وفيما يتعلق بالخلافات بين إيران والولايات المتحدة، صرح وزير الخارجية بوضوح ان هناك خلافات مع الادارة الامريكية والكثير منها خلافات جوهرية واساسية، وليس من الممكن حقا حل هذه التوترات والصراعات القائمة.
واستطرد قائلا، ان ايران مخالفة لسياسات الهيمنة الأمريكية وبلطجتها والوجود الأمريكي في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك منطقتنا، وهم في المقابل يعارضون روح الجمهورية الإسلامية الاستقلالية واحترام الذات وسياساتها في المنطقة.
ورأى وزير الخارجية الايراني ان الحل الكامل لهذه الخلافات ليس بالأمر السهل، أو أنه لم يحن الوقت المناسب الآن، أو أنه غير ممكن من حيث المبدأ، لافتا الى ان النقطة المهمة في ذلك هي أنه إذا لم يكن من الممكن إنهاء العدوات لكن يمكن تقليل اعباؤها، بمعنى آخر انه على الرغم من وجود خلافات وعدوات فلا ينبغي للشعب أن يتحمل أي اعباء أو أي ضغوط بسبب هذه الخلافات.
واضاف انه وكمنفّذ للسياسة الخارجية، يجب اولا تبنّي طرقا واتباع مسارات بوسائل مختلفة لتقليل تكاليف هذه الخلافات تارة عبر خلق مساحة للتنفس، وتارة اخرى عبر تأخير بعض التحركات وتقليص أبعاد التهديد.
وعليه اعتبر عراقجي انه "من واجب السياسة الخارجية في حال نشوء خلافات وعداوات بيننا وبين بعض الدول، وخاصة الولايات المتحدة،ان تراقب وتخطط بشكل كامل ودقيق لكيفية تخفيف اعبائها عن كاهل الوطن والمواطنين."
خطة العمل المشترك الشاملة نوع من ادارة الخلافات
والمح وزير الخارجية الايراني ان أحد الأمثلة على إدارة الخلافات هو ما تم في خطة العمل المشترك الشاملة، "حيث لم نصبح رفاقا أو شركاء أو أصدقاء للأميركيين"، موضحا بأن ايران اعتمدت صيغة بناء الثقة ضد رفع العقوبات ونجحت بذلك كما رحب بها العالم، لكن الأميركيين انسحبوا بمفردهم من خطة العمل المشترك الشاملة وبالتالي لم تتخل ايران عن برنامجها النووي، بالمقابل لم تتخل الادارة الامريكية عن سياساتها الاستكبارية، لكن حاولت ايران إدارة تكاليف الخلافات ورفع العقوبات التي فرضت على الشعب بسبب قضية البرنامج النووي.
اذا تهيأت الظروف الراهنة يمكن استئناف المفاوضات النووية
هذا وافاد وزير الخارجية الايراني بأنه سيبقى في نيويورك لعدة ايام بعد عودة الرئيس الايراني الى ايران، وسيعقد المزيد من الاجتماعات مع وزراء خارجية مختلف البلدان، ويبذل الجهود لبدء جولة جديدة من المفاوضات في المجال النووي، معربا عن استعداد الوزارة لهذه القضية، مؤكدا، إذا كانت الأطراف الأخرى مستعدة فيمكن استئناف المفاوضات خلال هذه الزيارة.
كما اشار الى انه وفي هذا الصدد تم تبادل الرسائل وهناك إعلان عن الاستعداد العام، لكن الظروف الدولية الراهنة والمستجدة سواء قضية أوكرانيا وقضية حرب غزة والاوضاع الاخيرة في غرب اسيا تجعل استئناف المفاوضات النووية أكثر صعوبة وتعقيدا من ذي قبل.
واكد عراقجي انه والسلك الدبلوماسي يبذلون جهودا جمّة في هذا السياق معربا عن امله في التمكن من استئناف المفاوضات في هذه الظروف الصعبة.
من واجب السياسة الخارجية تخفيف الاعباء عن كاهل الوطن والمواطنين
وفي جانب آخر من كلماته أشار إلى أنه" من واجب السياسة الخارجية في حال نشوء خلافات وعداوات بيننا وبين بعض الدول، وخاصة الولايات المتحدة،ان تراقب وتخطط بشكل كامل ودقيق لكيفية تخفيف اعبائها عن كاهل الوطن والمواطنين".
وفيما يتعلق بنهج السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الايرانية، اوضح وزير الخارجية الايراني "عباس عراقجي" بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية واجهت دائما صعوبات ومشقات على مدى الاربعين عاما الماضية، الا ان وزارة خارجيتها كانت دوما ملتزمة بعملها الدؤوب والجاد ابتداء فترة الدفاع المقدس ( الحرب الايرانية - العراقية المفروضة 1980-1988) ومن ثم في الظروف التي تلت ذلك والى اجراء العديد من المفاوضات.
ولفت عراقجي الى ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبطريقة ما تلعب دورا فعالا وبنّاء في المنطقة ولديها العديد من المنافسين والاعداء، لذا فإن مهام وزارة الخارجية صعبة وثقيلة ومتعددة بحيث تتعامل مع 70 الى 80 قضية بما فيها عدد الجيران، والمشاكل والمعضلات الموجودة في المناطق المجاورة، منطقة الخليج الفارسي، غرب آسيا والقضايا على المستوى الدولي.
واوضح وزير الخارجية الايراني بأنه الى جانب ان سياسة خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية مليئة بالقضايا فإن هناك اطرافا تشكل تهديدا وتخلق تحديات، وعلى الرغم من توفر الفرص الا ان ذلك يجعل عمل وزارة الخارجية صعبا الى حد ما.
وتابع عراقجي بأن الشهيد أمير عبد اللهيان عمل كوزير خارجية في فترة من أصعب الأوقات وأكثرها عملا، بحيث بدأت قضية أوكرانيا وتلتها سلسلة من التداعيات وبعدها حرب غزة وطوفان الأقصى الذي شغل اهتمام واولوية السياسة الخارجية، مبيّنا انه وحتى وقت قريب تابعت الوزارة عملية الوعد الصادق وقضايا اخرى مماثلة لذلك.
واكد وزير الخارجية الايراني على انه خلال الأعوام الخمسة والثلاثين التي عملت فيها في وزارة الخارجية، لم يشهد اي يوم فيه السلام الكامل.
لن نقع بفخ الكيان الصهيوني
وفيما يتعلق بالعدوان الصهيوني على غزة، اشار عراقجي الى ان الكيان الصهيوني المدجج والمجهز بأحدث الاسلحة لم ينجح في مواجهة مجموعة فدائية صغيرة على الرغم من مضي ما يقارب عاما على هذا العدوان، كما انه لم يستطع تحقيق ايا من اهدافه بل وعلاوة على ذلك فإنه عالق وما زال يتخبط في مستنقع حرب غزة.
واضاف بأن الكيان الاسرائيلي يتصرف بعجز ويسعى الى توسيع نطاق الحرب وجر الدول الاخرى الى الحرب وزيادة حدة التوتر بما في ذلك امريكا وايران، وذلك اعتقادا انه بتصرفاته هذه سيخرج من المأزق الذي اوقع نفسه فيه، مؤكدا على ان ايران متيقظة من هذا الامر ولن تقع بفخ الكيان الصهيوني.
وفيما يخص تفجيرات اجهزة اللاسلكي في لبنان، رأى عراقجي بأن اعمال الارهاب الاعمى هذه ناتجة عن اليأس المتفشي بالكيان الصهيوني، لانه ليس بالانجاز المهم للغاية ان يتم زرع متفجرات مسبقا في بعض أجهزة النداء الصغيرة وتفجيرها بشكل أعمى، لأن العديد من أجهزة النداء هذه تم استخدامها من قبل رجال الإنقاذ والمراكز الصحية والعديد من المصابين هم من المدنيين.
واشار الى انه يتم تبادل الرسائل مع امريكا عبر سويسرا ولم يكن لرسالة الادراة الامريكية أي شيء خاص في سياق تفجيرات اجهزة اللاسلكي في لبنان، كما ان المتحدث باسم الحكومة الامريكية أثار مسألة عدم تورط ادارته في هذه العملية أو حتى عدم علمها بها، وهو أمر غير مقبول بالطبع من وجهة نظر ايران.
وتابع بأن الادارة الامريكية متورطة ومتواطئة في هذه الجرائم الى حد كبير، بما تقدمه من أسلحة واستخبارات ودعم سياسي، ولا يمكنها ان تتنصل من هذه الجرائم لانها هي التي منعت قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحرب غزة وتدعم بشكل شامل الكيان الصهيوني.
الجمهورية الإسلامية الايرانية لم تتبع قط سياسة المقعد الفارغ
واكد عراقجي على ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتبع أبدا سياسة المقاعد الفارغة، فكانت دائما متواجدة في كل المحافل الدولية واعربت عن ارائها ومواقفها المؤيدة والمعارضة للمواضيع المطروحة بكل شجاعة وقوة.
ورأى عراقجي ان الرئيس الايراني يسعى من خلال مشاركته في فعاليات الدورة العادية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة لخلق صورة جيدة للعالم عن ايران، لافتا الى ان بزشكيان عنده من الخبرة ما يكفي لخلق هذه الصور الجيدة، وهو ما رأيناه في زياراته الاخيرة العراق وأثناء الانتخابات الرئاسية.
واكد وزير الخارجية انه وعلى الرغم من أن أجواء نيويورك تختلف عن الأجواء الأخرى، إلا أنه وبإذن الله سيستطيع الرئيس الايراني في ان يقدم صورة جيدة وإيجابية للغاية عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الصورة التي لطالما سعى الغرب والصهاينة جاهدين لافسادها وتشويهها، وقد نجحت في بعض الأماكن ولم تنجح في أماكن اخرى.
العلاقات الايرانية-الروسية قوية ومستقرة للغاية
كما اوضح عراقجي بأن العلاقات الايرانية - الروسية قوية ومستقرة للغاية، وهناك تعاون وشراكات في مختلف المجالات بما يتماشى مع الامن القومي والمصالح الوطنية تتماشى كما ان هناك أيضا اختلافات معينة وهذا امر طبيعي جدا كما هو الحال بين بلدان العالم اجمع.