السلام عليكم ورحمة الله، تقبل الله أعمالكم، ندعوكم الي استلهام حقائق الطريقة الفضلي في أداء فريضة الصوم من خلال التدبر معاً في هذا اللقاء بقوله عزّ من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ. فما الذي نستلهمه من هذا الخطاب الإلهي المقدس؟
جاء في تفسير كنز الدقائق قول المؤلف: وأما ما رواه البرقي [في كتاب المحاسن]، عن أبي الصادق في قول الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ حيث قال (عليه السلام): هي للمؤمنين خاصة، فمعناه أن المؤمنين هم المنتفعون بها أي بالعمل بهذه الفريضة.
لقد أجمع المفسرون علي أن معني «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ» هو تشريع الصيام كفريضة واجبة ينتفع بها بالصورة المطلوبة من يلتزم بها وهو يؤمن بالله.
أن الفرائض أو الواجبات الشرعية هي الأعمال التي يعاقب الله تبارك وتعالي المكلف إذا تركها تعمداً ودون عذر وبالطبع فإن الله عزوجل غنيٌ عن عباده وأعماله بالكامل، ولا ينتفع بشيء منها، فلماذا يعاقبهم علي ترك مالا ينفعه؟
الجواب هو: أن ذلك من مظاهر رحمته جل جلاله بعباده، ولكن كيف؟
من الثابت في المباحث العقائدية أن الله تبارك وتعالي لا يأمر الناس بأمرٍ إلا وفيه صالحهم ومنفعتهم، ولا يناههم عن شيء إلا وفيه أذاهم وضررهم والأعمال التي تمتاز بفوائد اساسية وعظيمة للإنسان لاغني له عنها في مسيرته التكاملية أوجبها الله عزوجل عليها وأوعده بالمعاقبة علي تركها لكي يكون هذا الوعيد دافعاً للإنسان للعمل بها والإنتفاع من بركاتها ولكي لا يتهاون في القيام بها ولا يستجيب لوساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء بتركها، ولو خشية من عقاب الله عزوجل، فأي مظهر للرحمة الألهية أوضح من هذا؟
وللصوم فوائد عظيمة يعرفنا بأهمها النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) وهو يتحدث عن آثار الإستجابة للأمر الإلهي الواردة في هذه الأية حيث يقول وهو الصادق الأمين: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان إحتساباً إلا أوجب الله له سبع خصال:
أولها: يذوب الحرام في جسده.
والثانية: يقرب من رحمة الله.
والثالثة: يكون قد كفر خطيئة أبيه آدم.
والرابعة: يهون الله عليه سكرات الموت.
والخامسة: أمان من الجوع والعطش يوم القيامة.
والسادسة: يعطيه الله براءةً من النار.
والسابعة: يطعمه الله من ثمرات الجنة.
*******