السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله، تقبل الله طاعاتكم ودعواتكم وضاعف من بركاته عليكم في شهره الفضيل.
معكم أيها الأحبة في حلقة أخرى من هذا البرنامج نتناول فيها أحد الآداب المحورية للصائم التي تعبر عن جميل الحمد والشكر على تنعمه بالضيافة الإلهية. إنه أدب الإجتهاد في العبادة.
وهذا الأدب الذي تجلى في سيرة أميرالمؤمنين – عليه السلام – منذ البداية إلى حين استشهاده في المسجد الأعظم وهو يؤدي صلاة النافلة تقربا إلى ربه الجليل.
قال الشيخ حسن الجواهري في كتاب (بحوث في الفقه المعاصر)، ضمن حديثه عن المستحبات الواردة بشأن شهر رمضان: (استحباب الإجتهاد في العبادة سيما الإستغفار والدعاء والصدقة، فقد روى جابر عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبل بوجهه إلى الناس فيقول: يا معاشر الناس، إذا طلع هلال شهر رمضان غلت مردة الشياطين، وفتحت أبواب السماء وأبواب الجنان وأبواب الرحمة، وغلقت أبواب النار واستجيب الدعاء، وكان لله فيه عند كل فطر عتقاء يعتقهم الله من النار، وينادي مناد كل ليلة: هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ اللهم اعط كل منفق خلفا، واعط كل ممسك تلفا، حتى إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون: أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة"، ثم قال الإمام الباقر (عليه السلام): أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنيانير والدراهم).
أيها الإخوة والأخوات ويستفاد من النصوص الشريفة أن استحباب الإجتهاد في العبادة يشمل مختلف أقسامها النوافل منها والفرائض قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – في خطبته الشهيرة في بيان بركات شهر رمضان: ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
واستنادا إلى هذه النصوص الشريفة أفتى الفقهاء بكراهة الغفلة عن جملة من العبادات المستحبة في شهر رمضان، قال الفقيه الأقدم القاضي ابن البراج في كتاب المهذب: (يكره للصائم ترك زمان الصوم خاليا عن قراءة القرآن، وذكر الله تعالى وتمجيده وتسبيحه، والصلاة على النبي وآله عليهم السلام، والإجتهاد في العبادة).
تقبل الله منكم أعزائنا طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج (آداب الصيام) استمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
شكرا لكم وفي أمان الله.