واستعانت الصحيفة بشهاداتٍ لأسرى سابقين ومحامين فلسطينيين، مستعرضةً تقارير التشريح التي كشفت عن العنف المستشري والحرمان في نظام السجون الإسرائيلي، لتثبت الشهادات والوثائق ما يتعرض له الأسرى من تعذيب جسدي ونفسي، بالإضافة إلى سياسة القتل البطيء التي تنتهجها "إسرائيل" من خلال منع العلاج والأدوية وكذلك الطعام.
ومن بين الشهادات المروعة التي رصدتها الصحيفة نقلاً عن أطباء وشهود عيان رووا تفاصيل وفاة أسرى في سجون الاحتلال، توفي أحد الأسرى الفلسطينيين بعد إصابته بتمزق في الطحال وكسر في الأضلاع، بعد تعرضه للضرب المبرح على يد حراس السجن الإسرائيليون، بينما لقي سجين آخر نهاية مأساوية بسبب حالة مزمنة لم يتم علاجها وإهمال سلطان السجون لحالته، فيما وثّق الشهود صرخ أسير آخر طلباً للمساعدة لساعات قبل أن يستشهد.
وتناولت الصحيفة الأميركية شهادة الأسير المحرّر من السجون الإسرائيلية مؤخراً، معزّز عبيّات، البالغ من العمر 37 عاماً، لافتةً إلى أنّه كان "بالكاد قادراً على المشي عندما غادر السجن"، ومُشدّدةً على أنّه قد ألقي القبض عليه في أعقاب أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، دون توجيه إليه أي اتهاماتٍ قط.
عبيّات قال في عيادةٍ طبية في بلدة بيت جالا في الضفة الغربية، حيث كان يتلقى الرعاية الطبية، إنّه "غير متأكد من عمره أو أعمار أطفاله الخمسة"، مُضيفاً: "لا أعرف شيئاً سوى السجن".
الأسير الذي تناقل الإعلام قصّته، كان لاعب كمال أجسام، إلّا أنّه قد خسر أكثر من 100 رطل من وزنه في تسعة أشهر، ليهمس وهو يصف حارس سجنٍ إسرائيلياً "اعتدى عليه جنسياً بمقشة"، قائلاً: "إنّه غوانتانامو".