وأكد البيان الختامي للقمة الثلاثية في طهران أن الإرهابيين في إدلب يعملون على نسف الأمن في سوريا، ودعاهم إلى إلقاء السلاح ما قد ينقذ المدنيين هناك، ولفت إلى أن أميركا تريد اتهام سوريا باستخدام الكيميائي لمهاجمتها وللتدخل في شؤونها.
كما رفض البيان أيّ تدخل خارجي في سوريا، ودعا إلى الإسراع بتشكيل اللجنة الدستورية بمشاركة دمشق والمعارضة.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد في افتتاح القمة ألا مفر من مكافحة الإرهاب في إدلب، مشدداً في المقابل على أهمية الحل السياسي، وقال إن حل الأزمة السورية قد يكون نموذجاً لحل كل أزمات المنطقة.
وأضاف روحاني أن مكافحة الإرهاب عسكرياً ليست كافية، داعياً إلى العمل على إحلال السلام عبر قبول التنوع والحوار للتوصل إلى حل سياسي.
وأكد روحاني أن ما بعد إدلب يأتي دور تحرير شرق الفرات من الوجود الأجنبي.
واعتبر روحاني أن القمة الثلاثية فرصة لمناقشة الجهود للتوصل إلى حل للأزمة السورية، مشيراً إلى أن من حق الشعب السوري أن يقرر مصيره ومستقبل بلاده.
وأوضح روحاني أن حل الأزمة السورية يمكن أن يتم عبر الطرق السياسية، مضيفاً أن جهود الدول الضامنة أخمد نار الحرب في سوريا التي أوشكت على النهاية، كما أكد أن الوجود الإيراني في سوريا أتى بطلب من الحكومة الشرعية في دمشق، وقال "لن نكون موجودين في سوريا إلا بطلب من الحكومة الشرعية هناك".
وشدد روحاني على أن إيران "لن تقبل بإزهاق أرواح المدنيين في إدلب"، موضحاً أنه من أجل إحلال السلام لا بد من محاربة الإرهاب وجذوره والتدخل الأجنبي.
وتابع روحاني قائلاً "التدخلات الأمريكية غير القانونية في سوريا لا تنطبق مع أي من قرارات مجلس الأمن"، مضيفاً أنه يجب توفير الأرضية لعودة اللاجئين وعلى المجتمع الدولي أن يساعد في ذلك اضافة إلى إعادة الإعمار.
ولفت روحاني إلى أن مسار أستانة سيواصل مواكبة الشعب السوري في الوصول إلى حل سياسي لأزمته، موضحاً أن بلاده تؤكد أن طريق الديمقراطية لا يمكن الوصول إليه عبر فوهات البنادق بل عبر إرادة الشعوب.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن كافة الهجمات في إدلب ستنتهي "بكارثة إنسانية " وسيتأثر عشرات الآلاف المدنيين الموجودين هناك، معتبراً أن الضربات على إدلب سينتج عنها عشرات آلاف النازحين الذين سيتوجهون إلى تركيا.
وأشار إلى أن مصير إدلب مرتبط بسوريا بل بالاستقرار في تركيا أيضاً، مضيفاً "مررنا بمراحل مهمة في استانة وهي تحديد مناطق خفض التصعيد والتي بقيت منها إدلب".
وعن مدينة إدلب المتوقع تحريرها من الجماعات الإرهابية قريباً، اعتبر إردوغان أن الحل السلمي في المدينة سيكون أفضل، وأيّ اتفاق بخصوص إدلب سيشكل المضمون السلمي لمستقبل سوريا.
وتطرق إردوغان إلى الوضع شرق الفرات معتبراً أنه يؤثر بشكل مباشر على أمن تركيا، كاشفاً أن مسلحين أجانب يدخلون هناك بذريعة محاربة داعش.
وأِشار الرئيس التركي إلى أن بلاده مهتمة بوحدة الاراضي السورية وستبقى هناك حتى يتم "القضاء على التهديد الإرهابي"، مشيراً إلى ضرورة إعطاء مسألة عودة اللاجئين إلى سوريا الأهمية اللازمة.
وفي نهاية حديثه قال إردوغان إن هناك ۱۲ مادة سيتم بحثها في هذه القمة الخاصة بسوريا، أملاً أن يتم تنفيذها، وأكّد على أن الآلاف يموتون نتيجة الاسلحة الكيميائية من دون أن يتحرك المعنيون بذلك.
بينما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال "الارهابيون في إدلب يحضرون لاعمال استفزازية بما فيها استخدام الكيميائي"، مقترحاً تأليف واطلاق عمل اللجنة الدستورية تحت رعاية الامم المتحدة.
وأضاف بوتين أن روسيا بادرت لاطلاق مشروع إعادة اللاجئين والنازحين لعودتهم إلى مناطقهم في سوريا.
وأكّد بوتين أنه يجب انعاش القطاعات الزراعية والصناعية في سوريا لتسهيل عودة اللاجئين.
المصدر: الميادين