السلام عليكم وتقبل الله صيامكم وطاعاتكم، أهلاً بكم ومرحباً في حلقة اخرى من برنامجكم القرآني، نسعي معاً للإستنارة بالقرآن الكريم لمعرفة الصورة الفضلي لفريضة الصوم المباركة من خلال التدبر في اخر قوله عزوجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. وحديثنا هنا هو عن العلاقة بين الصوم والتقوي.
أن الآية الكريمة المتقدمة تحدد (التقوي) كهدف، محوري أو ثمرة أساسية لفريضة الصيام.
هذا الهدف المحوري هو الذي ينبغي أن يسعي للوصول إليه الصائم وهو يؤدي فريضة الصيام.
وسعيه لهذا الهدف مستمر بمعني أنه كلما بلغ مرتبة من التقوي سعي بالإستعانة بالصوم لبلوغ مرتبة أسمي.
فمثلاً إذا روّض نفسه علي إتقاء المحرمات والمعاصي والإتيان بالفرائض والواجبات سعي الي ترويض النفس علي إتقاء المكروهات والإتيان بالمستحبات مستعيناً في ذلك بالصوم وتقوية إرادة النفس علي فعل الخير وكل ما يحبه الله جل جلاله والورع عن كل ما لا يحبه لعباده.
وعلي ضوء الحقيقة المتقدمة نفهم سر إستخدام اللفظ القرآني لصيغة الخطاب: «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
ففيها من جهة تنبيه الي أنكم أنتم الذين تتحلون بالتقوي من خلال طلبكم لها وأنتم تقومون بعبادة الصوم.
ومن جهة ثانية فإن القرآن الكريم إستخدم أداة التمني (لعل) للإشارة الي أن تحقق ثمرة التقوي من عبادة الصوم مرهون بسعيكم إليها بعد توفيق الله جل جلاله. وقد أشارت الي هذا المعني كثير من الأحاديث الشريفة منها قول رسول الله (صلي الله عليه وآله): أيها الناس من صام شهر رمضان في إنصاف وسكونٍ وكف سمعه وبصره ولسانه من الكذب والحرام والغيبة قرّب يوم القيامة حتي تمس ركبته ركبة ابراهيم خليل الرحمان (عليه السلام).
وقال (صلي الله عليه وآله): من صام شهر رمضان يعرف حدوده ويتحفظ كما ينبغي له أن يتحفظ فقد كفر ما كان قبله.
وقالت الصديقة الزهراء (سلام الله عليها): ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه؟
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): لا صيام لمن عصي الإمام ولا صيام لولدٍ عاقٍ حتي يبُر.

*******