سيدي يا بنَ النبيِّ المؤتمَنْ
يا إمامَ الجُودِ طُرّاً يا حسَنْ
قد قَلى قدرَكَ أبناءُ الخَنا
فاستباحُوكَ بحقدٍ مُختزَنْ
......................................
(1)
سيدي يا ذا الخصالِ الساميهْ
حارَتِ الأنجُمُ فيكَ الزاهيهْ
إذ سَقَتْكَ الإمَّعاتُ الخاويه
مِنْ رَدى ثاراتِ أتباعِ الوَثنْ
(2)
أيها السبطُ الذي خاضَ الصِّعابْ
وتحدَّى زُمرةً باعُوا الصوابْ
أينَ هُم مِن طاهرٍ صانَ الكِتابْ
يومَ صارَ البغيُ يبتزُّ السُنَنْ
(3)
ما رَعَوا فيكَ إماماً زاهدا
تَتَّقي اللهَ إلهَاً واحدا
فُزْتَ بالحقِّ أبيّاً قائدا
هكذا الاطهارُ لاتخشَى المِحَنْ
(4)
يومَ غالُوكَ مصابٌ أعظمُ
فقُلوبُ الآلِ نارٌ تَضرَمُ
أعينٌ تبكي ونعشٌ يُرجَمُ؟
والاُلى حُزنٌ على السِّبطِ الحَسَنْ
(5)
فسِهامُ الحقدِ ترمي نَعشَهُ
تشتفي منهُ ومِمَّنْ حَولَهُ
وحسينٌ كاظمُ الغيظِ لَهُ
جاءَتِ الأنبالُ هَتْكاً للكَفَنْ
(6)
لا ولن ننسى الإمامَ المجتبى
سيداً واجَهَ أشكالَ العِدا
غدرَ مَنْ ناهضَ أصحابَ الكِسا
وجَهُولاً زادَ مِنْ كَربِ الحَزَنْ
(7)
أينَ مَنْ يحمِلُ وَجدي للبقيعْ
لإمامٍ ماتَ بالسُمِّ النقيعْ
قتلُوهُ واختَشوا منّا الدُّمُوعْ
ليتَ شعري إنما الدَّمعُ ثَمنْ
(8)
ثمنٌ يهدي إلى الحقِّ المُبينْ
كلَّ مَنْ ضيَّعَ نهجَ المهتدينْ
فلَآلُ البيتِ نورُ المؤمنينْ
سفُنُ الخيرِ على مرِّ الزمنْ
(9)
يا وريثاً عِلمَ كُلِّ الانبياءْ
كابراً عن كابرٍ والأوصياءْ
واأَسىً تَردى بسُمِّ الطُّلقاءْ
أيها البدرُ الشهيدُ المُمْتحَنْ
(10)
هاجَتِ الأعيُنُ بالدمعِ الغزيرْ
تندُبُ السبطَ الكريمَ المستنيرْ
فهو مولانا ومصباحُ المسيرْ
ولهُ في كربلا شبلٌ فَطَنْ
(11)
لكَ في الطفِّ هلالٌ باسمُ
رابطُ الجأشِ همامٌ حازمُ
صاحَ في الأعداءِ إني القاسمُ
إنْ جهلتُمْ موضِعي: نجلُ الحَسَنْ
(12)
كانَ في الطفّ لواءً شامخاً
كأبيهِ السبطِ طوداً راسخا
جادَ بالنفسِ هصُوراً صارخا
مرحباً بالموتِ دونَ المرتَهَنْ
(13)
هو ذا عميِّ النقيُّ الأبوَينْ
وإمامُ الدينِ مولى الثقلينْ
مَنْ تُرى يبلغُ شأناً كالحسينْ
وأخيهِ عندَ جناتِ السَكَنْ
------------
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي