ونشر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية" ناصر كنعاني" مقالا بمناسبة يوم حقوق الإنسان الإسلامية والكرامة الإنسانية المصادف اليوم الأحد 4 آب/اغسطس.
وجاء المقال كالتالي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَيٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "سورة الحجرات-۱۳".
يصادف اليوم الأحد المصادف لـ 4 آب/اغسطس 2024، يوم حقوق الإنسان الإسلامية والكرامة الإنسانية، الذي خصصته منظمة التعاون الإسلامي في عام 2007 بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مضيفا ان اعلان حقوق الإنسان في الإسلام قد اعتمدته الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في 5 آب/أغسطس 1990.
إن الإسلام هو المبشر الأعظم بحقوق الإنسان المادية والروحية، فكما تحدث الإسلام في عصر الجاهلية الإنسانية عن حق الإنسان في الحياة وكرامته وقدّم له الأخلاق الحميدة، فإن الحكومات والأمم الإسلامية تستحق ان تكون أكبر المطالبين بحقوق الإنسان وحاملي لواءها الحقيقيين والمروجين لهذه القيم الإسلامية والإنسانية السامية.
إن ارتقاء وتميز مفهوم حقوق الإنسان والقيم الحقيقية المرتبطة به في عالم اليوم الفوضوي والمربك، يتطلب عزيمة عالمية وصالحة لمنع القوى من استغلال مفهوم حقوق الانسان لتحقيق أهداف سياسية غير مشروعة.
وفي يوم حقوق الإنسان الإسلامية والكرامة الإنسانية، ينبغي إيلاء اهتمام جميع الحكومات والشعوب الإسلامية بتقديم دعم وحماية أكثر عملية وفعالية للحقوق الطبيعية والإنسانية للملايين من ابناء الشعب الفلسطيني الواقعين تحت الحصار أو القصف أو التهجير أو السجون، وهو ما كان بمثابة مثال واضح ونموذجي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والمستمرة على مدى عقود.
الشعب الفلسطيني الذي انتهكت حقوقه الأساسية والإنسانية بشكل أكثر وضوحا من قبل كيان الاحتلال، وهو الان على وشك الإبادة الجماعية على يد نفس الكيان بأشد وأبشع السلوكيات والأفعال المعادية للإنسان بطريقة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر.
وانطلاقا من واجبه الإنساني، يجب على المجتمع الدولي أن يضع حدا للحصانة غير المقبولة التي يتمتع بها الكيان الصهيوني الغاصب، الذي لا يؤمن بأي من المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وذلك لمنع استمرار انتهاك الكرامة الإنسانية.
ومن البديهي والواضح أنه في الطريق الى تحقيق هذا الهدف الهام، فإنه يترتب على الدول والأمة الإسلامية مسؤولية محورية وحاسمة.