وخوفاً من الرد الحتمي على الاغتيالين والذي تدركه "إسرائيل" جيداً، قرر الجيش الإسرائيلي حظر خروج المقاتلين من القواعد العسكرية.
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن رفع مستوى التأهب تحسباً لرد حزب الله وإيران، بالتزامن مع هروع المستوطنين للاحتماء بالملاجئ.
وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إنّ قيادة الجبهة الداخلية أوعزت إلى المصانع في الشمال التي لديها مواد خطرة بإفراغها أو تقليص الكميات التي لديها كإجراء وقائي. وقرر مصنع "شتراوس" في عكا، الذي يستعمل مادة الأمونيا، وقف العمل.
ويضيف الإعلام الإسرائيلي أنّ الاعتقاد السائد لدى القيادة في "إسرائيل" أن حزب الله سيرد بقوة، وكذلك ستفعل إيران.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن حالة طوارئ تعيشها "إسرائيل" تمثّلت بوقف الإجازات في كل الوحدات القتالية في البر والجو والبحر، وكذلك في جميع تشكيلات التدريب.
وفي السياق، أصدرت الأوامر لتقليص نطاق النشاط في المصانع في الشمال، من مسافة 4 كيلومترات من الحدود إلى 40 كيلومتراً. وقال مصدر مطلع على التفاصيل لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنه من المرجح جداً أن تضطر المصانع الجديدة التي تنضم إلى القائمة الحالية بعد توسعتها إلى تقليل كمية الأمونيا والمواد الخطرة التي لديها.
وأُلغت 18 رحلة إلى "مطار بن غوريون" في "تل أبيب"، وبالإضافة إلى شركة "لوفتهانزا" الألمانية والخطوط الجوية السويسرية والخطوط الجوية النمساوية وشركتا "دلتا" و"يونايتد" الأميركيتين فقد ألغت شركة طيران الهند أيضاً جميع رحلاتها إلى "تل أبيب".
واللافت ما تحدّثت عنه قناة إسرائيلية عن رفض قائد طائرة تابعة لشركة "لوفتهانزا" الألمانية في منتصف الرحلة الهبوط في "مطار بن غوريون"، لأن الطاقم لم يكن مستعداً للسفر إلى "إسرائيل". وهبطت الطائرة التي كانت متوجهة من ميونيخ إلى "مطار بن غوريون"، في قبرص.
وذكرت القناة أن شركة الطيران أبلغت الركاب أن الطائرة ستهبط في قبرص لـ"أسباب فنية"، ومن ثم سيتم تحديد ما إذا كانت الرحلة ستواصل، لكن بعد مرور بعض الوقت على الأرض في لارنكا، أُعلن أن الطائرة ستعود إلى ألمانيا. وتم إخبار الركاب أنه بإمكانهم النزول في قبرص إذا رغبوا في ذلك، لكن أمتعتهم ستبقى على متن الطائرة وستعاد إلى ميونيخ. وأضافت الشركة أن الطائرة هبطت في قبرص كإجراء احترازي بسبب نشاط أمني.
كما عادت رحلة لشركة الطيران النمساوية من فيينا أدراجها قبل الهبوط في مطار "بن غوريون". وأبلغ القبطان المسافرين أنه بسبب الوضع الأمني تم توجيه الطائرة إلى بلغاريا للتزود بالوقود لتعود بعدها إلى فيينا.
كما أعلنت شركة الطيران الإماراتية "فلاي دبي" إلغاء اثنتين من رحلاتها إلى تل ابيب. وألغت شركتا الطيران "دلتا" و"يونايتد" الأميركيتين رحلاتها إلى "مطار بن غوريون" حتى إشعار آخر، خوفاً من الرد المتوقع على جريمة الاغتيال بحق القائدين هنية وشكر.
ويأتي الخوف والخشية الإسرائيليين، بعد أن أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، أنّ إيران ستردّ على اغتيال هنية، مشدّداً على أنّ الثأر لدماء الشهيد "من واجب إيران، لأنّه استُشهد في أرضنا".
وفي لبنان، أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنّ المقاومة ستردّ على اغتيال الاحتلال القائدَ الكبير شكر، وعلى اعتدائه على الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيراً إلى "أن لا نقاش في هذا، ولا جدل"، وأنّ "الردّ سيكون حقيقياً ومدروساً جداً، وليس رداً شكلياً".
وشدد السيد نصر الله، في كلمته التي ألقاها في ختام مراسم تشييع الشهيد شكر، على "أنّنا في معركة مفتوحة في كل الجبهات، ودخلت مرحلةً جديدة".