موضوع البرنامج:
أركان العروة الوثقى
انصار المهدي والتسامي المعنوي
الوسيلة الى لطف الله
أنت الامام لاهل الأرض شمسهم
والقطب بعد ولا ترقى لك القمم
أنت الشفاء لسقم الأرض بلسمها
أنت الأمان لأهل الارض كلهم
لو صيغت السحب شعراً ماروت ظمأ
للمدح فيك فأنى يقدر الكلم
يضيء ثغرٌ وشعرٌ قد ذكرت به
ويبرق الحرف والأوراق والقلم
عليك يا سيدي مقدار غيبتكم
سلام صب مع التحنان ملتحم
يا رب عجل ظهوراً طال موعده
فالجور يسلك حيث يسلك القدم
بسم الله وله الحمد غياث المستغيثين ومنجي الصالحين، والصلاة والسلام على سفن نجاته وأبواب رحمته حبيبنا الهادي المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم مستمعينا الاطائب، طابت اوقاتكم بكل خير ورحمة وأهلاً في لقاء اليوم من هذا البرنامج
استمعتم في مقدمته لأبيات مهدوية دعائية لأخينا الأديب الولائي الاستاذ مرتضى شراره العاملي.
بعد قليل نلتقيكم في فقرة تربوية عنوانها: أركان العروة الوثقى
تليها اجابة عن سؤال اختنا الكريمة أمل عبدالحسين عن انصار المهدي والتسامي المعنوي
ومسك الختام مع حكايتين من حكايات المتوسلين الى الله بخليفته امام العصر ارواحنا فداه عنوانها الوسيلة الى لطف الله
نبدأ بالفقرة التربوية وهي:
أركان العروة الوثقى
روى الشيخ الطوسي في كتاب الأمالي بسنده عن الامام الباقر انه –صلوات الله عليه- أوصى المؤمنين قائلاً:
"ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، واكتموا أسرارنا... وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا؛ فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردوه، وان اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه الينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، فاذا كنتم كما أوصيناكم ولم تعدوا الى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً، ومن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدواً لنا كان له أجر عشرين شهيداً".
أخوة الايمان، يبين لنا مولانا الامام الباقر –عليه السلام- في هذا الحديث المبارك اركان العروة الالهية الوثقى التي ينجي المؤمنين التمسك بها من السقوط في فتن عصر الغيبة وهي الفتن التي تشتد كلما اقترب ميعاد ظهور ولي الله المصلح المحمدي الاكبر امام زماننا المهدي –عجل الله فرجه-.
فمهما اشتدت هذه الفتن التمحيصية بمختلف اشكالها يكفينا للنجاة منها بفضل الله وكرمه العمل بما يوصينا به امامنا الباقر –عليه السلام- في هذا الحديث الشريف.
وأول ركن وثيق يوصينا به عليه السلام من اركان التمسك بالعروة الالهية الوثقى هو تقوية الأواصر الايمانية بين المؤمنين والتآزر وتقوية بعضهم بعضاً بمختلف انواع التقوية الفكرية والروحية للتغلب على تلك الفتن الخطرة؛ وهذا الركن هو المشار اليه بقوله عزوجل في سورة العصر: {وتواصوا بالصبر}، قال الباقر –عليه السلام-:
"ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه".
أما الوصية الثانية –مستمعينا الكرام- فهي كتمان أسرار أهل البيت –عليهم السلام- أي اجتناب تعريف الأعداء بكل ما من شأنه الاضرار بالمؤمنين وإمامهم خليفة الله المستور –أرواحنا فداه- وحركته للتمهيد لظهوره. وهذا هو الركن الوثيق الثاني للتمسك بالعروة الوثقى المشار اليه في سورة العصر بقوله تبارك وتعالى "وتواصوا بالصبر".
أما الركن الوثيق الثالث –مستمعينا الافاضل- فهو التحاكم الى محكمات القرآن وصحاح الأحاديث الشريفة لمعرفة الحق في جميع الافكار والعقائد التي تعرضها مختلف التيارات حتى التي تدعي الانتماء الى اهل البيت –عليهم السلام-، قال الباقر –صلوات الله عليه-:
"وانظروا امرنا وما جاءكم عنا فان وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به وان لم تجدوه موافقاً فردوه، وان اشتبه الامر عليكم فقفوا عنده وردوه الينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا".
أيها الاخوة والاخوات وبالالتزام بهذه الاركان الالهية الوثيقة يضمن المؤمنون الفوز بالانقاذ الالهي لهم من فتن عصر الغيبة وحفظهم لدينهم الحق وثباتهم على موالاة امام العصر –أرواحنا فداه- والثبات في صفوف انصاره الصادقين وهذا ما يبشرنا به مولانا الامام الباقر –صلوات الله عليه- في آخر حديثه المبارك حيث يقول:
"فاذا كنتم كما أوصيناكم ولم تعدوا الى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً، ومن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدواً لنا كان له اجر عشرين شهيدا".
أعزاءنا، نتابع من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)
وقد حان الآن موعدكم مع زميلنا الأخ عباس باقري لكي يلخص أجوبة العلماء والنصوص الشريفة عن سؤال هذه الحلقة، نتابع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته تقبل الله اعمالكم وكذلك من اختنا الكريمة أمل عبد الحسين من العراق. الأخت امل بعثت للبرنامج برسالة طلبت فيها التعليق على ما تناقلته الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي بعد قضية احتلال داعش للموصل وأحداث شمال العراق، تناقلت بعض المواقع قولاً لأمير المؤمنين سلام الله عليه. هذا القول فسر على أنه ينطبق على حركة داعش فتسأل الأخت الكريمة امل عبد الحسين عن تعليق البرنامج فيما يرتبط بصحة هذا الحديث، الحديث نقلته لنا الأخت الكريمة عن كنز العمال للمتقي الهندي، الامام علي قد قال قبل ألف عام "اذا رأيتم الرايات السود فألزموا الأرض ولاتحركوا أيديكم وأرجلكم ثم يظهر قوم ضعفاء لايأبه لهم قلوبهم كزبر الحديد هم أصحاب الدولة لايفون بعهد ولاميثاق يدعون الى الحق وليسوا من اهله أسماءهم الكنى ونسبتهم القرى وشعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء". هذا هو نص الحديث الذي نقلته الأخت عن مواقع كثيرة في هذه الأيام وتطبيقه على داعش. في الواقع أخت امل الحديث المذكور من الأحاديث التي رواها نعيم بن حماد المروزي في كتابه المعروف الملاحم والفتن، النعيم بن حماد هو محدثي القرن الهجري الثاني من المتقدمين من مشايخ البخاري وهو ليس من مدرسة اهل البيت صلوات الله عليهم، هو محدث من محدثي المسلمين نقل الكثير من الروايات المرتبطة بعلائم الظهور وحوادث آخر الزمان. السيد ين طاووس رضوان الله عليه ايضاً ألف كتاب الملاحم والفتن انتخب منه مجموعة المصادر التي إنتخب منها وإختار منها السيد بن طاووس هو هذا كتاب نعيم بن حماد. الآراء مختلفة في توثيق او عدم توثيق الكتاب وعلى أي حال يبقى أنها يتعامل معها طبق القوانين العلمية وهذا ما صرح به الكثير من علماءنا الأعلام فيما يرتبط بقضية كتاب نعيم. اما أصل الحديث وتطبيق هذا الحديث بالذات على داعش وإستناداً الى تعبير أصحاب الدولة في الواقع والمقدار المتيقن أن داعش وهذه الحركات التي ظهرت مثل القاعدة ثم أختلف فيما بينهم ظهرت داعش، ظهرت النصرة وظهرت الكثير الإمتدادات والتيارات، المقدار المسلم والمقدار الثابت هذا ما أكده الكثير من العلماء في دراساتهم من القضية المهدية أن هذه الحركات تمثل أرضية حركة السفياني فمن هذا الجانب هي مذكورة في الأحاديث الشريفة وأكدت الأحاديث الشريفة أنها ستظهر قبيل الظهور. الفتن الطائفية وتأجيجها وظهور هذه الحركات التي تسعى الى تهديم المعالم الاسلامية تسعى الى ذبح الاسلام بالاسلام وبشعار الاسلام، مجمل هذه الفكرة موجود فيما يرتبط سواء بأحاديث اهل البيت او في المصادر العامة أما هل هذا الحديث ينطبق على داعش؟ هنالك مجموعة من الفقرات يمكن أن تكون متداخلة، الرايات السود لها احكام خاصة ذكرها العلماء ودرسوها فيما يترتبط بالدولة العباسية والرايات السود الرايات الخراسانية التي تمهد لظهور الامام المهدي. اذن قضية زهور الحديد ايضاً لها هذا الحكم أما الصفات الأخرى يمكن أن يكون لها نوعاً من التطبيق لكن المهم أن أصل هذه الحركة وارد في الأحاديث الشريفة ولعل هناك تداخلاً بين هذا النص ونصوص اخرى والله العالم. شكراً للأخت امل ولكم مستمعينا الأفاضل على طيب المتابعة، في أمان الله.
أيها الاحبة أما الآن فننقلكم الى رحاب حكايات الفائزين بالألطاف الالهية ببركة التوسل اليه بخليفته مولانا المهدي الموعود –عجل الله فرجه-، معكم والفقرة التالية تحت عنوان:
الوسيلة الى لطف الله
ثمة درس محوري نستلهمه –مستمعينا الافاضل- من الحكايتين الموثقتين اللتين ننقلهما لكم في لقاء اليوم، هذا الدرس ينبهنا الى ان اقوى الوسائل للفوز برعاية الله هو التوجه اليه عزوجل بقرآنه الكريم وبالدعاء وهو سلاح الأنبياء وأشياعهم كما ورد في الأحاديث الشريفة، والدرس المحوري الثاني الذي نستلهمه هنا هو الدعاء يعطي أكمل ثماره عندما يقترن بالتوسل الى الله تبارك وتعالى بخليفته المعصوم المهدي سليل نبي الرحمة وشفيع الأمة حبيبنا الهادي المختار –صلوات ربي عليه وآله الأطهار-.
وكلا الحكايتين ننقلهما لكم –أيها الأكارم- من كتاب (كرامات الأمام المهدي عج) المطبوع في مدينة قم المقدسة بالفارسية وفي بيروت بترجمته العربية، وحكاياته مستقاة من سجل توثيق الكرامات في مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في ضاحية جمكران في محافظة قم؛ تابعونا على بركة الله:
الحكاية الاولى يرجع تأريخها الى العاشر من شهر مايس سنة ۱۹۹۳ ميلادية، وقد حدثت للأخ (ميم حاء) من أهالي منطقة (فرح زاد) في العاصمة الإيرانية طهران، كتب حفظه الله حكايته في سجل مسجد جمكران قائلاً ما ترجمته:
(في غروب إحدى ليالي رمضان المبارك وفي وقت الافطار وقع حريق في بيتنا، فأصيب اثنان من اخوتي، محمد رضا بحروق بدرجة ٦٥% ومجتبى بدرجة ۳٥% أخذتهم الى مستشفى الشهيد مطهري الخاص بالحوادث والحريق، وفي اليوم الثاني رجعت الى المستشفى لعيادتهم فلم أتعرف عليهم بسبب شدة الحروق.
بعد ثلاثة أيام قال لي مدير المستشفى الدكتور كلانتري: المرضى الذين احترقت اجسامهم بنسبة أقل من ٤٥% يمكنهم أن يعيشوا لكن اخوتك قد تعديا هذه الدرجة، لا يمكنني أن اعالجهما ولا يوجد أي علاج لهما.
توكلنا على الله وأخذناهما الى البيت، واستأجرنا طبيباً خاصاً ليعطيهم العلاج في البيت. وبقيا هناك لمدة أسبوعين دون تحسن فنذرت لوجه الله نذراً لشفائهما.
بعد يوم من هذا النذر رأت أختي وهي امرأة شهيد، رأت الإمام المهدي –روحي فداه- في المنام فقال لها:
لا تقلقوا ولا تحزنوا انا طلبت شفاء مرضاكم من الله.
وبعد هذا المنام تغيرت أحوال أخوي فجأة وظهرت علامات معافاة الله لهما ببركة الامام المهدي (عج) والحمدلله رب العالمين.
مستمعينا الاطائب، اما الحكاية الثانية فيرجع تأريخها الى سنة ۱٤۲۳ للهجرة لاحد الأباء المشفقين المؤمنين من سكنة محلة (جليل آباد) الطهرانية قال في شهادته المسجلة في سجل توثيق الكرامات في مسجد جمكران:
(صدم ابني (وعمره ٥ سنوات) في حادث سيارة، فجرح في اليد والرجل والجمجمة فأخذناه الى مستشفى فيروزكوه، وأيضاً الى مستشفى فاطمة الزهراء سلام الله عليها. في طهران ، بعد ثلاث سنوات من العلاج قال الأطباء:
ان شلل ابنك استشري في ٦۰% من بدنه ۳۰% نقص في مقاومة الجمجمة، ۱۰% ضعف في القدمين و۲۰% ضعف في القوى العقلية ولا أحد سيقدر أن يشفيه.
لكني لم أقنط من رحمة الله لما سمعته منهم فتوسلت الى الله بأهل بيت رحمته، ثم ذهبنا الى مسجد جمكران في ليلة خميس (لأن المسجد كان هادئاً في ذلك اليوم.
قبل أن نأكل العشاء ابتدأنا بصلاة المغرب. وفي الساعة العاشرة جلب لنا شخص من أهالي قرية جمكران الأكل، بعد ذلك دخلت جماعة إلى المسجد ثم جلسوا أمام ابني وبدأو بقراءة القرآن والدعاء، بعد قليل رأيت ابني قام من مكانه وقال لي:
يا أبي: لقد شفيت ببركة الإمام المهدي
والى هنا نصل مستمعينا الاكارم الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) شاكرين لكم كرم المتابعة، تقبلوا من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران خالص التحيات وأصدق الدعوات، دمتم في رعاية الله.