نجد في القرآن الكريم إشارات واضحة تدعو المؤمنين الي تعظيم شهر رمضان المبارك وحفظ حرمته بحسن صيامه وقيامه وإجتناب كل ما لا يرضي الله عزوجل فيه وتعلل ذلك بكونه الشهر الذي أنزل الله في القران فهو موسم التوجه الي الله عزوجل بكتابه المجيد وعيد أوليائه التالين لآياته.
روي في كتاب عيون أخبار الرضا أنه (عليه السلام) سئل عن علة فرض الصيام في شَهْرُ رَمَضَانَ بالخصوص فأجاب (عليه السلام) قائلاً: لأن شَهْرُ رَمَضَانَ هو الشهر الَّذِيَ أُنزِلَ الله تعالي فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ، وفيه نبئ محمدٌ (صلي الله عليه وآله)، وفيه لَيْلَةُ الْقَدْرِ التي هي خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ وفيها يفرق كل أمر حكيم، وفيها رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر اًو مضرة أو منفعة أو رزق او أجل ولذلك سميت القدر.
ثم أشار الإمام الرضا الي السؤال القائل: فلم أمروا بصوم شهر رمضان لا أقل من ذلك ولا أكثر.
وأجاب عنه بقوله (عليه السلام): لأنه قوة العباد الذي يعم فيه القوي والضعيف وإنما أوجب الله الفرايض علي أغلب الأشياء وأعم القوي، ثم رخص لأهل الضعف ورغّب أهل القوة في الفضل، ولو كانوا يصلحون علي أقل من ذلك لنقصهم ولو إحتاجوا الي أكثر من ذلك لزادهم.
إذن فالإنسان يحتاج في رقيه وصلاحه المادي والمعنوي الي صيام شهر كامل كل عام كحدٍ أدني فلا ينبغي له أن يضيع منه شيءٍ حتي بسفر غير ضروري أو غيره ويحرص علي صيام شهر رمضان بأكمله.
وعليه ثانياً أن يحرص علي تلاوة القرآن فيه تلاوةً بتدبر وتأمل لكي تفتح له أبواب الفوز بالإلهامات الإلهية الخاصة التي جعل الله شهر رمضان موسمها كما جعله موسماً لنزول كتبه السماوية.
ما روي في كتاب إصول الكافي عن حفص بن غياث أنه سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالي: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ» كيف يكون ذلك وقد أنزل القرآن في عشرين سنة.
فأجاب (عليه السلام) قائلاً: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان الي الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ [وهو في رواية قلب النبي الخاتم (صلي الله عليه وآله)] ثم نزل في طول عشرين سنة ثم قال (عليه السلام):
قال النبي (صلي الله عليه وآله): نزلت صحف ابراهيم في أول ليلة من شَهْرُ رَمَضَانَ وأنزلت التوراة لستٍ مضين من شَهْرُ رَمَضَانَ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شَهْرُ رَمَضَانَ، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلون من شَهْرُ رَمَضَانَ وأنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شَهْرُ رَمَضَانَ.
وفي حديث آخر قال (عليه السلام): فأستقبل اشهر بالقرآن.
*******