ربما سألت نفسك سؤال ما هي علامات الشخص الحكيم وما هي صفاته؟ لقد قدم العالم الحديث بطبيعته تعريفات وأمثلة جديدة للعقلانية، بما في ذلك النجاح الأكاديمي، واكتساب السلطة، والحصول على الثروة الغنية. كل هذه السمات لها قيمة في مكانها، ولكن ليس من المقبول أن نعطي قيمة متطرفة لهذه السمات إلى حد أنها تتقدم على الأخلاق والإنسانية ويتجاوز الناس حدود الأخلاق ويضحون بالآخرين من أجل رغباتهم الدنيوية في سبيل تحقيقها.
في هذه المقالة ألقينا نظرة على هذه المسألة من الناحية الدينية والإسلامية، ومن ناحية أخرى، العقل هو الذي يمنع الإنسان من الشر ويدعو إلى الخير. وبهذا تُعرف علامة كمال العقل أيضاً بهذا الشكل: أكثر ميلاً إلى الخير وابتعاداً عن الشر.
لقد ذكر الإمام الرضا (ع) الإمام الثامن من آل بيت الحبيب (ص) وأحد أئمة الدين النبوي، عشر علامات لكمال العقل.
يقول الامام الرضا (ع): «لا يَتِمُّ عَقْلُ امْرِء مُسْلِم حَتّى تَكُونَ فيهِ عَشْرُ خِصال: أَلْخَيْرُ مِنْهُ مَأمُولٌ. وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ. يَسْتَكْثِرُ قَليلَ الْخَيْرِ مِنْ غَيْرِهِ، وَيَسْتَقِلُّ كَثيرَ الْخَيْرِ مِنْ نَفْسِهِ. لا يَسْأَمُ مِنْ طَلَبِ الْحَوائِجِ إِلَيْهِ، وَلا يَمَلُّ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ طُولَ دَهْرِهِ. أَلْفَقْرُ فِى اللّهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنى. وَالذُّلُّ فىِ اللّهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعِزِّ في عَدُوِّهِ. وَالْخُمُولُ أَشْهى إِلَيْهِ مِنَ الشُّهْرَةِ. ثُمَّ قالَ (عليه السلام): أَلْعاشِرَةُ وَمَا الْعاشِرَةُ؟ قيلَ لَهُ: ما هِىَ؟ قالَ(عليه السلام): لا يَرى أَحَدًا إِلاّ قالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنّي وَأَتْقى» (تحف العقول، ص 161).
ولا يتم عقل امرئ مسلم إلا في عشر خصال:
1- نرجو منه خيراً (عباد الله صالحون).
2- أن يأمن الآخرين من شره (لا تؤذي الآخرين).
3- كثر خير الآخرين كثيرًا (قدر إحسان الآخرين).
4- الجيد أن تعتبر نفسك صغيراً (تواضع وتواضع ولا تتكبر).
5- أن لا يفوته ما يحتاجون إليه (غفور كريم).
6- لا تمل من طلب العلم في حياتك (اعطش واطلب العلم).
7- أن يكون الفقر في سبيل الله أحب إليه من الغنى.
8- الذل في سبيل الله أحب إليه من صحبة أعداء الله وإكرامهم.
9- تريد عدم الكشف عن هويتك أكثر من الشهرة (لا تشتهي الشهرة).
10. لا تنظر إلى أحد إلا لتقول: هو خير مني وأتقى.
وهكذا، في مجال الدين، العقل هو وسيلة للعبادة ونيل رضوان الله، والإنسان الحكيم يعتبر إنساناً تقياً يتحرك في طريق ما يقوده إلى الجنة والنجاة.
المصدر : Pars Today