وكتب أمير سعيد إيرواني سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام لهذه المنظمة على خلفية العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الصهيوني باغتيال الشهيد إسماعيل هنية.
وجاء في الرسالة: في الساعات الأولى من يوم 31 يوليو 2024، نفذ الكيان الإسرائيلي هجومًا إرهابيًا جبانًا ضد مقر اقامة إسماعيل هنية، أدى إلى استشهاده وحارسه الشخصي. لقد وقع هذا العمل الإجرامي في طهران؛ حيث تمت دعوة هنية كضيف رسمي للحكومة الإيرانية للمشاركة في حفل اداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، إن مثل هذه الجريمة البشعة التي استهدفت ضيفا رسميا رفيع المستوى تعتبر انتهاكا خطيرا لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووحدة أراضيها وانتهاكا صارخا للمبادئ والمعايير الأساسية للقانون الدولي، وخاصة المبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك المادة 2 (4) التي تحظر التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي حكومة.
وتابعت الرسالة المذكورة: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين بشدة العمل العدواني الذي قام به الكيان الصهيوني باغتيال هنية. ويأتي هذا العمل الإرهابي استمرارا لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في بلدان أخرى طيلة العقود الماضية، وكان جزءا من خطة هذا الكيان لإبادة الفلسطينيين، خاصة خلال الشهر الماضي.
*دور أمريكا ومسؤوليتها في هذه الجريمة البشعة
وجاء في الرسالة: قبل ساعات قليلة من هذه الجريمة البشعة، نفذ الكيان الإسرائيلي هجمات إرهابية جبانة في جنوب بيروت ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية. إن قادة هذا الكيان القمعي ورئيس وزرائه سيئ السمعة، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب، تخطوا كافة الخطوط الحمراء وتجاهلوا تماما المبادئ والمعايير الأساسية للقانون الدولي التي يقوم عليها القانون الدولي. ان جرائمهم تظهر عدم الالتزام بالسلام والاستقرار في المنطقة وتكشف عن نيتهم تصعيد الصراع ونشر الحرب في جميع أنحاء المنطقة.
وذكر إيرواني في هذه الرسالة أن دور ومسؤولية أمريكا كحليف استراتيجي وداعم رئيسي للكيان الإسرائيلي في المنطقة لا يمكن تجاهله في هذه الجريمة النكراء، وأضاف: إن هذا العمل لم يكن ليحدث دون إذن الولايات المتحدة ودعمها الاستخباراتي.
وذكر أن العدوان المستمر للكيان الإسرائيلي يهدد السلام والاستقرار في المنطقة، وذكر أن المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا يمكن أن يظل غير مبال بهذه الجرائم الشنيعة ويجب اتخاذ إجراءات حاسمة للتعامل مع هذه الاعتداءات ومحاسبة الجناة.
*على مجلس الأمن أن يعقد جلسة عاجلة
وذكر السفير والممثل الدائم لإيران في هذه الرسالة: بالنظر إلى العواقب الخطيرة لجرائم الكيان الإسرائيلي على السلام والأمن الإقليميين، تطلب إيران من مجلس الأمن أن يوقف بحزم وقوة الهجمات العدوانية والإرهابية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على سيادة وسلامة أراضي إيران، وان يدين الاجراءات العدوانية الأخيرة ضد سيادة لبنان وسوريا وسلامتهما الإقليمية، وان يعقد اجتماعا عاجلا لمواجهة العدوان الإسرائيلي والهجمات الإرهابية في إيران والمنطقة، وان يتخذ تدابير فورية لضمان المساءلة على هذه الانتهاكات للقانون الدولي، بما في ذلك فرض العقوبات وغيرها من التدابير للحيلولة دون المزيد من العدوان ودعوة هذا الكيان إلى الوقف الفوري لأعماله العدوانية والامتثال الكامل لالتزاماته الدولية، بما في ذلك احترام سيادة الآخرين وحماية أرواح المدنيين.
وأضاف إيرواني: نطلب من مجلس الأمن التحرك بسرعة وبشكل حاسم للرد على هذه الأعمال العدوانية والأنشطة التدميرية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي في المنطقة، والتي تشكل تهديدا حقيقيا للسلم والأمن الدوليين. إن مصداقية مجلس الأمن وسلطته الأخلاقية تعتمد على قدرته على دعم القانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد سفير ايران: أن هذا الكيان الإرهابي وداعميه مسؤولون عن هذه الأعمال. ولن تتردد جمهورية إيران الإسلامية في استخدام حقها الأصيل في الدفاع المشروع، وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، للرد الحاسم والفوري.
وفي الوقت نفسه، قال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد مجددا التزامها بدعم القانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ونعتقد أن السلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال احترام هذه المبادئ.
وطلب سفير إيران لدى الأمم المتحدة من رئيس مجلس الأمن تسجيل الرسالة المذكورة أعلاه وتوزيعها كوثيقة من وثائق مجلس الأمن.