السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله، تقبل الله أعمالكم صياما وقياما وإنفاقا وتلاوة لكتابه المجيد في ربيع القرآن شهر رمضان.
على بركة الله نلتقيكم أيها الأحبة في لقاء اليوم من البرنامج مع آداب القيام بعبادة الصيام واستثمار بركات أيام شهرها الكريم ولياليه، تابعونا على بركة الله.
أيها الأطائب، تحدثت كثير من النصوص الشريفة عن عظيم اثار الصيام في تكامل الإنسان روحيا وسلامته بدنيا، وعظيم بركاته الدنيوية والاخروية، فهو وسيلة للفوز بكرامة التقوى، وهو وسيلة لتقوية روح التكامل الإجتماعي بين الناس، وهو زكاة الأجساد أي أن به يكون نماؤها السليم، وهو وسيلة لعظيم الثواب، قال مولانا الإمام الرضا – عليه السلام – في المروي عنه في كتاب الشرائع وعيون الأخبار بأسانيد عدة: (إنما أمروا بالصوم لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا صابرا على ما أصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب. مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل، وايضا لهم على أداء ما كلفهم ودليلا لهم في الآجل وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدوا إليهم ما افترض الله لهم في أموالهم).
مستمعينا الأفاضل، وعلى ضوء معرفة آثار وبركات فريضة الصوم يتضح لنا أدب آخر من الاداب الشرعية المتعلقة بها وهو أدب السعي والإجتهاد في أدائها بالصورة التي نحصل بها على بركاتها.. فمثلا إن من آداب الصيام أن نستشعر الخشوع لله والحاجة إليه تبارك وتعالى مع شعورنا بالجوع والعطش، وأن نصبر عليها ابتغاء لرضا الله وأن نتعظ بها باستذكار فقر الآخرة فنسعى للعمل لها، وأن نندفع إلى مساعدة الفقراء المحرومين.. وأن يدفعنا الشعور بالجوع والعطش إلى تعميق معرفتنا بضعفنا وعجزنا مقابل قدرة الله عزوجل فنسعى للتحلي بالتقوى والورع لكي لا يحل بنا غضبه وسخطه أجارنا الله وإياكم أيها الأحبة منه.
وعلى ضوء ما تقدم يتضح مستمعينا الأفاضل أدب اخر من آداب الصيام وهو أن نقبل بقلوبنا على آداء هذه الفريضة المقدسة فلا نحرم أنفسنا من بركاتها بالفرار منها، ولذلك نصت الأحاديث الشريفة على كراهة السفر في شهر رمضان، ففي صحيحة الحلبي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يدخل عليه شهر رمضان وهو مقيم لا يريد براحا، ثم يبدو له بعدما يدخل شهر رمضان أن يسافر؟ فسكت – عليه السلام-، فسألته غير مرة فقال: يقيم أفضل، إلا أن يكون له حاجة لابد له من الخروج فيها أو يتخوف على ماله.
ويلاحظ أحبائنا أن في سكوت الإمام المتكرر إشارة إلى كراهته الشديدة السفر في شهر رمضان، لأنه يحرم الإنسان من بركات الصيام.
مستمعينا الأعزاء، وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامجكم (آداب الصيام) استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبل الله منكم حسن الإصغاء وجميل أداء فريضة الصيام ووفقنا وإياكم للمزيد من بركات شهره الكريم.
دمتم بكل خير وفي أمان الله.