موضوع البرنامج:
المهدويون اهل الطاعة والتقوى
المهدي وطلوع الشمس من مغربها
الهداية المهدوية
قد إشتد شوقي فيك يا غاية المنى
ويا خير من صلى ويا خير من دعا
ويا خير مقصود ويا خير موئل
ويا خير من لبى ويا خير من سعى
نظرت بأبواب الملوك فلم أجد
سوى بابك العالي ملاذاً ومفزعا
وإذ نزل المعروف والعدل والسخا
فما اختار الا في فنائك موضعا
حييت بشوق الوصل دهراً ولم اكن
بشيء سوى امل اللقاء متمتعا
وما فاز ناج بالنجاة بغيركم
ومن امها من غيركم كان الكعا
فيا مهجتي يا روح قلبي وراحتي
اغثني فقلبي كاد ان يتصدعا
بسم الله وله عظيم الحمد والثناء اذ وفقنا لخير العمل مودة وولاية صفوته المطهرين وابواب رحمته العظمى للعالمين محمد الصادق الامين واهل بيته الطيبين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم اجمعين...
السلام عليكم اخواتنا واخوتنا المستمعين... اطيب تحية نحييكم بها ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
ايها الاعزة، للعالم المهدوي التقي مؤلف كتاب (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام) آية الله الفقيه السيد محمد تقي الاصفهاني –قدس سره الشريف- اشعار لطيفة في التشوق لمولانا امام العصر المهدي –ارواحنا فداه-، والابيات التي استمعتم لها في مطلع اللقاء هي بعض ما فجرته محبة امام العصر في قلب هذا العالم الجليل.
والفقرات الاخرى في هذا اللقاء هي وقفة عنك وصايا مستلهمة من احد غرر الادعية المهدوية تحمل عنوان: المهدويون اهل الطاعة والتقوى
تليها خلاصة لاجوبة العلماء عن سؤال للاخوين نبيل الطرفي وآزاد علي بشأن: المهدي وطلوع الشمس من مغربها.
ثم حكاية موثقة من حكايات الذين من الله عليهم برؤية الطلعة المهدوية عنوانها هو: الهداية المهدوية
اطيب الاوقات واعظمها بركة نرجوها من الله لنا ولكم مع فقرات حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
معكم والفقرة التربوية التالية وعنوانها:
المهدويون اهل الطاعة والتقوى
مستمعينا الافاضل، كنا قد خصصنا مجموعة من حلقات برنامج (شمس خلف السحاب) لاستخراج وصايا مولانا امام العصر ارواحنا فداه للمؤمنين مما روته المصادر المعتبرة من كلامه ورسائله المعروفة بمصطلح (التوقيعات) اي الرسائل الموقعة بخطه الشريف والتي كان يصدرها بواسطة سفرائه الأربعة في الغيبة الصغرى، اضافة الى رسائل اخرى وثقت عنه في الغيبة الكبرى وروتها المصادر المعتبرة مثل رسالتيه المشهورتين للشيخ المفيد –رضوان الله عليه-.
وقد تعرفنا على وصايا كثيرة من هذه الرسائل والتوقيعات المباركة؛ ومن اساليب امامنا المهدي –صلوات الله عليه- في ايصال وصاياه للمؤمنين هي الادعية التي انشأها وامر المؤمنين بالتوجه الى الله بها، وقد اشتملت على وصايا الهية مهمة، ونبدأ في هذه الحلقة باستقراء هذه الوصايا الواردة في هذه الادعية المباركة، ومنها الدعاء المهدوي الجامع الذي الذي رواه الشيخ الجليل ابراهيم الكفعمي في كتابيه (المصباح) و(البلد الأمين والدرع الحصين). فتابعونا على بركة الله.
جاء في مطلع هذا الدعاء المهدوي الجليل قوله عليه افضل الصلاة والسلام: "اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة واكرمنا بالهدى والاستقامة".
تشمل هذه الكلمات النيرة خمس وصايا محورية للمؤمنين تمثل في الواقع اهم صفات الشخصية الايمانية التي ينبغي لانصار الامام المهدي التحلي بها ودعوة الناس للتحلي بها.
الصفة الاولى هي التي نطلبها من الله عزوجل في عبارة "اللهم ارزقنا توفيق الطاعة" فما المقصود بها؟
)الطاعة) تشمل كل عمل أمرنا به الله عزوجل ورسوله –صلى الله عليه وآله- وخلفاؤه المعصومين –عليهم السلام-.
والتوفيق لذلك حالة اسمى واعلى من مجرد الانصياع والعمل بهذه الاوامر الالهية، فهي تعني الاندفاع الطوعي والقوي للعمل بالطاعات والرغبة في ذلك وعلى ضوء هذا التوضيح نفهم ان الوصية الاولى التي نستلهمها من المقطع المتقدم هي: ان مولانا بقية الله المهدي يوصينا بهذه العبارة ان نجتهد في التقرب الى الله عزوجل بالاقبال على تنفيذ كل عمل امرنا به ونستعين به عزوجل في ذلك، فنكون من الراغبين في العمل بطاعته ابتغاءً لمرضاته تبارك وتعالى، سواءً كانت الطاعة في اداء الفرائض المعروفة او المستحبات او سائر اعمال الخير وغير ذلك من صالحات الاعمال.
اعزاءنا المستمعين، وهنا نسأل: ما هو السبيل العملي للإلتزام والعمل بهذه الوصية المهمة والمحورية التي يوصينا بها امام زماننا المهدي –ارواحنا فداه-؟
في الاجابة عن هذا السؤال نقول: ان الخطوة الاولى تكمن في معرفة الاوامر الالهية والاعمال التي يرتضيها الله تبارك وتعالى لعباده الصالحين في جميع شؤونهم الحياتية.
والمهم هنا ان نعرف هذه الاوامر من مصادرها الالهية النقية ونتجنب بدع وتحريفات فقهاء السلاطين والسلطات الجائرة، وقد عرفنا النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- بهذه المصادر النقية في حديث الثقلين المتواتر وهما القرآن الكريم والعترة النبوية الطاهرة فائمة اهل البيت –عليهم السلام- هم حفظة السنة المحمدية النقية وتفسيرها النقي للاوامر القرآنية، فالعمل بوصاياهم واوامرهم التي نقلها لنا العلماء الثقاة من رواة احاديثهم –عليهم السلام- هو السبيل المضمون للفوز بتوفيق طاعة الله والعمل بما يرضاه بعيداً عن بدع وتحريفات المشارب المختلفة التي اوجدتها ضلالات عباد السلطة وعلماء السوء.
ايها الاحبة، والقاعدة الاصيلة المتقدمة تصدق على الصفة الثانية التي يوصينا بها امام زماننا المهدي –ارواحنا فداه- وهي (بعد المعصية) اي اجتناب كل ما نهى عنه ربنا تبارك وتعالى.
فينبغي ان نتعرف على المناهي الالهية تفضيلياً من ثقلي الهداية المحمدية بالترتيب المذكور ونجتنبها تجنباً لسخط الله وغضبه جل جلاله وهذه من اظهر صفات المتقين.
ومثلما ان العمل بطاعة الاوامر الالهية يستتبع ثواب الله ورضاه عزوجل ونورانية القلب، كذلك الحال مع اجتناب معاصية فانه يستتبع الثواب والرضا الالهي مع اجتناب كل معصية كما صرحت بذلك النصوص الشريفة ويزيد من نورانية المؤمن ويحصنه من التلوث بما لا يرضاه لنا ربنا الجليل تبارك وتعالى ورسوله وامام زماننا بقية الله المهدي- ارواحنا فداه-
اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران... في الحلقة المقبلة من برنامجكم (شمس خلف السحاب) نتابع باذن الله الحديث عن باقي الوصايا المهدوية المستفادة من المقطع المتقدم من دعاء مولانا امام العصر –عليه السلام-، اما الآن فنترككم مع زميلنا الاخ عباس الباقري وهو يلحض لنا ولكم اجوبة العلماء على سؤال هذا اللقاء، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم معكم أيها الأطائب في هذه الفقرة وسؤال من الأخ نبيل الطرفي وايضاً سؤال عن الأخ آزاد علي وردنا في المضمون نفسه تقريباً مع بعض الإختلاف في التفصيلات في السؤال وانا اجيب عن المضمون المشترك في السؤالين وهو قضية طلوع الشمس من المغرب، هل وردت في الأحاديث الصحيحة كإحدى علامات ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ في الواقع طلوع الشمس من مغربها وردت ضمن علامات آخر الزمان، أشرت في حلقة سابقة الى أن الأحاديث الشريفة الواردة في علامات الظهور بعضها يتناول آخر الزمان وبعض العلماء الأعلام فسّروا العلامات الواردة في آخر الزمان بأنها بعد قيام الدولة المهدوية وقبيل قيام الساعة. البعض الآخر فسّر مجموعة من هذه العلامات المذكورة تحت عنوان آخر الزمان كآخر الزمان الذي يسبق ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف. بالنسبة لعلامة طلوع الشمس من مغربها يمكن أن تكون من علامات آخر الزمان بمعنى قبل قيام القيامة ويمكن أن تكون من علامات ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه يعني آخر الزمان الذي يسبق ظهور الإمام المهدي فيمكن إحتمال كلا الإحتمالين. اما عن معناها، المورد الذي عرضه الأخ نبيل الطرفي كأن تكون شخصية مهمة إسلامية يكون لها تأثير على الحياة الإسلامية تأتي من المغرب الى المشرق. لاحظوا الأحاديث لايمكن صرفها عن ظاهرها إلا بدليل يقيني يعني في البداية نأخذ بالظاهر يعني ممكن أن يحدث تغيير في النظام الفلكي كما يقول الان العلماء في الذوبان الجليدي بأن يكون قطب الجنوب شمالي ويصبح قطب الشمال جنوبي هذا الأمر يمكن أن يؤدي الى طلوع الشمس من المغرب فنلتزم بالظاهر مالم يكن هناك دليل يقيني على صرف الحديث عن ظاهره ويمكن ايضاً أن يكون طلوع الشمس من مغربها أمر غعجازي كما حدث مع امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه عند عودته من معركة النهروان، في زمن الرسول صلى الله عليه وآله عندما تُرد الشمس في صلاة العصر معناه أن الشمس تغرب ومن مغربها تشرق مرة اخرى وترجع الى كبد السماء ويمكن أن يكون هذا الأمر لحكمة معينة الله تبارك وتعالى يظهره في زمان الإمام المهدي سلام الله عليه وعندما يكون النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قد أخبر عن ذلك قبل مئات السنين ويكون هذا الأمر وهذه المعجزة للإمام المهدي سلام الله عليه من العوامل التي تؤدي الى ايمان الناس وتقوية يقين الناس وإتباعهم له وبإعتبار أن حوادث عصر الإمام المهدي سلام الله عليه تحتاج الى نفس مطمئنة للإمام المهدي سلام الله عليه، قوية الإيمان به. من عوامل إيجاد هذا الإيمان القوي الذي يكون عاملاً مساعداً في متابعة أنصار الإمام المهدي ومؤازرته في مهمته الإصلاحية الكبرى، من هذه العوامل إظهار المعجزات، يمكن أن يكون رد الشمس من مغربها حادثة شبيهة لما جرى لجده امير المؤمنين صلوات الله عليه ولمرات عدة. نشكر الأخ نبيل الطرفي والأخ آزاد علي على سؤالهما وإن شاء الله تكون الإجابة مقنعة.
ايها الاخوة والاخوات، المستفاد من الآيات الكريمة وصحاح الاحاديث الشريفة ان من علامات سفراء الله عزوجل لخلقه من الانبياء والاوصياء هي ان الله جلت قدرته يظهر على ايديهم ما يعجز البشر عن الاتيان به، وقد حفلت كثير من الروايات الصحيحة باظهار الله تبارك وتعالى لمثل هذه الكرامات على يد الامام المهدي –عجل الله فرجه الشريف-، فهذا التاييد الالهي يمتاز بالنسبة له –عليه السلام- باهمية مضاعفة بسبب غيبته من جهة وكثرة ادعياء المهدوية من جهة ثانية؛ اذ ان ظهور مثل هذه الكرامات امرٌ يتلطف به الله عظمت حكمته على من يشاء من عباده لهدايتهم هم لمعرفة امام زمانهم وخليفته بالحق –عليه السلام- ولانقاذهم من ادعياء المهدوية من ائمة الضلالة.
وهذه هي العبرة الاساس التي نستفيدها من حكاية لقاء اليوم التي اخترنا لها عنوان:
الهداية المهدوية
هذه الحكاية –ايها الاطائب- رواها الشيخ الجليل ابو جعفر الصدوق رضوان الله عليهم في كتابه القيم (كمال الدين وتمام النعمة)، عن مشائخه الثقاة رضوان الله عليه عن الازدي وفي نسخة (الاودي)، وقد نقلت عنه في كثير من مصادرنا المعتبرة وتلقاها علماؤنا بالاهتمام، وجاء فيها قول هذا العبد الصالح من أهل الايمان:
بينما انا في الطواف قد طفت ستةًََ وانا اريد ان اطوف السابع فاذا انا بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب، مع هيبته متقرب الى الناس، يتكلم فلم ار احسن من كلامه ولا اعذب من نطقه وحسن جلوسه فذهبت اكلمه فزبرني الناس فسالت بعضهم من هذا؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله يظهر في كل سنة يوما لخواصه يحدثهم، فقلت له: يا سيدي مستر شدا اتيتك فارشدني هداك الله، فناولني عليه السلام حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع اليك؟ فقلت: حصاة وكشفت عنها فاذا انا بسبيكة ذهب، فذهبت فاذا انا به عليه السلام قد لحقني فقال لي: ثبتت عليك الحجة، وظهر لك الحق وذهب عنك العمى، اتعرفني؟ فقلت: لا، فقال عليه السلام: انا المهدي [و] انا قائم الزمان، انا الذي املاها عدلا كما ملئت جورا، ان الارض لا تخلو من حجة ولا يبقى الناس في فترة وهذه امانة لا تحدث بها الا اخوانك من اهل الحق.
مستمعينا الافاضل، وفي ختام كلام مولانا بقية الله –ارواحنا فداه- للازدي وصية مهمة بلزوم كتمان المؤمنين لما يرتبط به –عليه السلام- عن اعدائه دفعاً لآذاهم وقد وردت الكثير من الاحاديث الشريفة المؤكدة لهذه الوصية.
وبهذه الملاحظة ننهي ايها الاطائب حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) شاكرين لكم طيب المتابعة، ولكم دوما من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران خالص الدعوات ودمتم في رعاية الله سالمين غائمين والحمدلله رب العالمين.