البث المباشر

نظرة على بعض أسباب تراجع هيبة الاتحاد الأوروبي

السبت 3 أغسطس 2024 - 13:52 بتوقيت طهران
نظرة على بعض أسباب تراجع هيبة الاتحاد الأوروبي

حسب نتائج استطلاع أجرته مفوضية الاتحاد الأوروبي، فإن معظم المواطنين الأوروبيين ينظرون بتشاؤم إلى مستقبل الاتحاد الأوروبي، وبحسب بعض الأخبار والآراء، لم يعد لدى العالم نظرة إيجابية تجاه هذا الاتحاد.

وبحسب استطلاع أجرته مفوضية الاتحاد الأوروبي، تراجعت مصداقية الاتحاد الأوروبي في ألمانيا بنسبة 11 بالمئة بين مايو/ أيار ونوفمبر/ تشرين الثاني، وللمرة الأولى ينظر غالبية المواطنين الألمان (48 بالمئة) إلى مستقبل الاتحاد الأوروبي. مع التشاؤم. وإن فقدان مصداقية الاتحاد الأوروبي بين المواطنين في إستونيا أكبر منه في ألمانيا وقد انخفض بنسبة 13%.

التحدي المتمثل في جذب العمالة الرخيصة والهجرة غير الشرعية
كتبت صحيفة ألمانية: بحسب إحدى وجهات النظر، فإن تراجع هيبة الاتحاد الأوروبي بين المواطنين الألمان يرجع إلى أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لا يعتمدون سياسة أوروبية مشتركة للهجرة؛ وفي العام الماضي (2023)، دخل نحو 380 ألف شخص إلى الاتحاد الأوروبي بشكل غير قانوني، وهو أعلى رقم منذ عام 2016.

إن جهود الاتحاد الأوروبي لإيجاد صيغة لمكافحة الهجرة غير الشرعية من ناحية وجذب العمالة الرخيصة من ناحية أخرى لم تكن مثمرة لسنوات بسبب اختلاف النهج بين الدول الأعضاء.

تنامي التيارات الشعبوية
وذكرت وكالة مهر في تقرير لها، أن أزمة اللاجئين ليست القضية الوحيدة التي وضعت الاتحاد الأوروبي أمام اختبار صعب، لكن الأحزاب الشعبوية تزدهر في جميع أنحاء أوروبا وهناك سيناريو رهيب لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للأعضاء الآخرين كذلك.

وكتبت صحيفة ديلي ميل أنه عندما صوت البريطانيون لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو 2016، حذر المعلقون بشكل متشائم من أن هذا التطور يمكن أن يترك تأثير الدومينو في أوروبا ويدفع الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها.

أزمة أوكرانيا
ووفقا للمحللين، هناك عامل آخر أدى إلى إضعاف الثقة العالمية في الاتحاد الأوروبي وهو الأزمة الأوكرانية. حدثت أزمة أوكرانيا في واحدة من أسوأ الظروف الممكنة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فبينما كان الاتحاد يخرج ببطء من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا، أدخلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا الاتحاد في صدمة جديدة.

ووفقا لهذا التقرير، فقد كشفت الحرب بين روسيا وأوكرانيا عن الخلافات الجوهرية بين الدول الأوروبية وخلقت فجوة عميقة في رؤيتها الاستراتيجية في المجالات الثلاثة المتمثلة في سياسة الدفاع المشتركة، وإمدادات الطاقة المستقبلية، وموقف أوروبا المتكامل تجاه روسيا.

معايير مزدوجة لغرب آسيا
وفي هذا السياق وبحسب وكالة تاس للأنباء، قالت "ماريا زاخاروفا" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إنه بسبب معايير الاتحاد الأوروبي المزدوجة فيما يتعلق بالتطورات في أوكرانيا وغرب آسيا، فقد غالبية العالم الثقة في هذا الاتحاد.

وقالت زاخاروفا: إن ازدواجية المعايير في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كانت دائما موضع انتقاد. لقد تسببت السياسة الخارجية غير المتماسكة والأيديولوجية التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي في التدمير الكامل لهويته السياسية وفقدان ثقة جزء من أغلبية دول العالم.

وقالت زاخاروفا: عندما يناقش الاتحاد الأوروبي الحرب بين فلسطين وإسرائيل، فإن "جوزيف بوريل" المسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي لا يتعجل في استخلاص استنتاجات واضحة ولا يتهم أي طرف.

التناقض
كما اعتبرت صحيفة "ستاندارد" النمساوية أن النزعة القومية وغياب التنسيق بين الدول الأوروبية هي السبب في تراجع مصداقية هذا الاتحاد وتقليص دوره في القضايا العالمية.

الضعف الاقتصادي
هناك عامل آخر اعترف به الخبراء وهو النمو الأقل من المتوقع لاقتصاد منطقة اليورو. وفي وقت سابق، أعلنت المفوضية الأوروبية أن اقتصاد منطقة اليورو سينمو أقل من المتوقع هذا العام (2024). والسبب في ذلك هو ارتفاع الأسعار وارتفاع أسعار الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي، الذي لديه ائتمان محدود.

وفي هذا الصدد، توقعت الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي أن الناتج المحلي الإجمالي في الدول العشرين التي تستخدم عملة اليورو سيرتفع بنسبة 0.8% فقط في عام 2024، بدلا من 1.2% التي كانت متوقعة في نوفمبر الماضي.

وبحسب باولو جنتيلوني، رئيس اللجنة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، فإن اقتصاد الاتحاد الأوروبي لم ينمو إلا بالكاد خلال عام 2023، ولا تزال التوقعات للربع الأول من عام 2024 قاتمة.

المصدر : Pars Today

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة