السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ننقل لكم فيه طائفة من الأحاديث الشريفة التي تهدينا إلى أن من أهم اداب الصيام وشهر رمضان المبارك أدب كثرة الإستغفار والدعاء. وقد ورد ذكر هذا الأدب المبارك في خطبة حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله – الشهيرة في استقبال شهر ضيافة الله. فقد جاء في جانب منها قوله – صلى الله عليه وآله –: أيها الناس، إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين.
ونقرأ في كتاب (هداية الأئمة لأحكام الأئمة) للمحدث الجليل الحر العاملي – رضوان الله عليه – انه روي عن أميرالمؤمنين – عليه السلام – قال: "عليكم في شهر رمضان بكثرة الإستغفار والدعاء، فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء، وأما الإستغفار فتمحى به ذنوبكم". وفي كتاب هداية الأمة أيضا روي أنه كان علي بن الحسين عليه السلام إذا كان شهر رمضان لم يتكلم فيه إلا بالدعاء، والتسبيح، والإستغفار، والتكبير.
مستمعينا الأفاضل وقد رويت في مصادرنا المعتبرة كثير من الأدعية الشريفة الخاصة بشهر رمضان المبارك في أيامه ولياليه وأسحاره لا ينبغي لمن يطلب بركات هذا الشهر الشريف أن يغفل عنها. كما أن العمل بأدب كثرة الإستغفار يهيأ قلب الإنسان للإستفادة أكثر وأكثر من البركات الرمضانية قال السيد علي بن طاووس في كتاب سعد السعود: وجدت في صحيفة إدريس (عليه السلام): إذا دخلتم في الصيام، فطهروا نفوسكم من كل دنس ونجس، وصوموا لله بقلوب خالصة صافية، منزهة عن الأفكار السيئة، والهواجس المنكرة، فإن الله يحبس القلوب اللطخة، والنيات المدخولة، ومع صيام أفواهكم من المأكل، فلتصم جوارحكم من المأثم، فإن الله لا يرضى منكم أن تصوموا من المطاعم فقط، لكن من المناكير كلها، والفواحش بأسرها.
ويعرفنا حبيبنا الهادي المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار بالآداب التي يثمر العمل بها الفوز بغفران الذنوب، فقد روى السيد الجليل القطب الراوندي في كتاب لب اللباب: عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: إن من تمسك في شهر رمضان بست خصال، غفر الله له ذنوبه: أن يحفظ دينه، ويصون نفسه، ويصل رحمه، ولا يؤذي جاره، ويرعى إخوانه، ويخزن لسانه، أما الصيام فلا يعلم ثواب عامله إلا الله.
أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران كان هذا الحديث النبوي الجامع هو مسك ختام حلقة اليوم من برنامج (آداب الصيام) وفقنا الله وإياكم للعمل بها ودمتم في رعايته آمنين والحمد لله رب العالمين.