وتقول الأمم المتحدة أن الغارات الجوية الإسرائيلية خلفت أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في قطاع غزة، “وهذا الحجم من الركام يكفي لملء صف من شاحنات النفايات يمتد من نيويورك إلى سنغافورة”، بحسب وكالة “بلومبرغ” الأمريكية.
وتقدر الوكالة أن عملية إزالة الأنقاض ستستغرق سنوات، وتكلف ما يصل إلى 700 مليون دولار، وأنه هذه المهمة تزداد صعوبة بسبب وجود قنابل لم تنفجر، وملوثات خطيرة، وبقايا بشرية تحت الأنقاض.
ووصفت “بلومبرغ” الوضع في غزة بأنه أكثر خطورة، حيث تعرضت المدينة التي تعد أكبر مركز حضري في فلسطين، والمناطق المحيطة بها لأضرار جسيمة، وتشكل كمية الأنقاض فيها أكثر من نصف أنقاض القطاع.
وتؤكد الوكالة أن إعادة بناء غزة وحياة سكانها سيتطلبان إعادة هيكلة شاملة للبنية التحتية الأساسية بأكملها، وإيجاد حل سياسي لتحديد الشكل الجديد للقطاع.
وتضيف “بلومبرغ” أنه وقبل أن يحدث أي من ذلك، ستكون الأولوية لجمع وإزالة كل الركام بعد انتهاء الحرب، لكن هذه العملية ستزداد تعقيداً بسبب صعوبة العثور على مواقع للتخلص من الأنقاض الملوثة.
ويقول دانييل إيجيل، الخبير اقتصادي كبيير في مؤسسة “راند” في كاليفورنيا، أن تكلفة إعادة إعمار غزة قد تصل أكثر من 80 مليار دولار، عند أخذ النفقات الخفية، مثل التأثير طويل المدى على سوق العمل الذي دمره الموت والإصابات والصدمات، في الاعتبار.
ويضيف إيجيل: “يمكنك إعادة بناء المبنى، ولكن كيف تعيد بناء حياة مليون طفل؟”.
من جانب آخر أوضح تقرير الوكالة الأمريكية أن الحرب دمرت نصف الأراضي الزراعية في القطاع، لاسيما خان يونس التي تنتج معظم الفاكهة الحمضية في غزة بما في ذلك البرتقال والجريب فروت، حيث أصبحت حقول المدينة الجنوبية خراباً، ما أدى إلى انهيار القطاع الزراعي.
ونقلت “بلومبرغ” أن تعافي القطاع الزراعي من هذا الانهيار سيستغرق سنوات، وفقاً لمؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي، وهي جمعية خيرية محلية تتعاون مع منظمة “أوكسفام”.