السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته وتقبل الله صيامكم وحباكم بالمزيد والمزيد من بركات شهره الكريم.
أعزائنا من الآداب المهمة لفريضة الصيام وحفظ حرمة شهر رمضان المبارك، اجتهاد المؤمنين في مراقبة جوارحهم وخاصة اللسان وحفظها في إطار الأحكام بل والسنن والآداب الشرعية.
وهكذا ما أكدته كثير من الأحاديث الشريفة ودعت الصائمين إلى السعي للفوز ببركات هذه الفريضة المقدسة وشهرها الفضيل من خلال الالتزام بها، روي في كتاب الوسائل عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله يا جابر، هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر، فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ياجابر ما أشد هذه الشروط!
أيها الإخوة والأخوات ونجد في وصايا أهل بيت النبوة – عليهم السلام – تأكيدا مشددا على حفظ عفة اللسان عن جميع أشكال ما لا يرضاه الله عزوجل وفي ذلك تحقق كمال الصيام، روي في كتاب الوسائل أيضا عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، ثم قال: قالت مريم: {إني نذرت للرحمن صوما} أي صوما وصمتا فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا. ثم قال الصادق – عليه السلام – وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امرأة تسب جارية لها وهي صائمة، فدعا بطعام، فقال لها: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال – صلى الله عليه وآله –: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، إن الصوم ليس من الطعام والشراب فقط. قال: وقال أبوعبد الله عليه السلام: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح، ودع المراء وأذى الخادم، وليكن عليك وقار الصائم، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك.
مستمعينا الأفاضل، ومن أهم آفات اللسان التي ينبغي للصائم أن يخدر منها ويربي نفسه على اجتنابها هي الغيبة أجارنا الله وإياكم منها، فقد روى الشيخ الصدوق في كتاب (عقاب الأعمال) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: في خطبة له: ومن صام شهر رمضان في إنصات وسكوت وكف سمعه وبصره ولسانه وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة قربه الله منه حتى تمس ركبتاه ركبتي إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام.
وفقنا الله وإياكم أيها الإخوة والأخوات لحفظ ألسنتنا في شهره الكريم عن كل ما لا يرضاه لعباده الصالحين ببركة العمل بوصايا سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين –
اللهم آمين آمين، وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامجكم (آداب الصيام) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران. دمتم بألف خير.