اعترف "ريتشارد نيفيو" المعروف بمهندس شبكة العقوبات الأمريكية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية أن حملة العقوبات التي تمارسها واشنطن على طهران أصبحت غير فعالة.
وقال نيفيو في مذكرة، مع الأخذ في الاعتبار الأحداث الاستراتيجية الجديدة والتحديات التي أصبحنا محسوسين أكثر من أي وقت مضى فيما يتعلق بتنفيذ العقوبات ضد إيران، فقد أصبح من الصعب تجديد العقوبات الدولية ضد جمهورية إيران الإسلامية كما كان الحال في السنوات السابقة.
وفي هذه المذكرة المنشورة على الموقع الإلكتروني لمركز الأبحاث في واشنطن، أشار "نيفيو" إلى أن الجزء الإشكالي الحقيقي الآن هو تنفيذ العقوبات الدولية ضد إيران.
وفي إشارة إلى فشل الجهود الأمريكية لبناء توافق ضد إيران، ذكر نيفيو أنه، خلافا لخيال البعض، فإن "تصميم ومراقبة وتنفيذ" العقوبات مهمة صعبة للغاية وتتطلب إنفاق مبالغ كبيرة.
وشبه المسؤول الأميركي السابق هذا الوضع بالبطة التي تسبح بهدوء على الماء ولكنها تكافح من أجل المشي تحت الماء.
وقال ان العقوبات قد تبدو وكأنها ذاتية التنفيذ من الناحية النظرية، لكنها في الواقع ليست كذلك على سبيل المثال، ترفض إيران الامتثال للحظر المفروض على استيراد أجزاء صواريخها، ولا تفعل الشركات وشركات الشحن والبنوك ذلك تلقائياً.
وبحسب "ريتشارد نيفيو"، قبل الاتفاق النووي وفي عام 2006، وفي ظل هذه التعقيدات، حذرت الولايات المتحدة الحكومات والبنوك ومقدمي الخدمات من عواقب عدم تنفيذ العقوبات.
ووفقا لكتاباته، أعطت الولايات المتحدة أخيراً معنى لهذه التهديدات من خلال إنشاء هيكل يسمى "العقوبات الثانوية"، معلنة أن أي شخص يشارك في معاملات مع الأطراف الخاضعة للعقوبات الإيرانية سيتم استبعاده من النظام المالي الأمريكي.
وكتب: "كما يوضح هذا المقال، كانت حملة العقوبات على إيران التي انتهت بخطة العمل الشاملة المشتركة واسعة النطاق وصعبة التصميم. سيكون من الصعب للغاية القيام بذلك مرة أخرى، خاصة الآن بعد أن أصبحت جمهورية إيران الإسلامية وغيرها من أعداء أمريكا أكثر وعياً بالمخاطر ونقاط الضعف لديهم.
ويواصل "نيفيو" كتابته بأن "الإيرانيين حالياً يحمون أنفسهم وأصولهم بشكل أكثر فعالية"، معلناً أنه "إلى حد ما، يؤكد نهج الضغط الأقصى الذي يتبعه ترامب هذه المسألة". وكان لهذه السياسة آثار اقتصادية كبيرة على إيران، لكنها لم تؤد إلى اتفاق نووي جديد عندما ترك ترامب منصبه.
وأشار المسؤول الأمريكي السابق أيضاً إلى التحولات والتغيرات العالمية في السنوات الأخيرة، وقال: في السنوات الأخيرة، أصبحت أدوات الضغط الإيرانية للرد على العقوبات أوسع وأحدث.
ووفقاً لريتشارد نيفيو، أصبحت جمهورية إيران الإسلامية الآن أقوى مما كانت عليه في الماضي ولديها الآلاف من أجهزة الطرد المركزي النشطة.
وجاء في نهاية هذه المذكرة: اليوم، حقيقة أن هناك اتفاقاً في عام 2015 قبله معظم المجتمع الدولي، سيكون تحدياً لتشديد العقوبات. إن تكرار الحجج حول عدم كفايتها قد لا يكون مقنعاً للعديد من دول العالم التي لا ترى تهديداً مباشراً من البرنامج النووي السلمي الإيراني.
ووفقاً لمهندس العقوبات على إيران، فإن حملة العقوبات الدولية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية تحتاج إلى تعاون دولي لتكون فعالة؛ وهذا الشيء غير موجود في الوقت الحاضر.
المصدر: pars today