نحن الآن مع مقطع جديد من زيارة الجامعة للأئمة عليهم السلام، وقد جاء في هذا المقطع بان الائمة عليهم السلام "اولياء النعم، وعناصر الابرار، ودعائم الاخيار ...".
نحن الآن مع سمات ثلاث من عشرات السمات التي رسمها الامام علي(ع) في زيارته للمعصومين عليهم السلام، واذا دققت النظر فيها تجد ان السمة الاولى هي انهم عليهم السلام "اولياء النعم"، وهي سمة لا تحتاج الى القاء الانارة عليها نظراً لوضوحها في الاذهان حيث ان "النعم" بمستوياتها المعنوي والمادي يفيضها سبحانه وتعالى على البشر، وهي لا تحصى بطبيعة الحال، الا ان المهم من ذلك هو: ان النعم المذكورة تظل الواسطة بين من اغرقها وبين من نعم بها هم الائمة عليهم السلام، بصفة ان الوجود اساساً وجد من اجل ممارساتهم العبادية التي سجلت رقمها الاعلى في شخصياتهم من خلال معرفة الله تعالى سلفاً بما سيسلكونه بعد ولادتهم الدنيوية... انهم(ع) النموذج الاعلى في التعامل مع الآخرين بخاصة من ينتسب اليهم فكرياً وهو أثر يفسر لنا كيف ان النعم التي يرفل بها محبوهم انما تتحقق من خلالهم خلال محبتهم للآخرين.
واذا ادركنا ان النعم التي تتحقق من خلال وساطتهم انما تفصح عن طهارة شخصياتهم حينئذ نستطيع ان نتبين السمتين الآخريين اللتين وسمت الزيارة بهما هذه الشخصيات، ونعني بهما، انهم(ع) "عناصر الابرار ودعائم الاخيار" هنا نحن الآن مع عبارتين استعارتين من حيث الزاوية الفنية لهذه الزيار، الاولى هي اضفاء طابع "العنصر" عليهم والثانية اضفاء طابع "الدعامة" عليهم فماذا يعنيان هذان الطابعان؟
هذا من جانب ولكن من جانب آخر نجد انهما يجسدان العنصر والدعامة لكل من الابرار والاخيار فمن هم الابرار؟ ومن هم الاخيار؟
بالنسبة الى الابرار فهم الاشخاص الذين اتسعوا في احسانهم، أي الاحسان وزيادة وهو منتهى ما يمكن تصوره حيال الشخصية التي لا تحسن الى الآخرين او مطلقاً فحسب بل تتسع في ذلك لتصل الى الذرى.
اذن عندما تسم الزيارة بان الائمة عليهم السلام هم "عناصر الابرار" انما تشير الى انهم(ع) الاصل في السلوك البار، طبيعياً ثمة فارق بين كلمة الاصل وبين كلمة العنصر فهما يشتركان في المعنى من زاوية ولكنهما يختلفان من زاوية اخرى، ولذلك رأينا ان الزيارة تخلع على الائمة عليهم السلام طابعاً هو "الاصل" بالنسبة الى الكريم ولكنها تخلع طابع "العنصر" عليهم(ع) بالنسبة الى الابرار، فما هو سبب ذلك؟
السبب هو ان العنصر يرتبط بالاصل المادي أي: المادة التي ترفد الآخرين او الاشياء بخواصها: كالماء او الهواء او ... من هنا، فان "الامداد" يظل هو الطابع لكلمة العنصر فيكون المقصود حينئذ من انهم عليهم السلام عناصر الابرار، انهم هم المادة لظاهرة البر او الابرار.
واما ما يتصل بالسمة الثالثة وهي انهم(ع) "دعائم الاخيار"، فيمكن الذهاب الى ان الدعامة هي استعارة بالنسبة الى عماد البيت حيث يستند البناء عليه كما هو واضح ، فهنا نكتة مهمة هي ان الزيارة تستهدف الرسم لظاهرة الخير حيث ان البر وهو الاتساع في الاحسان يظل في الواقع من مصاديق الخير، ومن هنا فان الزيارة عندما تتحدث عن الاخيار انما تتحدث عن مطلق السلوك الايجابي المطلوب وهذا المعنى الواسع للسلوك الخير يتطلب بناءً محكماً يتناغم مع اهميته ولذلك استعار الامام الهادي(ع) طابع "الدعامة" لان البناء اساساً يعتمد عليه كما يعتمد السلوك الايجابي اساساً على ما هو "خير" بصفته الوسيعة.
اذن: تبين لنا هنا جانب من الاسرار الدلالية لاستخدام السمات المذكورة للأئمة عليهم السلام بصفة ان سلوكهم المتنوع في مختلف سمات الشخصية يتطلب صياغات متنوعة بالنسبة الى مفردات السلوك العبادي الذي ينفرد به المعصومين عليهم السلام.
نسأله تعالى ان يوفقنا جميعاً من حيث زيارتهم عليهم السلام والافادة من سماتهم ومن ثم شفاعتهم.
*******
أما الآن نتابع تقديم برنامج امناء الرحمن بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ حسان سويدان اهلاً ومرحباً بكم:
الشيخ حسان سويدان: وعليكم السلام ورحمة الله.
المحاور: سماحة الشيخ شكرا جزيلا على اجاباتكم على اسئلتنا فيما يتقدم من حلقات البرنامج وفيما ياتي ان شاء الله ايضاً وضمنها في هذه الحلقة وسؤالنا عن معنى كون ائمة اهل البيت سلام الله عليهم وقبل ذلك سيدهم النبي الاكرم(ص) الباب الى الله تبارك وتعالى هذا المضمون ورد مكرر في الزيارة الجامعة ما المقصود من ذلك؟ تفضلوا.
الشيخ حسان سويدان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين. استذكر هنا في بداية الجواب الفقرة الواردة في دعاء الندبة الشريف الذي نندب به امام زماننا عجل الله تعالى فرجه الشريف فقد ورد فيما ورد اين باب الله الذي منه يؤتى، اذن الامام(ع) هو باب الله الذي منه نأتي الى الله اذن من دخل من هذا الباب يصل الى الله من دخل من غير هذا الباب سوف يبتعد عن الهدف لم يصل الى الله لم يصل الى العبودية التي خلق من اجلها هذا الكون هذه حقيقة وردت في مجمل احاديث وادعية وزيارة قد يلتبس الامر على الانسان لاول وهلة ان الله عزوجل محيط بكل شيء الله عزوجل معكم اين ما كنتم فكيف نحتاج الى باب اقول يمكن ان نجيب على هذا من عدة جهات هنا ايضاً قفز الى ذهني حديث النبي الاكرم(ص) المتفق عليه بين جميع المسلمين انا مدينة العلم وعلي بابها هذا ليس ببعيد عن البحث الذي نتحدث عنه، لماذا؟ لان العبودية الى الله لا تكون الا على اساس العلم بالله بمعنى العلم بما يريد الله سبحانه وتعالى منا. فهذا يحتاج الى معرفة بالله المعرفة الكاملة بالله ليست الا عند محمد وآله محمد عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام يا علي ما عرفك الا الله انا وما عرف الله الا انا وانت، وما عرفني الا الله وانت المعرفة الحقيقية الكاملة غير موجودة الا عندهم صلوات الله وسلامه عليهم اذن فكل من اراد ان يتعرف، كل من اراد ان يصل الى هذا الهدف الى المعرفة الصافية السليمة فعليه ان يصل من خلالهم فالبني اسس مدينة العلم وعلي باب مدينة العلم من اراد ان ياخذ العلم عليه ان يدخل من هذا الباب اذن هذه مدينة علم الله لان النبي يمثل الله خليفة الله الخاص في هذه الارض فعلي عليه السلام هو باب المدينة متى؟ عندما كان للرسول الاعظم(ص) موجودا، بعد ارتحال النبي الاكرم هو صار المدينة والباب كل شيء هو علي عليه افضل الصلاة والسلام عليه، طبعاً على مائدة الرسول ونبقى دائما و يبقى ائمتنا كلهم من ذلك الفيض آلالهي الذي تجلى على يد النبي الاعظم(ص) كتابا وسنة فمن اراد المعرفة الحقيقية السليمة مقدمة للعبادة الحقيقية السليمة عليه ان يدخل من هذا الباب وثبت في محله طبعاً ان ابناء علي(ع)والزهراء هم الاوصياء واحداً بعد آخر هناك جهة اخرى ايضاً ان الله سبحانه وتعالى جعلهم حجج على الخلق.
المحاور: يعني شاء الله ان نأتيه من هذه السبل؟
الشيخ حسان سويدان: يعني اذا اردنا ان نعرف مواطن العبادة الحقيقية تشريع العبادة من خلالهم حقيقة اخرى انه جعل الاعتقاد لهذا الامر هذه مرتبة اخرى مرتبة لعلها ارقى في السابقة جعل الاعتقاد بانهم هم كذلك بان لهم هذا المقام المعرفة بحقهم شرط لقبول اعمالنا، هذا على قاعدة ان الله يحب ان يعبد كما هو يريد لا يريد لنا ان نخترع من يقربنا والعياذ بالله كما كان مشركو مكة يفعلون، يقربنا الى الله زلفة يريد منا ان نعبده وان نعبده من الطريق والوسيلة وعلى اساس العقائد التي يريد منا ان نتزود بها وقد سبق في محله ان شرط قبول اعمالنا ان نعتقد بالولاية لهم صلوات الله وسلامه عليهم اذن على المستوى العقائدي هم الباب وعلى مستوى التشريعي لا يوجد تشريع حق سليم من الزيغ والانحراف والهواء عن المعصوم وهم لا يوجد غيرهم، صلوات الله وسلامه عليهم هذه بعض تجليات، وانحاد تجلي قضية انهم ابواب الله سبحانه وتعالى الذي منه يؤتى اذا اردنا ان نتوجه الى الله سبحانه وتعالى ونريد حتما وكل الخلق يريدون وان ظل الاكثرون ونجت الفرقة المحقة.
المحاور: جزاكم الله خيرا سماحة الشيخ حسان سويدان.
الشيخ حسان سويدان: حياكم الله.
المحاور: وجزاكم الله خيرا مستمعينا الافاضل على طيب المتابعة جعلنا الله واياكم من المتوسلين الى الله تبارك وتعالى بالوسائل التي امرنا ان نتوسل بها اليه اللهم آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******