ومع ارتفاع عدد المصابين بالمرض إلى 55 مليون شخص حول العالم، يشير التقرير إلى أن معالجة هذه العوامل قد يكون مفتاحًا للتقليل من هذا العبء الصحي الكبير.
يُعتبر الخرف من الأمراض غير القابلة للعلاج حاليًا، ومع زيادة متوسط العمر المتوقع، يُنتظر أن يرتفع عدد الحالات إلى 139 مليونًا بحلول عام 2050، وفقًا لمرض الزهايمر الدولي. ومع ذلك، فإن التدخل المبكر وإدارة عوامل الخطر يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في صحة ورفاهية كبار السن.
ووفقًا لدراسة أعدتها لجنة لانسيت للوقاية من الخرف، تم إدراج عاملين جديدين ضمن عوامل الخطر: ارتفاع مستويات الكوليسترول وفقدان البصر.
وتُعزى 7% من حالات الخرف إلى نقص الكوليسترول في منتصف العمر، و2% إلى فقدان البصر غير المعالج في مراحل لاحقة من الحياة.
وتشمل العوامل الأخرى التي تساهم في الخرف: انخفاض مستويات التعليم، ضعف السمع، ارتفاع ضغط الدم، التدخين، السمنة، الاكتئاب، قلة النشاط البدني، السكري، الإفراط في استهلاك الكحول، إصابات الدماغ المؤلمة، تلوث الهواء، والعزلة الاجتماعية.
وتمثل هذه العوامل معًا 40% من جميع حالات الخرف حول العالم، مع تأثير خاص لعوامل مثل ضعف السمع، انخفاض التعليم، والعزلة الاجتماعية.
وأشار جيل ليفينغستون، المؤلف الرئيسي للدراسة، إلى أن “التقرير يكشف أن هناك الكثير مما يمكن القيام به للحد من خطر الخرف. ليس من السابق لأوانه أو متأخراً أبداً اتخاذ الإجراءات”.
فيما قدمت لجنة لانسيت توصيات شاملة تشمل تحسين جودة التعليم، توفير التحفيز الذهني، مكافحة التدخين، تقليل استهلاك الكحول، وتعزيز النشاط البدني.
وأكدت ساندرين ثوريت من كينغز كوليدج لندن أن “الاستراتيجيات الصحية الشاملة منذ الطفولة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الوقاية من الخرف.”
كما نوه التقرير إلى أهمية الدعم الحكومي لمعالجة عدم المساواة في الرعاية للأفراد من البلدان ذات الدخل المنخفض والفئات الاجتماعية المحرومة.
وفي إنجلترا، على سبيل المثال، قد توفر التدخلات لمعالجة عوامل الخطر مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم أكثر من 4 مليارات جنيه إسترليني في تكاليف الرعاية الصحية والاجتماعية.