وفي كلمة ألقاها الخميس خلال اجتماع لجنة فلسطين لوزراء خارجية الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز في نيويورك، اعرب عراقجي، عن شكره لجمهورية أوغندا على عقد هذا الاجتماع في موعده، كما شكر جهودها خلال فترة رئاستها للحركة لدعم القضية الفلسطينية.
وقال: بالإضافة إلى الاحتلال غير القانوني طويل الأمد وسياسات وإجراءات الإبادة الجماعية والهجمات الوحشية والعنف ضد المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال، فقد ارتكب كيان الفصل العنصري الإسرائيلي الكثير من الجرائم في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى خلال العام الاخير.
وأضاف: إن هذه الجرائم جلبت ظلماً مزدوجاً على شعب محروم من حقوقه غير القابلة للنقاش، بما في ذلك الحق في تقرير المصير والكرامة الإنسانية، منذ أكثر من سبعة عقود، ويعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي.
وتابع وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية: إن عدد ضحايا الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم بلغ 42 ألفا خلال نحو عام، وفي الوقت نفسه، فإن ما يقرب من 70% من ضحايا هذه الجرائم اللاإنسانية هم من الأطفال والنساء الأبرياء، وهو ما سجل رقماً قياسياً عالمياً من الوحشية والهمجية؛ لم تصله حتى أكثر الأنظمة دموية في تاريخ البشرية.
وأضاف: إن هذا الكيان الإرهابي ارتكب جريمة اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في طهران، وهو عمل آخر من أعمال العدوان والإرهاب المنظم.
وأكد عراقجي: في هذه الأثناء، فإن التطورات الأخيرة في فلسطين والمقاومة في غزة والضفة الغربية تظهر مرة أخرى أن القضاء على المقاومة الفلسطينية وحماس، كحركة تحرير تشكلت ضد الاحتلال، لم يكن سوى وهم.
وأضاف: إن نية الكيان الإسرائيلي تكثيف الصراعات ونشر الحرب في جميع أنحاء المنطقة يظهر بوضوح عدم التزامه بالسلام والاستقرار في المنطقة. إن كيان الفصل العنصري والاحتلال هذا يشن الآن حربا ظالمة وعدوانية على لبنان ويحاول انتهاك سيادته وسلامة أراضيه وقتل ابناء شعبه الأبرياء.
وقال وزير الخارجية الإيراني: إن هذا العدوان، بالإضافة إلى استهداف المدنيين بشكل متعمد وعشوائي من خلال تفجير الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها المواطنون العاديون، أدى إلى مقتل الآلاف من الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال
وأضاف عراقجي: كجزء مهم من جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، يقع على عاتق هذا المجتمع واجب التصدي لهذا الأسلوب الجديد وغير المعتاد للإرهاب وإدانته بشدة، وإلا فإن هذا الإجراء سيخلق سابقة رهيبة يمكن بسهولة تكرارها بواسطة جماعات ومنظمات إرهابية أخرى حول العالم.
وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها داعماً ثابتاً وصادقا للقضية الفلسطينية وفاعلاً مسؤولاً في ضمان السلام والأمن الإقليميين والدوليين، تطلب من لجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز إرسال رسالة قوية لدعم فلسطين والنضال المشروع لهذا الشعب من أجل الحرية والاستقلال ومن المتوقع أن تتوصل هذه اللجنة إلى مقترحات وإجراءات هادفة كنتيجة لهذا الاجتماع، بما في ذلك:
1. طلب الوقف الفوري والشامل وغير المشروط والدائم لإطلاق النار في غزة، فضلا عن وضع حد لجميع الجرائم وأعمال العدوان ضد الفلسطينيين والدول الأخرى في المنطقة.
2. طلب الرفع الفوري والكامل للحصار اللاإنساني المفروض على غزة منذ 17 عاماً.
3. المطالبة بالإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
4. مطالبة الكيان الإسرائيلي بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط من غزة وضمان العودة الآمنة والكريمة دون عوائق لجميع الفلسطينيين النازحين.
5. فرض الحظر التسليحي والعقوبات التجارية الفورية ضد الكيان الإسرائيلي من أجل إجبار سلطة الاحتلال على الوقف الكامل لعدوانها على غزة وتنفيذ التزاماتها الدولية والقانونية، بما في ذلك تلك بموجب الحقوق الإنسانية الدولية وحقوق الإنسان.
6. دعم تنفيذ التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، فضلا عن محاكمة ومعاقبة جميع المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
وتابع عراقجي: في الختام، أود التأكيد على أن السلام والأمن في المنطقة لن يتحقق إلا بعد انتهاء الاحتلال والاعتراف وتنفيذ حقوق الفلسطينيين غير القابلة للنقاش، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير.
وأضاف: إن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا الكابوس المستمر منذ 70 عامًا في غرب آسيا والعالم هي استعادة حق تقرير المصير لجميع الفلسطينيين. ونحن نقترح أن يحدد الشعب الفلسطيني كله، سواء أولئك الذين يعيشون في وطنهم أو أولئك الذين أجبروا على العيش في الشتات، مستقبلهم من خلال الاستفتاء.
وأكد وزير الخارجية الإيراني: نحن على ثقة أنه من خلال هذه الآلية يمكننا تحقيق سلام دائم، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون واليهود جنباً إلى جنب في أرض واحدة بسلام ووئام بعيداً عن العنصرية والفصل العنصري.