وذكّر كنعاني، في مقابلة مع قناة (RT) باللغة الانجليزية رداً على سؤال حول آفاق العلاقات بين إيران والولايات المتحدة في الحكومتين الجديدتين للبلدين: لقد اتبعت الحكومة الأمريكية سياسة عدائية وتدخلية منذ انتصار الثورة وحتى اليوم تجاه الشعب الإيراني.
وأوضح: إن الحكومة الأميركية لم تلتزم حتى بأكبر اتفاق تم التوصل إليه عبر النهج الدبلوماسي متعدد الأطراف، وهو الاتفاق النووي، وانسحبت منه بشكل غير قانوني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية: أعتقد أن الوضع في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة سيتغير عندما تقوم الولايات المتحدة بإجراء تغيير جوهري وملموس في سياساتها العدائية ضد إيران.
*الحكومة الأميركية هي التي يجب أن تثبت أنها تبحث عن اجواء جديدة
وقال كنعاني: حتى بعد تشكيل الحكومة الجديدة (في إيران)، فالحكومة الأميركية هي التي يجب أن تثبت أنها مستعدة لتصحيح نهجها الخاطئ في الماضي من أجل فتح أجواء جديدة في القضايا المتعلقة بالمنطقة والعلاقات مع إيران.
وتابع: بالطبع، سياسات أميركا الخاطئة في المنطقة لا تستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية فقط؛ فالعديد من دول المنطقة غير راضية عن السياسات الخاطئة وغير الصحيحة والعدائية والتدخلية التي تنتهجها الحكومة الأمريكية.
*سنرد بشكل متناسب على السلوك المنطقي والمحترم
وذكر رئيس مركز الدبلوماسية العامة والإعلامية بوزارة الخارجية: إن تاريخ الثورة الإسلامية الممتد لـ 45 عاماً أظهر أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تستسلم للضغوط، بل سترد بشكل متناسب على اي سلوك منطقي وصحيح ومبني على الاحترام.
وأكد كنعاني: في هذا السياق، وقبل كل شيء، فان المتوقع من الحكومة الأميركية، سواء الحكومة الأميركية الحالية او المستقبلية، العودة إلى الالتزامات المتعلقة بالاتفاق النووي، وان تظهر التزامها به عملياً.
*السياسات العامة للحكومات في إيران ثابتة، ويمكن أن تختلف الأساليب والتكتيكات
وردا على سؤال حول سياسة إيران الخارجية في الحكومة الجديدة، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية أولا إلى عملية إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران وقال: "بعد حوالي خمسين يوماً من استشهاد الرئيس ورفاقه الأعزاء في حادث جوي مرير شارك الشعب الايراني في انتخابات عامة، وانتخب الرئيس الجديد للبلاد".
وتابع: إن إجراء انتخابات عامة في غضون 50 يوما (بعد استشهاد الرئيس) يظهر عمق الديمقراطية والمشاركة الفعالة للشعب في تحديد المصير السياسي للبلاد، فضلا عن التزام الحكومة بالحصول على أصوات الشعب واستقطاب مشاركتهم في الحياة السياسية للبلاد.
وقال كنعاني: إن الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها خلال الشهر المقبل ستكون الحكومة الشعبية الرابعة عشرة لإيران بعد انتصار الثورة الإسلامية خلال الـ 45 عاماً الماضية.
وذكر: من الواضح أن السياسات العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في السياسة الخارجية تخضع للسياسات العامة للدولة والدستور والتوجهات الأساسية التي يحددها قائد الثورة الاسلامية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية: ان السياسات العامة (في الحكومات الإيرانية) ثابتة، (لكن) النهج أو البرامج أو التكتيكات في الحكومات يمكن أن تكون مختلفة.
*إيران تسعى إلى تطوير العلاقات مع كافة الدول المهتمة بعلاقات متبادلة وبناءة
وقال رئيس مركز الدبلوماسية العامة والإعلامية الإيراني: نسعى إلى تطوير العلاقات مع كافة الدول المهتمة بإقامة علاقات متبادلة وودية وبناءة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أساس الاحترام المتبادل ومبدأ المساواة.
وأضاف: إننا (في الحكومة الجديدة) سنبحث عن علاقة بناءة لتعزيز علاقات الصداقة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعلاقات الشعبية مع مختلف دول العالم.
*آفاق السياسة الخارجية الإيرانية في الحكومة الرابعة عشرة
وقال كنعاني: ان الدكتور مسعود بزشكيان (الرئيس المنتخب) استعرض في مقالين في وسائل الإعلام الأسبوع الماضي للشعب الإيراني وجميع دول وشعوب العالم آراءه بشأن السياسة الخارجية.
وتابع: لا أريد أن أتحدث نيابة عن الحكومة الإيرانية المقبلة، لكنني أعتقد انها ستبني نهجها على التفاعل مع مختلف دول العالم على أساس خلق عالم أفضل لحياة الجميع يقوم على التعاون البناء لخلق الأمن الجماعي، وعلى وجه الخصوص، إقامة علاقة بناءة مع الجيران الإقليميين والتحرك في هذا الإطار.
*إيران شريك جاد وفعال لتعزيز السلام والأمن
وأكد: مما لا شك فيه أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال فترة الحكومة الرابعة عشرة ستكون شريكاً جاداً وفعالاً لتعزيز السلام والأمن الدوليين والإقليميين والتنمية المشتركة لجميع دول المنطقة.
*تلقينا مئات رسائل التعزية من مسؤولي دول العالم باستشهاد رئيسي
وأضاف رئيس مركز الدبلوماسية العامة والإعلامية الإيراني: تلقينا مئات رسائل التعزية من مسؤولي الكثير من دول العالم بعد استشهاد الرئيس آية الله رئيسي.
وتابع: من بين هذه الرسائل، كانت هناك الكثير من الرسائل من مسؤولي الدول الأوروبية الذين اعربوا عن تعاطفهم ومواساتهم مع حكومة وشعب إيران، كما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية الأخرى في مستهل اجتماعاتها دقيقة صمت حدادا على الشهيد رئيسي.
*سيتم تعزيز العلاقات بين طهران وموسكو
وفي جزء آخر من هذه المقابلة التلفزيونية التي أجريت في موسكو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية رداً على سؤال حول آفاق العلاقات بين طهران وموسكو: إن علاقات إيران مع روسيا تشهد حاليا واحدة من أفضل فتراتها التاريخية. لقد أنشأنا معًا تعاونًا بناء ومفيدًا في العلاقات الثنائية والإقليمية.
وأضاف: البلدان اختارا التعاون مع بعضهما البعض لخلق ظروف أفضل في المنطقة.
وقال كنعاني: أن المنطقة تحتاج إلى تعاون بناء بين إيران وروسيا أكثر من أي وقت مضى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية سيحقق مصالح البلدين.
*إيران وروسيا صديقتا الأوقات الصعبة
وقال رئيس مركز الدبلوماسية العامة والإعلامية الإيراني: إن تعزيز العلاقات مع الجيران، الذي كان محورا خاصا في الحكومة الثالثة عشرة، سيستمر بقوة في الحكومة الرابعة عشرة.
وأشار إلى أن روسيا الاتحادية هي جارتنا المهمة للغاية في المنطقة. لقد كنا أصدقاء خلال الأوقات الصعبة لبعضنا البعض في السنوات الماضية. وفي مجالات التعاون الاقتصادي، وضعنا مشاريع استراتيجية مشتركة يجب أن تستمر.
*المنطقة بحاجة إلى تعاون استراتيجي بين إيران وروسيا
وقال كنعاني: بين إيران وروسيا تعاون وشراكة استراتيجية في مكافحة الإرهاب في المنطقة، ولا تزال منطقتنا بحاجة إلى هذا التعاون والشراكة الاستراتيجية من أجل السلام والاستقرار.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: بعد استشهاد الدكتور رئيسي أكد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية أن العلاقات بين إيران وروسيا ستستمر بقوة.
وتابع: في مقالين نشرا في وسائل الإعلام، أكد الرئيس المنتخب أن تعزيز العلاقات مع الجيران سيكون من الأولويات الرئيسية لحكومته كما أكد أن العلاقات مع روسيا سوف تمضي قدما الى الامام بقوة.
*أول مكالمة تهنئة لبزشكيان كانت من بوتين
وتابع قائلا: أعتقد أن أمامنا (ايران وروسيا) فرصا جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية في اتجاه تأمين المصالح المشتركة، وكذلك المساعدة في تنمية المنطقة وترسيخ السلام والاستقرار والأمن.
واضاف: أن أول مكالمة هاتفية تلقاها الدكتور بزشكيان من مسؤول أجنبي رفيع المستوى كانت تلك التي تلقاها من فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، في إشارة واضحة اعلى استمرار العلاقات الودية والبناءة بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
*أميركا تستغل الدولار لتعزيز هيمنتها
وردا على سؤال حول اقتراح إيران إنشاء آلية للمعاملات المالية لدول البريكس على أساس العملات الوطنية، أشار كنعاني أيضاً إلى السبب الجذري للمسألة وسبب اتجاه الدول إلى التخلص من الدولار وقال: إن الأمريكان وللأسف، قاموا، وخاصة في السنوات الأخيرة، بإساءة استخدام الدولار كأداة لتعزيز هيمنتهم الاحادية على الحكومات والدول.
وأضاف: إن هيمنة الولايات المتحدة والضغوط السياسية الظالمة التي تمارسها حكوماتها على الدول المستقلة، وخاصة باستخدام أداة الدولار، دفعت الدول المستقلة إلى اتخاذ خطوات نحو استخدام العملات الوطنية في تجارتها الخارجية وعلاقاتها التجارية الخارجية.
*اقتراح إيران إلى البريكس
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية: توصلت إيران وروسيا إلى اتفاق جيد لإنشاء معاملات مالية باستخدام العملات الوطنية للبلدين في إطار تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والمعاملات المالية.
وأضاف: مقترح الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو توسيع وتطوير هذا النموذج من التعاون المالي والمصرفي والتجاري في إطار مجموعة البريكس ليشمل جميع أعضاء هذه المجموعة.
وأشار كنعاني إلى أن مجموعة البريكس لديها قدرة جيدة للغاية على تطوير التعددية ضد الأحادية الظالمة من قبل الحكومة الأمريكية في المنطقة وفي العالم وبين الدول الأعضاء.
وتابع: الحقيقة هي أن العالم قد سئم من السياسات الأحادية للحكومة الأمريكية، وبالتالي فإن حركتنا المشتركة نحو تطوير التعددية وخلق عالم أكثر ملاءمة للتنمية المشتركة لجميع الدول المستقلة تحظى بترحيب واسع النطاق في جميع أنحاء العالم.
وأضاف رئيس مركز الدبلوماسية العامة والإعلامية الإيراني: إن عضوية إيران وروسيا في البريكس خلقت فرصًا جديدة للبلدين في التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف.
وقال أيضاً إن أكثر من 250 برنامجاً مشتركاً صممتها روسيا الاتحادية هذا العام بصفتها الرئيس الدوري لمجموعة البريكس ونفذت جزءًا كبيرًا منها بما تستحق التقدير ويمكن أن تساعد بشكل كبير في تعزيز العلاقات البناءة متعددة الأطراف بين أعضاء مجموعة البريكس.
*رد فعل العالم على العقوبات: التحرك نحو التعددية
وردا على سؤال آخر أكد كنعاني أيضاً أن سياسات الحصار الظالمة والأحادية تعد انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وأضاف: العقوبات الأحادية ضد الحكومات تؤثر على الشعوب أكثر مما تؤثر على الحكومات، وهذا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
وقال المتحدث باسم الخارجية: إن الشعب الإيراني تأثر بشدة من العقوبات الظالمة والأحادية التي فرضتها الإدارات الأميركية على مدى الـ 45 عاماً الماضية. حتى أن هذه العقوبات منعت دخول الأدوية للمرضى ذوي الحالات الخاصة والمستعصية. لذلك، ليس هناك شك في أنهم ارتكبوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وفي الرد على سؤال حول رد فعل المجتمع الدولي، قال: إن رد فعل العالم هو التحرك نحو التعددية، وهو ما نراه مثالاً في مجموعة البريكس وفي منظمة شنغهاي للتعاون، وهو رد فعل طبيعي على السياسات الظالمة وأحادية الجانب التي تفرضها الإدارة الأميركية ضد الحكومات المستقلة.
*الحكومة الأميركية هي التي ستتضرر
وقال كنعاني: الحقيقة هي أن الكراهية العالمية للحكومة الأمريكية أصبحت الآن أكثر انتشاراً من أي وقت مضى.
وتابع: رغم أن العقوبات أحادية الجانب فرضت الكثير من الضغوط علينا وعلى الحكومات الأخرى الخاضعة للعقوبات وتسببت في العديد من المشاكل لشعبنا، إلا أنها حفزتنا على تعزيز الاكتفاء الذاتي والتنمية الوطنية، فضلاً عن التوجه نحو التعددية وتعزيز التعاون الإقليمي ومتعددة الأطراف، ومن الطبيعي أن حكومة الولايات المتحدة هي التي ستتضرر في نهاية المطاف من هذه العملية.
وأكد: نعتقد أن عصر الأحادية قد انتهى وأن الزمن والتاريخ لن يعودا إلى الوراء.