي بقوله عن ولده:
"أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون".
إذن فالجهل بهوية إمام العصر الذي تنجي معرفته من ميتة الجاهلية؛ هذا الجهل هو الذي يسبب للإنسان الحيرة في عصر الغيبة، وعليه تكون الوسيلة العملية لرفع هذه الحيرة هو الرجوع الى البراهين العقلية والنقلية التي تهدينا الى إمامة خليفة الله المهدي وخاتم الأوصياء الإثني عشر – عليهم السلام -؛ بل والتي أخبرت عن غيبته – عجل الله فرجه – قبل وقوعها بزمن طويل، وقد نقلنا في حلقات هذا البرنامج كثيراً من نماذج تلك الأحاديث التي ثبت صدورها عن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – وسائر أئمة عترته – عليهم السلام – وهي تمثل دليلاً وجدانياً على إمامة بقية الله المهدي – أرواحنا فداه – كما أن تلك الأحاديث تهدينا الى أساليب التمسك بولايته ونصرته واتباعه في غيبته وظهوره – أرواحنا فداه -.
وقد تحدثنا في حلقات البرنامج عن هذه الأحاديث ودلالاتها والوصايا التي تشتمل عليها وهي وصايا حرص نبي الرحمة وأئمة عترته لتوجيهها لمؤمني عصر الغيبة لكي يحفظون حركتهم على الصراط المستقيم وينقذونهم من فتن الأئمة المضلين وأدعياء المهدوية.
وبذلك تتحقق النجاة من ميتة الجاهلية التي يحذرنا منها الحديث الشهير المتواتر عن رسول الله – صلى الله عليه وآله الطاهرين -.
يا منير الدرب بالتوحيد والحب لربي
ذكرك السلوى لنا في كل درب
يسبق الشوق الى ظلك ركباً إثر ركب
آه ما أجمل ساعات أناجيك بحبي
لازلتم أيها الأطائب تستمعون مشكورين الى حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) نقدمها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
أعزاءنا وصلت للبرنامج رسالة عبر البريد الإلكتروني من الأخت العلوية زهراء الموسوي إشتملت على سؤالين بشأن عقيدة (الرجعة)، وقد تقدمت الإجابة عن أولهما في حلقة شسابقة ونتناول في لقاء اليوم الإجابة عن سؤالها الثاني.
تقول هذه الأخت الكريمة في سؤالها الثاني: هل أن رجعة الإمام الحسين – عليه السلام – تشمل أصحابه أيضاً إضافة الى قتلته وقتلة أصحابه – سلام الله عليهم أجمعين -؟
لنستمع معاً الى خلاصة أجوبة العلماء والنصوص الشريفة عن هذا السؤال من أخينا الحاج عباس باقري.
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم أيها الأحبة وسلام على اختنا العلوية زهراء الموسوي. أخت زهراء فيما يرتبط بسؤالكم بشأن رجعة الامام الحسين عليه السلام بالخصوص هل تشمل أصحابه ايضاً اضافة الى أعداءه؟ كان هناك سؤال لكم أيتها الأخت الكريمة قدمت الاجابة عنه في الحلقة السابقة من البرنامج فيما يرتبط بأصل الرجعة وهنا فيما يرتبط برجعة الامام الحسين. اولاً أود الاشارة الى أن الأحاديث الشريفة تصرح أن الامام الحسين سلام الله عليه أول من يرجع بعد ظهور الامام المهدي سلام الله عليه، بعد كم مدة الله العالم ولكن يبدو أنه يتولى بعد إستشهاد الامام المهدي سلام الله عليه، يتولى الامام الحسين روحي له الفداء بعد إحياء الله تبارك وتعالى له يتولى مهمة إقامة الدولة العادلة بأشمل صورها والرجعة تشمل باقي الأئمة ولكن أول الراجعين هو الامام الحسين عليه السلام في حديث للإمام الباقر صلوات الله عليه يقول "أول من يرجع الحسين بن علي فيمكث حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر". هنالك احاديث متعددة تشير الى فترة حكمه، عالم الرجعة له قوانين خاصة. "أيام الله ثلاثة يوم ظهور المهدي ويوم الرجعة ويوم القيامة" يعني أهمية الرجعة بأهمية الإعتقاد بالمعاد والاعتقاد بظهور المهدي لأن هذه الأيام الثلاثة أيام الله يتجلى فيها عدل الله وتتجلى فيها كرامة الله تبارك وتعالى لعبادة الذين ظلوا مستضعفين على مدى التاريخ الانساني وهذا سر عودة الأنبياء وعودة الصالحين من آدم الى ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، هؤلاء يكرمهم الله عزوجل بحياة جديدة يحقق لهم فيها العزة فضلاً عن يوم القيامة ونعيم الآخرة ولكن حتى في هذه الدنيا كما هو إكرام للمؤمنين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب أليم بالنسبة لغير المؤمنين. الكثير من المجرمين القصاص منهم لم يختص ويتناسب مع جرائمهم، عالم الرجعة من المجالات التي تظهر فيها العدالة الالهية بالإقتصاص من المجرمين من جهة وبإحقاق حقوق المستضعفين من جهة اخرى ولذلك الامام الحسين هو سيد المظلومين وظلامته تختلف "لايوم كيومك ياأبا عبد الله" ظلامة تختلف عن جميع الظلامات، أشد ظلامة ولذلك بمقتضى كون أن الرجعة أساساً هي عقيدة تنشأ من القرآن الكريم لتجسيد مظهرية العدل الالهي الشامل والكامل، كان سيد المظلومين الحسين سلام الله عليه أول الراجعين. هل أن رجعته تشمل أصحابه ايضاً إضافة الى اعداءه؟ الأحاديث صريحة في أصحابه بكل وضوح، هنالك بعض الروايات تصرح ليس في أصحابه في كربلاء فقط يعني كل الحسينيين الصادقين على مر التاريخ يرجعون مع الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وكما في الحديث المفضل المروي في كتاب الهداية الكبرى يقول فيها "أثني عشر ألفاً" رواية يقول "يرجع عليه السلام في إثني عشر ألف من المؤمنين" هؤلاء من المراتب العالية من الحسينيين المخلصين الذين يرجعون مع الامام. قول الامام الصادق سلام الله عليه في حديثه للمفضل وهو ايضاً موجود في البحار في الجزء الثالث والخمسين ضمن حديث مفرد "ثم يظهر الحسين في إثني عشر ألف صديق وإثنين وسبعين رجلاً أصحابه يوم كربلاء فيالك عندها من كرة زهراء بيضاء" هذا اشارة الى أن الامام الحسين يرجع مع اصحابه بلا شك والله تبارك وتعالى يرد مظلوميتهم ويعملون لبلوغ مراتب أعلى من الكمال. كما يقتص من أعداءهم، ايضاً يرجعون قتلة الامام الحسين لكي ينالوا الخزي في الحياة الدنيا قبل الآخرة وبما يتناسب مع الجرائم التي إرتكبوها بحق الحسين صلوات الله عليه وأصحابه وأهل بيته سلام الله عليهم أجمعين.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات وننقلكم الان الى لاحاب العبر التربوية التي نستفيدها من الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف الإلهية التي ينزلها الله جل جلاله على يد عبده وخليفته مولانا المهدي – أرواحنا فداه – عنوان حكاية لقاء اليوم هو:
عظمى المصائب
نستلهم أيضاً أيها الأفاضل من الحكاية التالية وصية مهدوية بتعميق التفاعل القلبي والوجداني مع مظلومية الصديقة الطاهرة زينب الكبرى – سلام الله عليه -؛ هذا أولاً وثانياً البراءة الشديدة من الذين ينتهكون حرمة العيالات المحمدية الزكية – عليهم السلام – بمصاديقهم وثالثاً نستلهم من هذه الحكاية وصية أخرى بتقوية روح الغيرة الإيمانية على الحرمات في القلوب والتطهر من كل ما يسيء الى الحرمات.
والحكاية التالية نقلها – مستمعينا الأكارم – العلامة المتتبع الشيخ الورع آية الله الشيخ علي أكبر النهاوندي – رضوان الله عليه – في كتابه الموسوعي القيم (العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان)؛ كما نقلها عنه كثير من العلماء لأهميتها، وصاحب الحكاية هو أحد معاصري الشيخ النهاوندي عرف بكثرة العبادة والزهد والإخلاص في خدمة الحسين – عليه السلام -، إنه الخطيب الحسيني العالم المولى الشيخ سلطان علي التبريزي – قدس سره الشريف -؛ ننقل لكم ترجمة حكايته بعد قليل فابقوا معنا مشكورين.
قال المولى الشيخ سلطان علي التبريزي:
تشرفت في عالم الرؤيا الصادقة بلقاء الطلعة الرشيدة لمولاي إمام العصر – روحي فداه – فسألته: يا مولاي عل صحيح ما ورد في زيارة الحسين – عليه السلام – المنسوبة لناحيتكم المقدسة من قولك:
فلأندبنك صباحاً ومساءً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً؟
أجاب – عليه السلام -: نعم هو صحيح.
فقلت: فديتك يا بن رسول الله، أي مصيبة تبكي لها دماً؟ هل هي مصيبة مصرع شبيه رسول الله علي الأكبر؟
أجاب – روحي فداه -: لا، وإن عظمت مصيبة علي الأكبر، ولكن الأكبر لو حضر تلك المصيبة لبكى لها دماً.
قلت: أهي مصيبة مصرع قطيع الكفين عمك العباس؟
قال – عليه السلام - : لا، وإن عظمت مصيبة عمي العباس، لكنه لو حضر تلك المصيبة لبكى لها دماً.
قلت: هي إذن مصيبة مصرع جدك الحسين سيد الشهداء؟!
قال – روحي فداه -: لا، وإن عظمت رزيتي بجدي الحسين، ولو حضر – عليه السلام – تلك المصيبة لبكى لها دماً.
فقلت: إذن، أي مصيبة تلك التي تبكي لها دماً يا بن رسول الله؟
أجاب – روحي فداه -: إنها مصيبة سبي عمتي زينب وأخذها أسيرة للطغام.
متى يا ولي الله تخفق راية
وتجتث أصل الظلم والجور مخذما
فعجل بها يا شبل حيدر نهضة
تمزق ليلاً بالغياهب مظلماً
وأدرك محبيك الذين توجهوا
إليك نصيراً يستغاث ومعصما
لكم منا أطيب الشكر مستمعينا الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أزكى الدعوات دمتم في رعاية الله سالمين والحمد لله رب العالمين.