وتحدث رئيس الجمهورية مباشرة الى الشعب الايراني في حوار تم بثه على القناة الأولى لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، والمحطات الإذاعية في الساعة 22:00 (18:30 ت غ) من مساء السبت.
وفي بداية الحوار، قال الرئيس الإيراني إن رضا الناس عن سياسات إدارته وأدائها أمر مهم بالنسبة له.
وردًا على سؤال حول الحد من التضخم في الاقتصاد، قال رئيس الجمهورية إن فريقه الاقتصادي يعمل بشكل منسق لمعالجة المشاكل الاقتصادية التي يواجهها الناس من خلال التخطيط السليم.
كما أكد على ضرورة الحفاظ على الإجماع الوطني لمعالجة مخاوف الناس في المجال الاقتصادي.
وقال الرئيس أيضا إن التعامل والتعاون مع الدول المجاورة والعالم بأسره هو السبيل لحل المشاكل الاقتصادية، مشيرا إلى ضرورة وضع خطط لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأشار إلى أنه من أجل تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8%، يجب جذب 100 مليار دولار من داخل البلاد وخارجها.
وردا على سؤال حول رحلاته الخارجية إلى دول أخرى، قال إن العراق سيكون وجهته الأولى المخطط لها، مبينا: "العراق، صديق وجار لنا واول زيارتي الخارجية ستكون لهذا البلد ومدينة النجف الاشرف لزيارة مرقد الامام علي عليه السلام".
وفيما يتعلق بالفضاء الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي، قال بزشكيان إن حكومته ستعد برنامجا شاملا حول الفضاء الإلكتروني.
واوضح رئيس الجمهورية إننا قمنا بتعيين أعضاء الحكومة بناء على الإجماع الوطني، وأضاف: أعضاء الحكومة هم من حكومة الشهيد رئيسي والسيد روحاني والإصلاحيين. لقد أجريت أكثر من 10 آلاف ساعة من المقابلات مع الأعضاء المقترحين، وحاولنا حتى الآن تشكيل حكومة وحدة وطنية قدر استطاعتنا.
واشار الى إننا نتعرض لعقوبات شديدة، وقال: أمريكا وأوروبا والدول التي تتبع السياسات الأمريكية فرضت عقوبات على إيران ولا تتعامل معنا وواجهنا مشاكل في هذا الصدد.
وقال رئيس الجمهورية عن خطة الحكومة للحد من التضخم: يوم أمس، أعلن وزير الاقتصاد عن هذه الخطط. الخطة التنموية السابعة يجب أن تكون الأساس الذي يجب القيام به. علينا أن نحل الخلافات الداخلية والمشاكل مع الجيران والعالم. على أية حال، الاقتصاد مرتبط بالقضايا الخارجية.
وعما إذا كان التضخم سينخفض إلى 30% بنهاية العام (العام الايراني ينتهي في 20 آذار/ مارس)، قال: "سنبذل قصارى جهدنا، لكن هذا الهدف يعتمد على التطورات في العالم والقضايا الداخلية".
وأضاف رئيس الجمهورية: لقد تفاوضنا مع نحو 40 دولة ونحن بصدد إبرام اتفاقيات معها.
وردا على سؤال عن قائد الوحدة الاقتصادية في الحكومة، قال بزشكيان: المجموعة الموجودة تعمل بشكل منسق، لكن بالتأكيد ستكون أمامنا مشاكل. لدينا اجتماعات كل أسبوع بمشاركة وزارة الاقتصاد ومنظمة التخطيط والموازنة ووزارة الصناعة والسيد طيب نيا الذي يعمل مستشارا لي وهو المسؤول عن التنسيق، ويتم في هذه الاجتماعات العمل بناء على خطة التنمية والأساليب وكيفية حل الخلافات الذوقية لتقريب الاراء.
وعن الإنتاج وتحقيق نمو بنسبة 8% قال: مع وجود خلل الطاقة الذي لدينا والضغوط التي تأتي على المصانع والإنتاج، فإن هذا الخلل سيؤثر عليها تلقائياً ومن المرجح أننا سوف نواجه مشاكل في هذا الصدد.
وأضاف: الجهد الذي يجب أن نبذله هو حل هذا الخلل في توازن الطاقة حتى نتمكن من اتخاذ الخطوات التالية. وطالما أن هذا الخلل موجود في الطاقة والكهرباء والبنوك، فلا ينبغي أن نتوقع أن يصل النمو الاقتصادي إلى 8%. هذا غير ممكن على الإطلاق.
وأكد رئيس الجمهورية: ما يقوله الخبراء والاقتصاديون هو أننا نحتاج إلى استثمارات تتراوح بين 200 و250 مليار دولار لتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8%، وفي كل الأحوال نحتاج للاستثمار لتحقيق نمو بنسبة 8%. زيادة رأس المال في البلاد ممكنة عن طريق زيادة الإنتاجية، لكن إجمالي الأموال التي لدينا في البلاد لا تزيد عن 100 مليار دولار، أي أننا إذا جمعنا كل الأموال المتوفرة، يمكننا استثمار 100 مليار دولار فقط، وبالتالي نحتاج الى 100 مليار دولار اخرى من الاستثمارات الأجنبية للوصول إلى نمو اقتصادي بنسبة 8%.
مبيناً أن هذه القضية تتعلق بعلاقاتنا الخارجية والإيرانيين الموجودين في الخارج، وقال: على وزارة خارجيتنا أن تبذل جهوداً في هذا الصدد.
وذكر أنه من ناحية أخرى، يجب على المنتجين والمستثمرين أن يثقوا بنا وبثباتنا القانوني، وقال: أولاً، يجب أن نؤكد للمستثمرين أننا سنوفر منصة لازدهارهم وإزالة القوانين التي تعيقهم. هذا هو ما نبحث عنه.
وقال رئيس الجمهورية: "هناك وحدة مع السلطة القضائية والبرلمان وقائد الثورة. إذا كنا مصممين وكان المستثمرون واثقين من أننا سنقف خلفهم، فبدلاً من مغادرة رؤوس الأموال للبلاد، سيعيدون أموالهم إلى البلاد".
وفيما يتعلق بسياسة الحكومة للحوكمة القانونية للفضاء الافتراضي، قال: بناءً على البيانات، نسعى لعمل ما هو قانوني ويمكن التحكم فيه ويحسن الوصول اليه. نعتزم تشكيل جلسات مع وزير الاتصالات والمجلس الأعلى للفضاء الافتراضي والمجلس الأعلى للأمن القومي لنعمل على اساس البيانات لتوفير منصة لراحة المواطنين في المسائل الثقافية والتجارية والعلمية.
وفي الرد على سؤال بأن المواطنين ينتظرون قانونا مصاغا في هذا الصدد، قال: سنفعل ذلك ان شاء الله.
وفيما يتعلق بتطبيق العدالة، أوضح بزشكيان: في اللقاء مع الإدارة والتخطيط، أكدنا على قضية العدالة وتخلف النمو في بعض المحافظات والمناطق، ومن ثم بشكل أوسع على العدالة بين الجنسين، والعدالة العرقية، والعدالة الإقاليمية.
وأضاف: في الرعاية الصحية، موضوع طبيب الأسرة هيكلية عادلة يجب تحقيقها. إذا تم تنفيذ هذه الهيكلية، سيحصل الجميع من سيستان وبلوشستان إلى كردستان وخوزستان على نفس الخدمة التي يحصل عليها شخص في شمال طهران.
وأوضح أن لدينا مشاكل كثيرة في التعليم، موضحاً: لا يجوز لمن لا مال ولا معارف ولا قدرة له أن يدرس ابنه في مدرسة قد لا يكون تعليمها جيداً. وبالاساس يجب أن تكون لدى جميع المدارس معايير مقبولة. ومن غير المقبول أن يكون أغلب من يلتحق بالجامعة من الأفراد والأسر التي يذهب أبناؤها إلى المدارس الخاصة والاهلية.
وأعلن رئيس الجمهورية بانه سيعقد الأسبوع المقبل مؤتمرا صحفيا للاجابة على اسئلة الصحفيين.