بعد خمسة عشر شهراً من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي خلّفت الآلاف من القتلى والجرحى وملايين النازحين، وبعد تعرض مدن وقرى سودانية بأكملها للتدمير والنهب والتهجير، باتت مدن أخرى محاصرة من قبل قوات الدعم السريع، الأمر الذي أفرز أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد نتيجة إغلاق الطرق وشحّ السلع الغذائية وانقطاع الماء والكهرباء.
يحدث هذا وسط استمرار المعارك والاشتباكات بين الطرفين في عدد من الولايات، وتزايد الانتهاكات في حق المواطنين مع سيطرة قوات الدعم السريع على مدن ومناطق جديدة.
واعتادت قوات الدعم السريع على مهاجمة المدن التي توجد فيها فرق وألوية عسكرية تابعة للجيش. ورغم سيطرتها على العديد من المدن، إلا أنها فشلت في دخول مدن أخرى، الأمر الذي دعاها إلى فرض حصار عليها لمنع دخول السلع والإمدادات العسكرية. وخلّفت عمليات الحصار أوضاعاً صعبة للمواطنين.
وفي ولاية سنار جنوب شرقي البلاد، سيطرت الدعم السريع في يونيو/حزيران الماضي على منطقة جبل موية، وعلى مدينة سنجة عاصمة الولاية، لكنها فشلت في السيطرة على مدينة سنار ففرضت عليها حصاراً مطبقاً، ماتسبب في خنق المدينة وقطع الطرق الحيوية إليها.
وتعاني ولاية النيل الأبيض من شحّ كبير في السلع والوقود، والكهرباء مقطوعة منذ نحو ثلاثة أشهر، وهناك مشكلة في مياه الشرب، وأصبح الناس يعتمدون على الآبار الجوفية، إلى جانب نقص الأدوية.
أما في ولاية غرب كردفان، التي حاصرت الدعم السريع مدينة بابنوسة، ظلت المدينة تشهد معارك مستمرة بين الجيش والدعم السريع، ما أدى إلى موجات نزوح كبيرة، ووقوع قتلى وجرحى وسط المدنيين.
وفي ولاية الجزيرة، تتعرض مدينة المناقل لحصار من قبل الدعم السريع، التي تمكنت بعد السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة الولاية من اجتياح عشرات القرى، بينما صمدت مدينة المناقل، ولم تتمكن قوات الدعم السريع من دخولها لوجود قوات ضخمة للجيش فيها. وأنها باتت تعاني أيضا من شحّ المواد الغذائية وارتفاع الأسعار.
وكذلك الحال بالنسبة لإقليم دارفور غربي السودان، إذ سيطرت قوات الدعم السريع على المدن الكبرى في أربع ولايات من أصل خمس، ولم يتبق لها سوى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، التي أصبحت محاصرة من قبل الدعم السريع التي اقتحمت بالفعل عدداً من القرى حولها وسط غارات جوية ينفذها الجيش لمنعها من التقدم، واشتباكات مستمرة.