إن اغتيال إسماعيل هنية من قبل إسرائيل، والذي تم تنفيذه بهدف إضعاف حركة حماس واضعاف محادثات السلام، سرعان ما تحول إلى خطأ استراتيجي كبير لهذا النظام. ولم يفشل هذا الإجراء في تحقيق أهدافه فحسب، بل وجه ضربة خطيرة للوضع الأمني في الكيان الإسرائيلي ووضع الكيان في أزمة غير مسبوقة. وإن ردود أفعال وتحليلات وسائل الإعلام الصهيوني والمصادر الأمنية تظهر بوضوح أن إسرائيل تعيش الآن أياما قاتلة ورهيبة قد تكون لها عواقب وخيمة عليها.
ومن أولى العلامات على هذا الخطأ الاستراتيجي، بداية حالة التأهب القصوى في الجيش الإسرائيلي.
وبحسب صحيفة "معاريف" الصهيونية، فقد ألغى الجيش الإسرائيلي جميع إجازات وإجازات الوحدات القتالية، بل وقلص بشكل كبير نشاط المصانع في مناطق الشمال، عقب اغتيال هنية والتخوف من ردة فعل إيران وحزب الله. وتظهر هذه التصرفات أن إسرائيل تخشى بشدة من هجوم واسع النطاق ومنسق من قبل محور المقاومة، وتستعد لأسوأ السيناريوهات.
من ناحية أخرى، فإن اغتيال هنية لم يتمكن من إحداث تغيير إيجابي في الوضع الأمني لإسرائيل، بل على العكس من ذلك، جعل وضع هذا الكيان أسوأ من ذي قبل. وبحسب مصادر عبرية، فإنه على الرغم من مساعي الكيان الإسرائيلي لإضعاف المقاومة، إلا أن الوضع الأمني تفاقم في مختلف المناطق، واضطر الجيش الإسرائيلي إلى تركيز أمنه على محور المقاومة. ولا تظهر هذه القضية عدم كفاءة السياسات الإرهابية التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي فحسب، بل تظهر بوضوح أيضا أن هذا الكيان فقد القدرة على إدارة وضعه الأمني والسيطرة عليه.
كما يعترف المحللون الصهاينة بأن رد إيران وحزب الله على هذا الهجوم سيكون أكثر شمولاً وفتكاً مما كان متوقعاً.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن إسرائيل تنتظر هجوماً مشتركاً من قبل إيران وحزب الله، قد يشارك فيه اليمنيون أيضاً. وهذا الهجوم، الذي من المرجح أن يتم تنفيذه بطريقة متعددة الجوانب ومتعددة الجوانب، يمكن أن يسبب دمارًا واسع النطاق لإسرائيل ويدمر آلاف المواقع.
إضافة إلى ذلك، أصبحت التوترات الأمنية في الضفة الغربية لنهر الأردن عبئا إضافيا على أكتاف الكيان الإسرائيلي. وبحسب مصادر عبرية فإن سلاح الجو الإسرائيلي يحاول إبقاء الوضع تحت السيطرة من خلال القيام بدوريات مكثفة ونشر وحدات دفاعية في مناطق مختلفة، لكن لا يزال الوضع متوترا للغاية وهناك احتمال حدوث اشتباكات واسعة النطاق في أي لحظة.
في غضون ذلك، اعتبر بعض المحللين الصهاينة، مثل كاتب العمود في صحيفة "يديعوت أحرانوت"، أن سياسة الإرهاب الإسرائيلية عديمة الفائدة ودعا إلى وضع نهاية فورية للحرب. ويرى أن استمرار هذه الحرب لن يؤدي فقط إلى تحسين الوضع الأمنيللكيان الإسرائيلي، بل سيتسبب أيضًا في مزيد من التوتر والدمار.
كما أن حظر الأسلحة الذي تفرضه دول مثل كندا وإمكانية وقف صادرات الأسلحة من قبل إيطاليا يشير أيضًا إلى ضعف الدعم الدولي للكيان الإسرائيلي بعد هذه السياسات العدوانية.
وأخيراً، تشير التوقعات إلى أن الكيان الإسرائيلي يدخل مرحلة حرجة وقاتلة قد تؤدي إلى حروب واسعة ودمار واسع النطاق. إن هذا الوضع، بغض النظر عن ارتباطه بتزييف الكيان الصهيوني غير الشرعي، هو نتيجة مباشرة للسياسات الخاطئة والعدوانية التي ينتهجها ربيب الاستعماري والاغتيالات التي لم تفشل في ضمان أمن هذا الكيان فحسب، بل كشفته أيضا. إلى تهديدات أكبر.
المصدر : Pars Today