وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإيطالية (آجي)، ذكر السفير الايراني لدى ايطاليا انه ليس مهما بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ما إذا كان الحزب الجمهوري أو الديمقراطي هو الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، انما المهم هو ان تحترم الحكومات الأمريكية حقوق الشعب الإيراني.
وفي اشارة منه الى سوء نية الأطراف الغربية في تنفيذ التزامات خطة العمل المشترك الشاملة، اوضح السفير الايراني لدى ايطاليا بأن إيران لم تغلق باب الحوار وهي مستعدة لمواصلة المفاوضات النووية وفق مبدأ الاحترام المتبادل.
وفيما يتعلق بالاعمال العدوانية الصهيونية على لبنان وخاصة تفجيرات اجهزة الاتصال اللاسلكية، اعتبر صبوري انه وعلى الرغم من اختلاف أساليب الإرهاب التي يتبعها الكيان الصهيوني في هذه الأحداث، إلا أن المهم هو أن هذا الكيان لم يلتزم بأي مبادئ أخلاقية وإنسانية ولم يحقق ايا من أهدافه سوى أنه أظهر وجهه الحقيقي وشراسته للعالم أكثر من أي وقت مضى.
وردا على سؤال حول الرد الايراني على عملية اغتيال الشهيد هنية، قال السفير الايراني لدى ايطاليا ان ايران لن تقع في فخ الصهاينة الهادف الى توسيع رقعة الحرب، مؤكدا على ان ردها سيكون حاسما ومدروسا وذكيا ومحددا في مكانه وزمانه، وهي تحتفظ بالحق في الدفاع المشروع استنادا إلى المبادئ الراسخة للقانون الدولي ضد تصرفات الكيان الإسرائيلي التي تنتهك سيادة إيران وسلامة أراضيها.
واضاف ان ايران مستعدة لاي سيناريو في المنطقة على الرغم من انها التزمت سياسة ضبط النفس في حين ان الكيان الإسرائيلي، الذي يعتمد على سياسة صمت حلفائه ودعمهم العلني والشامل، يسلك المسار المعاكس تماما ويتخطى الخطوط الحمراء لدول المنطقة وحتى المبادئ الأساسية للقانون الدولي.
واستطرد السفير الايراني لدى ايطاليا ان قرارات حزب الله وفصائل المقاومة مستقلة وتتخذ بناء على سياساتهم، وليس من الصحيح التوقع بأن تمارس إيران ومحور المقاومة ضبط النفس لمنع انتشار التوتر، متسائلا عن حقيقة عدم رؤية العالم لمن يرتكب الجرائم ويقود المنطقة الى الحرب، ومعتبرا انه إذا كانت الدول الغربية لا تملك القدرة والفهم لكل هذه الجرائم، فهذه مشكلتها ومن الطبيعي أن يحاسب مرتكب هذه الجرائم.
كما لفت الى ان علاقات ايران مع الدول مبدئية ومبنية على الحفاظ على المصالح الوطنية، رافضا ايا من الادعاءات حول تسليم ايران صواريخ ومسيرات لروسيا في حربها مع اوكرانيا لانها ادعاءات لا أساس لها من الصحة وليس لديها وثائق أو شهود بل وتتماشى مع تنفيذ سياسة الغرب في الضغط الأقصى على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وعن العلاقات الايرانية-الايطالية، بيّن صبوري ان هذه العلاقات لها تاريخ يمتد الى 160 عاما، وهي مبنية على المكانة الثقافية والحضارية لإيران وإيطاليا في العالم والاقتصادات التكميلية والنظرة الإيجابية لشعبي البلدين تجاه بعضهما البعض.
وتابع ان الحكومة الايرانية الجديدة وفي إطار سياستها لتحسين العلاقات مع أوروبا، مستعدة لتوسيع العلاقات بين طهران وروما بالاعتماد على السمات والقدرات التي ذكرت اعلاه، معلنا عن استعداد ايران لتبادل الوفود السياسية والاقتصادية والثقافية بين الطرفين، و معربا عن امله في ان نشهد تشكيل نفس الإرادة والرغبة لدى السلطات الإيطالية على طريق الدبلوماسية المتبادلة.
يذكر أنه بعد التوقيع على خطة العمل المشترك الشاملة عام 2014 بهدف رفع العقوبات الظالمة، نفذت إيران كدولة مسؤولة، التزاماتها على نحو لا تشوبه شائبة وقد تم تأكيد هذا الأمر في 16 تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن، وبعد تسلم ترامب رئاسة البيت الابيض تم اعادة فرض العقوبات التي تم رفعها بموجب خطة العمل المشترك الشاملة وتم الانسحاب من هذا الاتفاق بقرار أحادي الجانب في 18 ايار/ مايو 2018.
وعلى الرغم من هذا الانسحاب احادي الجانب، أوفت إيران بجميع التزاماتها بموجب هذا الاتفاق وذلك لإعطاء الدول الأوروبية التي وعدت بتعويض آثار انسحاب واشنطن من الاتفاق فرصة لمحاولة الوفاء بهذا الوعد، ونظرا لحقيقة أن الدول الأوروبية لم تف بوعودها، فقد خفضت إيران أيضا التزاماتها بموجب خطة العمل المشترك الشاملة في عدة خطوات.
هذا وقد اعلنت إيران دائما كدولة مسؤولة، أنها مستعدة لإبرام اتفاق مستقر وموثوق يضمن رفع العقوبات بشكل مضمون، بحيث لا يبقى اي أداة ضغط يمكن استخدامها ضد إيران في المستقبل.
كما اعلن الرئيس الايراني على هامش مشاركته في فعاليات الدورة الـ79 للامم المتحدة عن استعداد حكومته للتفاوض في إطار الدبلوماسية المشرفة لإنهاء الصراع غير الضروري ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني والعودة المتبادلة الى خطة العمل المشترك الشاملة.