وقال رئيس المجمَع الدكتور مشتاق العلي، إن “من السّعي الدّؤوب للمجمَع العلميّ للقرآن الكريم أنْ يُعنى بنشر الرّسائل الجامعيّة، التي اهتمّت بالقضايا القرآنيّة الّتي بيّنها أهل البيت (عليهم السّلام) للنّاس ليتعلّموا القرآن ويتدبّروا فيه، فقد جاءت السّنّة المباركة لتبيّن مَن هم القرآن النّاطق الّذي فسّر القرآن الكريم؛ الّذين قال فيهم رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أيّها النّاس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم).
وقد ورد في مرويّاتهم كثير من الأسئلة الّتي وُجِّهت إليهم بشأن تفسير القرآن الكريم فأجابوا عنها بكلّ وفور عِلم؛ فبيّنوا (عليهم السّلام) كيفيّة السّؤال في تحديد مَن هو الشّخص المسؤول وتحسين السؤال له والتّأدّب بحضرته؛ فلا شكّ في أنّ حسن السؤال له أثر فعّال في الوصول إلى المراد والجواب؛ فإذا لم تحسن السّؤال؛ فإنّك قد تتعب كثيرًا وتُتعب المسؤول منه .”
وأضاف: “لذا ورد في الحديث عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (حسن السّؤال نصف العلم)، وكذلك بيّن الله عزّ وجلّ والأئمّة (عليهم السّلام) عمّا نسأل ولِمَ نسأل؛ فلا بدّ أن يكون السّؤال عمّا ينفعك في دينك ودنياك وآخرتك، وما يثري عقلك، ويغني روحك، وسل عمّا يدخل في نطاق مسؤوليّتك؛ وتكمن أهمّية هذه الرّسالة في أمرين:
أحدهما: متعلّق بكتاب الله عزّ وجلّ وما تضمّن من كنوز ومعارفَ،
وثانيهما: متعلّق بالتراث الرّوائيّ لأهل البيت (عليهم السّلام)؛ فبِه ظهرت هذه المعارف الإلهيّة والنّبويّة وعرفها النّاس؛ فلا يَخفى ما لحديث وأجوبة أئمّة أهل البيت(عليهم السّلام) من أهمّيّة في التّراث الرّوائيّ الإسلاميّ؛ فهم السلسلة الذهبية المعبّر عنها في الروايات؛ وقد جاءت كثير من الرّوايات لتؤكّد الاهتمام بكلامهم، وأجوبتهم”.
وتابع العلي “نشير في هذا الإصدار إلى تلك المسائل والأجوبة؛ لنسهم في تبيين مَن وضع البذور الأولى في هذه العلوم من أجل ردّ الحقوق إلى أصحابها؛ فهذه الرّسالة جزء من إسهاماتنا من حيث طبعها ونشرها؛ لينتفع منها الدّارسون المحدثون، لذلك ارتأى المجمَع العلميّ أنْ يبيّنَ أهمّيّة هذه الرّسالة في علوم القرآن الكريم؛ ولكي نعرّف بها لتكون في هذه السّلسلة المباركة: سلسلة (الرسائل الجامعيّة القرآنيّة) الّتي يبتغي منها المجمَع أن تكون محفوظةً من التشتّت وضّياع تلك الأجوبة وتلك المسائل القرآنيّة”.