مؤكدة أنّ فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) الذي يتسبّب في هذا المرض ينتشر اليوم في كلّ أنحاء العالم. ويأتي ذلك وسط ما وصفته الوكالة الصحية التابعة للأمم المتحدة بأنّه “انخفاض مثير للقلق” في اللقاحات المضادة للعدوى.
وتحذّر منظمة الصحة العالمية من تزايد الإصابات بعدوى كوفيد-19 على الصعيد العالمي، بما في ذلك في نطاق الألعاب الأولمبية. وإذ رأت أنّ من غير المرجّح انخفاض الأعداد في وقت قريب، عبّرت عن قلقها إزاء احتمال ظهور متحوّرات مستجدّة من فيروس كورونا الجديد قريباً تكون أشدّ خطورة من تلك المتفشية في الوقت الراهن.
وبالنسبة إلى فان كيروف، فإنّ تطوّر الفيروس وانتشاره المستمرَّين يشيان بمخاطر متزايدة تتعلّق بظهور متحوّر مستجدّ أكثر شدّة، يتهرّب من أنظمة الكشف ولا يستجيب للتدخّل الطبي.
وبحسب ما شرحت فان كيروف، أمام الصحافيين في جنيف السويسرية، فإنّ انتشاراً مرتفعاً مماثلاً في عدد الإصابات، التي تُسجَّل في فصل الصيف بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية، لا يُعَدّ أمراً مقياساً بالنسبة إلى الفيروسات التنفسية التي تميل إلى الانتشار أكثر عندما تكون درجات الحرارة منخفضة، أي في موسم البرد.
وفي هذا الإطار، قالت فان كيروف إنّ “في الأشهر الأخيرة، وبغضّ النظر عن الموسم، شهدت بلدان عديدة موجات من كوفيد-19″، بما في ذلك في إطار الألعاب الأولمبية التي تُجرى في العاصمة الفرنسية باريس. وبيّنت أنّ ما لا يقلّ عن 40 إصابة مثبتة سُجّلت لدى رياضيّين مشاركين في هذا الحدث الرياضي العالمي.
وشرحت المسؤولة الأممية أنّ البيانات، التي رصدتها منظمتها في 84 بلداً، كشفت أنّ نسبة النتائج الموجبة لاختبارات فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) كانت ترتفع على مدى أسابيع عدّة.
وأضافت أنّ نسبة النتائج الموجبة تجاوزت 10% عموماً، لكنّها لفتت إلى أنّ النسب تختلف بحسب كلّ منطقة على حدة. ومثالاً على ذلك، بيّنت فان كيروف أنّ نسبة نتائج الاختبارات الموجبة في أوروبا تتجاوز 20%، علماً أنّ موجات جديدة من العدوى سُجّلت أخيراً في الأميركيّتَين وأوروبا وغرب المحيط الهادئ.
لا مفرّ من اللقاحات في مواجهة كوفيد-19
ولفتت فان كيروف إلى أنّ مراقبة مياه الصرف الصحي تلمح إلى أنّ معدّل انتشار “سارس-كوف-2” أعلى ممّا تفيد به البيانات الحالية، وذلك ما بين الضعفَين والعشرين ضعفاً.
وهنا، تبدو منظمة الصحة العالمية واضحة في إشارتها إلى أنّ الإصابات بكوفيد-19 التي تتطلب استشفاءً، بما في ذلك في قسم العناية المركّزة، ما زالت أقلّ بكثير مما كانت عليه الحال في ذروة الجائحة.
ورأت فان كيروف، التي تتولّى كذلك إدارة وحدة الاستعداد للأوبئة والجوائح والوقاية منها لدى منظمة الصحة العالمية، وجوب أن تزوّد حكومات العالم شعوبها بأدوات الحماية المناسبة، من خلال تعزيز حملات التحصين باللقاحات المضادة لكوفيد-19 والتأكّد من حصول الفئات الأكثر عرضة للخطر على اللقاحات مرّة واحدة كلّ عام على أقلّ تقدير.
كذلك شدّدت على أنّ الأفراد معنيّون باتّخاذ التدابير اللازمة للحدّ من مخاطر الإصابة بعدوى كوفيد-19 وبالمرض الشديد الناجم عنها، بما في ذلك التأكّد من حصولهم على جرعة اللقاح المضاد لكوفيد-19 في خلال الاثنَي عشر شهراً الأخيرة، خصوصاً إذا كانوا في الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وتقرّ منظمة الصحة العالمية بأن توفّر اللقاحات المضادة لكوفيد-19 انخفض بصورة كبيرة في الفترة الممتدّة ما بين الأشهر الاثنَي عشر والأشهر الثمانية عشرة الماضية، لأنّ عدد منتجي هذه اللقاحات انخفض في الآونة الأخيرة.
وقد شرحت فان كيروف أنّ “من الصعب جداً الحفاظ على الوتيرة” نفسها في مجال إنتاج اللقاحات.
وأضافت أنّ “المنتجين، بالتأكيد، غير ملزمين بالحفاظ على الوتيرة التي كانوا يعتمدونها في عامَي 2021 و2022”.